أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري المعروف خلف المفتاح اليوم (الأحد) أنه إذا لم يكن هناك توافق دولي لا يمكن الوصول لأي حل سياسي للأزمة السورية بعد عشر سنوات من الصراع الذي أنهك البلد ، لافتا إلى أن التشابك الدولي والإقليمي هو الذي يعقد مشهد الأزمة السورية.
جاء ذلك في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) وردا على سؤال حول قراءته لمشهد الأزمة السورية بعد عشر سنوات من الصراع.
نحو حل سياسي للأزمة السورية
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري المفتاح ، وهو عضو قيادي سابق في حزب البعث الحاكم في سوريا: “بعد عشر سنوات من عمر الأزمة السورية لا يوجد حتى اليوم أي مؤشرات حقيقية على نهاية الأزمة، والسبب في ذلك هو أن القوى الإقليمية والدولية أصبحت الفاعل الأساسي في الأزمة ، ولم تعد المعارضة بكافة أشكالها وأطيافها هي الطرف الفاعل في الأزمة”.
توافق الأطراف اللأساسية
وأضاف: ” لذلك لا أرى أي حل في الواقع الحالي إلا بوجود توافق دولي بين روسيا وأمريكا، والإقليمي على مستوى إيران وتركيا لأنها أطراف لاعبة أساسية في المشهد السوري”.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي السوري أن عدم توفر الإرادة السياسية يساهم في تأخير الوصول لحل سياسي ينهي الأزمة السورية ، مبينا أن بعض الأطراف الدولية والإقليمية تريد أن تفرض شروط على الحكومة السورية لإنهاء الأزمة .
ورأى القيادي السابق في حزب البعث أن الأزمة السورية في عامها العاشر أصبحت الأطراف الدولية والإقليمية اللاعبة فيها وتعمل بشكل مباشر وليس عبر الأدوات.
وكرر قائلا “إذا لم يكن هناك توافقات دولية وإقليمية لا يمكن أن نصل إلى حلول ، وسيبقى نزيف الدم قائم وسيبقى الضغط الدولي والاقتصادي قائم ، وبالتالي لا نهاية سريعة أو قريبة لهذه الأزمة بسبب هذا الاشتباك الحاصل على الجغرافيا السورية”.
معارضة غير متحررة من الضغط الأقليمي والدولي
وحول اجتماعات اللجنة الدستورية في الخارج وعدم التوصل إلى صيغة توافقية حتى الأن قال إن “هذه اللجنة لن تحقق نتائج إلا إذا تحررت من الضغط الخارجي “.
وبين أن الأطراف الموجودة في اللجنة الدستورية هي محصلة قوى إقليمية ودولية وهناك معارضة تمثل تركيا وأخرى تمثل دول الخليج حيث لا يوجد لدينا معارضة متحررة من الضغط الإقليمي والدولي .
وأكد المفتاح إن ” المشكلة في الأزمة السورية هو التشابك الحاصل فيها على الجغرافيا السورية ، وبالتالي لا أحد يقبل أن يكون مهزوما ، والغالبية تريد اللا حل “.
وأكد على أن “الحل هو أن ترفع هذه القوى الخارجية يدها عن المعارضة ونتعامل مع نتاج وطني داخلي عندها يمكن أن يتبلور صيغة حل سياسي “.
احترام السيادة السورية
ودعا المفتاح إلى ضرورة تفعيل القرارات الدولية ، واتفاقيات أستانة التي تؤكد على السيادة السورية واحترام إرادة الشعب السوري وبالتالي عدم التدخل في الشأن السوري .
ويشار إلى أن اللجنة الدستورية السورية هي جمعية تأسيسية مرخصة من الأمم المتحدة ، وتسعى إلى التوفيق بين الحكومة السورية برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية ، في سياق عملية السلام السورية ، من خلال تعديل الدستور الحالي أو اعتماد دستور جديد لأجل سوريا.
وكان المبعوث الأممي غير بيدرسون قد زار موسكو ودمشق الشهر الماضي، حيث بحث مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري فيصل المقداد تنفيذ قرار 2254 وعمل اللجنة الدستورية.
عدم قبول الديمقراطية
وحول الاستحقاق الرئاسي السوري القادم قال المفتاح ” المشكلة أن بعض القوى الدولية والإقليمية لا يقبلون الديمقراطية ، وهذه القوى تريد أن تفرض على سوريا شكل حكم معين يقوم على الطائفية البغيضة وعلى المحاصصة، كما في لبنان والعراق “، مؤكدا أن الانتخابات مسألة سيادية ولا يجوز لأي أحد أن يتدخل فيها.
وبين أن السلطة هي نتاج عملية ديمقراطية محلية داخلية، وليست نتاج عامل خارجي ، ولا نريد أن نكون أمام حكومة محكومة ، وإنما حكومة حاكمة تمثل الشعب السوري .
ويشار إلى أن الانتخابات الرئاسية في سوريا في عام 2021 ستجرى في شهر إبريل القادم ، وهي الانتخابات الثانية بعد تبني دستور 2012.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.