كشف تقرير صدر حديثًا عن شركة كاسبرسكي للحلول الأمنية أن برمجيات الملاحقة التي تُستخدم في المراقبة السرية لأحد الزوجين وتساعد في إذكاء العنف المنزلي، استهدفت ما مجموعه 53870 مستخدمًا للهواتف المحمولة حول العالم في العام 2020.
ويُظهر تقرير كاسبرسكي المُعَنون بـ”حالة برمجيات الملاحقة في 2020″، أن الوضع لم يتحسن كثيرًا، مقارنة بالعام السابق؛ ففي 2019 اكتشفت كاسبرسكي 67500 حالة استهداف لمستخدمي الهواتف المحمولة.
تُعدّ برمجيات الملاحقة شكلًا من أشكال العنف الرقمي وظاهرة عالمية تؤثر في البلدان، بغضّ النظر عن حجمها أو طبيعتها الاجتماعية والثقافية.
وجاءت روسيا والبرازيل والولايات المتحدة والهند والمكسيك على رأس قائمة كاسبرسكي للعام 2020 للبلدان التي تضم أكثر المستخدمين المتأثرين بهذه البرمجيات، فيما حلّت ألمانيا السادسة عالميًّا، والأولى أوروبيًّا. أما المراكز من السابع إلى العاشر فاحتلّتها إيران وإيطاليا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية.
وقال فيكتور تشيبيشيف، رئيس فريق تطوير الأبحاث لدى كاسبرسكي، إن عدد المستخدمين المتأثرين ببرمجيات الملاحقة ظل مرتفعًا، مشيرًا إلى استمرار الشركة في الكشف عن إصابات جديدة كل يوم.
وأضاف: “من المهم أن نتذكر أن هناك قصة حقيقية لشخص ما وراء كل رقم من هذه الأرقام، وأحيانًا ما يكون هناك طلب صامت للمساعدة. لذلك نحرص على لعب دورنا ضمن ما يجب أن يكون منظومة عمل مجتمعية ترمي إلى إنهاء استخدام برمجيات الملاحقة لتعميق فهم المشكلة، وعلى الجميع مشاركة ما يكتشفونه حتى نتمكن في إطار تلك المنظومة من تحسين القدرة على اكتشاف التهديدات وتقديم الحماية للمتضررين من العنف الرقمي”.
العمل ضد العنف الرقمي
بدأت كاسبرسكي، هذا العام، تعاونًا مع أربعة شركاء للعمل في مشروع يُدعى “دي ستوك” DeStalk على مستوى الاتحاد الأوروبي، اختارت المفوضية الأوروبية دعمه من خلال برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة. لكن قبل هذا المشروع، وتحديدًا في العام 2019، شاركت كاسبرسكي تسع جهات أخرى في تأسيس التحالف ضد برمجيات الملاحقة، الذي يضم الآن 30 عضوًا من خمس قارات، ويهدف إلى تحسين قدرة قطاع الأمن الرقمي على اكتشاف هذه البرمجيات، وتعزيز التبادل المعرفي بين الشركات والمنظمات غير الربحية، ورفع الوعي العام بهذه المشكلة.
وقالت إيفا غالبرين، مديرة الأمن الرقمي لدى مؤسسة الحدود الإلكترونية، في معرض تعليقها على الذكرى السنوية الأولى لإقامة التحالف ضد برمجيات الملاحقة، إن الجهات الأعضاء في التحالف قطعت خطوات واسعة خلال العام الماضي، شملت رفع الوعي والكشف عن برمجيات الملاحقة والبحث في تفاصيل الحياة اليومية للناجين من العنف المنزلي، مشيرة إلى أن التحالف “مكّننا من اتباع نهج شامل في التصدي لمشكلة معقدة”.
وأضافت: “ما من حلّ بسيط لهذا التحدي، لذلك وجب علينا الاستمرار في المضي قدمًا والتصدي له على عدة جبهات”.
بالإضافة إلى ذلك أصدرت كاسبرسكي في نوفمبر 2020 أداة مجانية لمكافحة برمجيات الملاحقة سمّتها TinyCheck بهدف مساعدة المنظمات غير الربحية على دعم ضحايا العنف المنزلي وحماية خصوصيتهم.
وتمتاز هذه الأداة بالقدرة على اكتشاف برمجيات الملاحقة وإبلاغ المستخدمين المتأثرين دون إشعار الجاني بذلك. وتحظى TinyCheck بدعم مجتمع أمن تقنية المعلومات الذي يعمل على تحديثها باستمرار.
.
.