تتفق معظم الوكالات البحثية العالمية على انتعاش مبيعات المركبات خلال العام الجارى ومنها وكالتا «موديز» و«ستاندرد آند بورز» الأمريكيتان اللتان تتوقعان نمو مبيعات سيارات الركوب فى العالم بحوالى 7.7% بينما ترى مؤسسة IHS ماركيت أن النمو سيرتفع إلى %9 بالمقارنة بعام الوباء.
وذكر بنك ING الذى يتخذ من مدينة امستردام الهولندية مقرا له فى تقرير نشره مؤخرا أن مبيعات سيارات الركوب من المتوقع أن تنمو بأكثر من %7 لترتفع إلى حوالى 82 مليون وحدة مع نهاية هذا العام، بالمقارنة مع ما يقرب من 76 مليون وحدة فى العام الماضى الذى هوت خلاله المبيعات بأكثر من 16 % بسبب فيروس كورونا الذى أدى إلى إغلاقات عديدة لمصانع السيارات ومعارض بيعها فى العديد من الدول المتقدمة والنامية للحد من تفشى العدوى من مرض كوفيد 19.
كانت مبيعات السيارات بلغت أعلى مستوى لها فى عام 2017 عندما تجاوزت 95.3 مليون وحدة ثم تراجعت بنسبة طفيفة لم تتتجاوز %1 إلى 94.6 مليون وحدة فى 2018 بسبب الحرب التجارية الأمريكية الصينية التى أدت إلى هبوط المبيعات بأكثر من 4.5 % فى العام التالى لتنزل إلى 90.3 مليون وحدة ثم جاء كورونا العام الماضى ليجعلها تنحفض بأكثر من 14 مليون سيارة.
اتفاق المحللين على انتعاش مبيعات السيارات لابتكار اللقاحات
يرجع اتفاق المحللين فى الوكالات البحثية العالمية على انتعاش مبيعات السيارات خلال العام الجارى إلى ابتكار شركات الأدوية العالمية لعدة لقاحات وتوزيعها على سكان العالم لمكافحة وباء كورونا لدرجة أنه تم تطعيم حوالى 220 مليون شخصا فى 95 دولة منذ منتصف ديسمبر الماضى وحتى الآن.
وأشار تقرير بنك ING إلى أن انخفاض مبيعات السيارات فى العام الماضى كان أقل من المتوقع نظرا لانهيارها بحوالى 27 % خلال النصف الأول من 2020 مع تفاقم انتشار الفيروس فى أنحاء العالم ولكنها هبطت بحوالى 16 % مع نهاية العام الماضى غير أنها أعلى بكثير من نسبة التراجع التى توقفت عند 9 % فى نهاية عام 2008 فى أعقاب الأزمة المالية العالمية.
ويرى المحللون فى وكالة موديز أن مبيعات السيارات ربما لن ترجع إلى المستوى القياسى الذى بلغ حوالى 95 مليون وحدة فى عامى 2017 و2018 إلا فى عام 2025، بسبب تداعيات وباء كورونا الذى مازال ينتشر بسلالات متحورة منه فى عدة دول ولاسيما فى أوروبا واليابان وجنوب أفريقيا مما يعنى انخفاض المبيعات فى هذه المناطق.
الدول الأوروبية تعانى من انخفاض مبيعات السيارات بسبب كورونا
عانت الدول الأوروبية من انخفاض مبيعات السيارات بسبب انتشار فيروس كورونا فيها أكثر من غيرها لدرجة أن ست دول أوروبية ظهرت ضمن قائمة أكثر دول العالم فى عدد الوفيات بقيادة بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وروسيا وألمانيا وأسبانيا.
وهبطت المبيعات فى عام الوباء بحوالى 32 % فى أسبانيا و29 % فى بريطانيا و28 % فى إيطاليا و24 % فى فرنسا و20 % فى ألمانيا بينما بلغ الانخفاض فى الهند حوالى 30 %.
ومع ذلك من المتوقع انتعاش مبيعات السيارات فى غرب أوروبا بحوالى 12 % وفى الولايات المتحدة بأكثر من 5.8 % وفى الصين بما يزيد عن 4 %، ولكن الهند ستشهد ارتفاعا بأكثر من 20 % خلال العام الجارى كما توقع المحللون فى وكالة موديز.
ولاحظ المحللون أن تداعيات وباء كورونا لم تكن متساوية فى العالم حيث أثرت على مبيعات السيارات فى أمريكا الشمالية بانخفاض قدره %15 وفى أوربا بحوالى %25، بينما بلغ التراجع %1.9 فقط العام الماضى فى الصين التى استطاعت احتواء كوفيد 19 منذ مارس لتحقق أول نمو لها فى مبيعات السيارات فى مايو الماضى.
مبيعات السيارات فى الصين تتراجع لثالث عام على التوالي
أكدت الرابطة الصينية لسيارات الركوب CPCA أنه رغم هبوط المبيعات فى 2020 للعام الثالث على التوالى بسبب التوترات التجارية مع الإدارة الأمريكية السابقة إلا أن إجمالى مبيعات المركبات بلغ أكثر من 25 مليون وحدة فى عام الوباء لتتصدر جميع دول العالم. وتراجعت مبيعات السيارات فى الصين ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، لثالث عام على التوالى ولكنها زادت فى ديسمبر بحوالى %6.4 لتاسع شهر على التوالى بالمقارنة بنفس الشهر من عام 2019 حيث تواصل حكومة بكين تشجيع الاستهلاك المحلى فى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم لتقود تعافى المبيعات العالمية من جائحة كورونا.
ورغم أن مبيعات سيارات الركوب فى الصين وصلت إلى أكثر من 2.83 مليون وحدة فى ديسمبر إلا أنها أقل من مبيعاتها فى نوفمبر الماضى الذى شهد قفزة قدرها %12.6 بالمقارنة بنفس الشهر من العام السابق بقيادة مبيعات المركبات الكهربائية والهجين التى تجاوزت 1.37 مليون وحدة حيث تهدف حكومة بكين إلى زيادة مبيعات السيارات الكهربائية فى الصين %8 هذا العام، ولكنها تسعى للمحافظة على نمو مبيعات السيارات خلال السنوات الخمس القادمة لتصل إلى 30 مليون وحدة.