باتت «حدائق أكتوبر» على رأس المدن الجديدة، التى يسعى الكثير من المستثمرين للدخول فى مشروعات بها، خاصة مع ما تشهده من تطوير خلال الفترة الأخيرة، واقتراب موعد افتتاح المتحف المصرى الكبير، ولتفرد المدينة بموقع جغرافى مميز، ودخولها ضمن المشروع العملاق «القطار السريع».
حاورت «المال» المهندس محمد مصطفى، رئيس جهاز مدينة حدائق أكتوبر، والذى كشف عن عدد من المشروعات التى تشهدها المدينة خلال المرحلة الحالية، وحجم استثماراتها، وكذلك الفرص الاستثمارية، وأبز التحديات التى تواجه المدينة خلال المرحلة المقبلة.
وخلال الحوار قال مصطفى إن مدينة حدائق أكتوبر من ضمن المدن المتكاملة، وهى إحدى مدن الجيل الرابع، وتبلغ مساحتها 42 ألف فدان تقريبا، وأهم ما يميزها هو حالة التنوع الاجتماعى، فالمدينة بها مشروعات «قومية» و«حر» و«استثمارى»، مشيرا إلى وجود 62 مشروعا سكنيا بنظام الكمبوند تم إنجاز عدد كبير منها خلال الفترة الماضية.
وأكد أن وجود العديد من الشركات الكبيرة داخل المدينة من خلال مشروعاتها، كان له دور جيد فى تعظيم فرص الاستثمار، منها مشروعات «ريحانة» و«منطقة الكمبوندات» و«السالمية» و«دجلة»، وغيرها من المشروعات العملاقة، علاوة على عملية التطوير المستمرة للمداخل والمخارج وعمليات الترفيق، كلها تركت انطباع جيد لدى المستثمر وحتى الراغبين فى الإقامة، بأن المدينة أصبحت جاذبة.
وأضاف: “لدينا فرص استثمارية كبيرة، وهناك العديد من المساحات التى سيتم طرحها خلال الفترة المقبلة أمام المطورين لإقامة عدد من المشروعات السكنية، كما أننا نسعى لجذب كبار المطورين، بعد الانتهاء من عملية حصر حصر الأراضى الشاغرة”، مشيرا إلى أن المساحة التى تم استغلالها تجاوزت الـ 60% منذ تأسيس المدينة.
وتابع: رصدنا استثمارات للعام الحالى بحوالى 5 مليارات جنيه، تشمل مشروع سكن مصر، والإسكان الاجتماعى، وأعمال الصيانة والترفيق، وأعمال الكهرباء سواء عمليات الصيانة الدورية، أو مد كابلات بقدرات أعلى، كما أنه جارٍ العمل على إعداد دراسة حول المنظومة الجديدة للمياه والصرف الصحى بالمدينة.
«القرية الكونية» ومشروع «ابنى بيتك»
وحول أبرز التحديات التى تواجه جهاز حدائق أكتوبر، قال رئيس الجهاز: لدينا مشاكل فى منطقة مشروع ابنى بيتك، ورغم وجود حملات إزالة بشكل مستمر للمخالفات، إلا أن هناك إصرارا من بعض المواطنين على المخالفة، كما أن جزءا من الأزمة له علاقة بالثقافة السيئة للبعض، والتى نسعى لتغييرها تراضيا أو بالقانون.
ولفت إلى أن الأزمة الكبيرة تتمثل فى محاولات البعض تحويل المنطقة لسوق لتجارية، قائلا: “وهو ما لن نقبله، وسنواجهه بقوة القانون”، معتبرا أن هذه الظاهرة التى تعيشها المنطقة ستختفى بمجرد اكتمال عملية تسكين باقى الوحدات والتى مازال أغلبها فارغا، مشيرا إلى أن الجهاز يعمل فى الوقت الحالى على إنجاز باقى الخدمات التى مازالت تعانى منها المنطقة كأحد عمليات الجذب لأصحاب هذه المنازل.
وأشار إلى أن أهالى المنطقة كانت لديهم شكاوى من غياب الأمن بالمنطقة، وهو ما تغلبت عليه الأجهزة الأمنية، وأحكمت سيطرتها على المنطقة، بعد أن تم انطلاق العمل بقسم الشرطة الجديد، والسجل المدنى ووحدة المرور، وبات الوضع الآن فوق الممتاز- بحسب وصفه-.
وأضاف أن التحدى الثانى الذى يواجهه جهاز مدينة حدائق أكتوبر يتمثل فى مشروع القرية الكونية، والتى كانت تتبع وزارة التعليم العالى، وهى تمثل أهمية كبرى للمدينة، لما تمتلكه من عوامل جذب، كما أن انطلاقها سيفتح الباب أمام مزيد من الاستثمار، متمنيا صدور قرار بتشغيلها خلال المرحلة المقبلة.
رسوم توصيل الغاز لمنطقة دهشور
وتطرق رئيس جهاز حدائق أكتوبر، للأزمة الأخيرة التى يعيشها سكان منطقة 247 عمارة، والخاصة برسوم توصيل الغاز، قائلا: لا خيارات لدينا فى عملية دفع رسوم توصيل الغاز للمنطقة، مشيرا إلى أن البروتوكول الموقع بين صندوق الإسكان الاجتماعى وبنك الاسكان والتعمير، نص صراحة على تحمل العميل لرسوم التوصيل، مشيرا إلى أن الجهاز لم يطلب سوى دفع الرسوم المقررة منذ تحرير العقود وليست المقررة على من يرغب فى توصيل الغاز فى الوقت الحالى.
رسوم توصيل الغاز لمنطقة دهشور سددت بمنحة إماراتية ولا خيارات لدينا لإعفاء أحد من السداد
وأضاف أن سكان المنطقة يتحدثون عن عدم دفع سكان دهشور لهذه الرسوم، لكن الحقيقة أن رسوم توصيل الغاز لهذه المنطقة تم دفعها من خلال منحة إماراتية لحوالى 16 ألف وحدة، مستكملا: لسنا فى تضاد مع المواطنين ولا نسعى أبدا للضغط عليهم، لكن هذه الرسوم واجبة السداد.
وانتقل مصطفى لمشروع تأسيس مستشفى حدائق أكتوبر، والذى سيقام على مساحة 15 ألف متر، والذى أكد أن العمل به سيبدأ فى القريب العاجل بعد أن أنهى الجهاز كل الإجراءات، قائلا: مازلنا فى انتظار موافقة وزارة الصحة والتى خاطبناها بشأن المستشفى، والتى تم تأسيسه بالفعل داخل المدينة، ونتوقع انطلاقه قريبا جدا.
ننتظر موافقة «الصحة» لبدء العمل بمستشفى المدينة.. و«مجدى يعقوب» تجاوزت الـ%20 من الأعمال الإنشائية
وأشار إلى استمرار العمل فى مشروع مستشفى مجدى يعقوب، المقام بالمدينة على مساحة 32 فدانا، والذى تجاوز الـ20% كنسبة بنائية حتى الآن، مؤكدا أنه يتابع بشكل دورى حجم الأعمال، لما يمثله المشروع من أهمية إنسانية، ووطنية.
إنشاءات «هايبر وان» و«كارفور»
من جهة أخرى، قال المهندس محمد مصطفى إن المدينة حتى الآن لم تأخذ نصيبها من تسليط الضوء، وذلك ردا على قلة أعداد المستثمرين الكبار، الذين جاءوا إلى المدينة الأقرب لمشروع المتحف المصرى الكبير، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد عملية تسويق للمدينة بشكل مختلف، تتماشى مع حجم مشروع المتحف المصرى.
وأضاف: لدينا مشروعات ستنطلق قريبا، مثل “كارفور” والذى سيقام على مساحة 40 ألف متر، أمام “سكن مصر”، وكذلك مشروع للشركة العالمية هايبر وان، والتى تنتظر القرار الوزارى بشأن عملية التخصيص، علاوة على تخصيص مساحة لإحدى الشركات المصرية بغرض إقامة سباق سيارات، كما أننا لدينا طلبات متزايدة بتخصيص مساحات لإقامة استثمارات كبرى، وقريبا سيتم طرحها من خلال هيئة المجتمعات العمرانية.
القطار السريع ومشروع الممشى السياحى
وتطرق مصطفى لعدد من المشروعات القومية التى ستشهدها المدينة خلال المرحلة المقبل، منها مشروع القطار السريع، والذى تعد حدائق أكتوبر إحدى محطاته، مشيرا إلى وجود تنسيق فى الوقت الحالى مع جهاز 6 أكتوبر، وعدد من الجهات الأخرى، لتقديم دراسة كاملة حول مسار القطار، وتحديد موقع المحطة، مؤكدا فى الوقت ذاته أن الدراسات التى تمت على الأرض تؤكد عدم اصطدام مسار القطار بأى من المشروعات أو الوحدات السكنية.
وأضاف: كما ستشهد الأيام القليلة القادمة انطلاق مشروعات عمرانية متكاملة، علاوة على مشروع الممشى السياحى، والذى ستطرحه هيئة المجتمعات العمرانية خلال أيام، كما أن الجهاز انتهى من تحديد الموقع الخاص بإقامة حديقة، لتكون متنفسا لسكان حدائق أكتوبر، فى الوقت الذى يشهد فيه أحد الكمبوندات تنفيذ سينما ستكون مفتوحة أمام الجميع.
16050 وحدة من المقررتسليمها يونيو المقبل
وأشار مصطفى إلى أن الجهاز سلم العام الماضى 20 ألف وحدة سكنية ضمن المشروعات التى تدعمها الدولة، مشيرا إلى أن آخر دفعة من المستحقين لوحدات سكن مصر المقام بجوار مدينة الإعلامى، بعدد 1128 وحدة تم تسليمها خلال الأيام الماضية.
وأكد، أن الجهاز بصدد استلام عدد من المشروع خلال الأيام القادمة، وهى مشروع الـ”262” عمارة، بعدد 6300 وحدة تقريبا، ومشروع 390 فدان والذى يشهد تنفيذ 375 عمارة، بعدد 9750 وحدة، ومن المتوقع أن يتم تسليمها يونيو المقبل، بخلاف الإعلان الـ”14”، والذى تمتلك فيه المدينة نصيبا جيدا من المشروعات بعدد 3 مواقع أحدها للإسكان الاجتماعى.
وحول وجود فرص للمستثمرين الأجانب لامتلاك وحدات سكنية داخل المدينة، قال رئيس جهاز حدائق أكتوبر، إن المدينة بها العديد من المشروعات الكبيرة، والجاذبة للمستثمرين الأجانب سواء بغرض التمليك، أو لأغراض استثمارية، كما أن هيئة المجتمعات العمرانية لديها العديد من الشراكات مع عدد من المطوين، منها مشروع الشركة عربية هولدينج “صن كابيتال”، والذى سيتم التسويق له من خلال شركة التسويق التابعة للهيئة.
ورد رئيس الجهاز على نية الجهاز سحب المساحة المخصصة لنادى الزمالك، والبالغة 192 فدان تقريبا، قائلا: الأمر الآن بات فى يد هيئة المجتمعات العمرانية، مشيرا إلى وجود مفاوضات بين النادى والهيئة فى الوقت الحالى، لضمان عدم إلغاء تخصيص المساحة سالفة الذكر.
وأكد مصطفى أن النادى لم يفِ بالالتزامات المادية، لقيمة الأرض المخصصة له، مضيفا: كما أن العقود المبرمه حددت نسبة إنشائية كان من الواجب على النادى الالتزام بها، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وهو ما يعنى عدم وجود جدية فى تنفيذ المشروع.
وأشار مصطفى إلى أن وزارة الإسكان متمثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية، دائما ما تطالب بدعم المشروعات، وتقديم حلول جادة لإزالة أى عقبات، تحول دون تنفيذها، لكن “الهيئة” تشدد فى الوقت ذاته على ضرورة التعامل الفورى مع غير الجادين ممن حصلوا على قرارات تخصيص لإقامة مشروعات عليها.
وتعد مدينة حدائق أكتوبر إحدى مدن الجيل الرابع، وتم إنشاؤها بقرار مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية، بتاريخ 2017/8/21 كمدينة منفصلة بمساحة حوالى 41٫780 ألف فدان، وتقع بين طريق الفيوم والواحات.