استطاعت شركة «LMS CONSTRUCTION» للمقاولات احتلال مكانة متميزة فى قطاع المقاولات، ونجحت فى اقتناص حجم اعمال بلغ 10 مليارات جنيه رغم تأسيسها نهاية عام 2019، حيث تتبنى خطة توسعية للغاية فى السوقين المحلية والأجنبية لإضافة مزيد من الأعمال.
وللتعرف على كواليس تأسيس الشركة، والأهداف التى تسعى لتحقيقها خلال الفترة القادمة، حاورت «المال» كلاً من المهندس عمرو الكيال المدير التنفيذى للشركة وعضو مجلس الإدارة، والمهندس هشام السماك مدير المشروعات، واللذين كشفا خلال الحوار عن عزم الشركة الحفاظ على انطلاقتها المثالية بل وزيادة حجم الأعمال وفق خطة مدروسة.
وتعد شركة «LMS» شركة حديثة العهد بالسوق المصرية حيث تأسست فى نهاية 2019، وهى شركة منبثقة من شركة Land Mark Development «LMD» المملوكة للمهندس أحمد صبور ويرأسها المهندس عمرو سلطان، وتعد الشركة الجديدة هى الذراع الإنشائية للأخيرة، وكان الغرض الرئيسى من إنشائها تنفيذ مشروع وان ناينتى «1-NINTY»، ثم بدأت الشركة فى التوسع وتنفيذ مشروعات خارج مجموعة «LMD».
فى البداية أوضح المهندس عمرو الكيال أن «LMD» فضلت إنشاء شركة متخصصة لتنفيذ مشروع «1-NINTY New Cairo» «وان ناينتي»، وذلك ضماناً لوجود شركة قادرة على الوفاء بمستوى الجودة الذى تستهدفه لاند مارك صبور، وفى ذات الوقت تتمتع بالمرونة الكاملة فى التعامل مع المجموعة الأم سواء فى ضغط معدلات التنفيذ أو تنفيذ حزم محددة دون أخرى وضبط التكاليف وغيرها من العوامل الأخرى.
وأكد الكيال على أنه من أول اجتماع لمجلس إدارة «LMS» تم الاتفاق على أن عمل الشركة لن يقتصر على مشروع «وان ناينتي» فقط، ولكن ستنافس على المشروعات المطروحة بالقطاع، مشيراً إلى أن هذا سينعكس بالإيجاب على مجموعة صبور الأم ذاتها، فالاحتكاك والمنافسة خارجياً ستدفع الشركة الجديدة لمزيدٍ من التطوير وتحسين جودة التنفيذ والحرص على تقديم أسعار تنافسية.
إعادة تطوير فندق مينا هاوس لصالح «إيجوث» بقيمة تجاوزت 500 مليون جنيه
ومن جانبه كشف المهندس هشام السماك أنه خلال هذه الفترة القليلة استطاعت الشركة التعاقد على حجم أعمال بلغ 10 مليارات جنيه، حيث وقعت أول عقد خلال أول 3 أشهر من تأسيسها بحجم أعمال مبدئى يبلغ 5.4 مليار جنيه، أعقبه عقد أخر لإعادة تطوير فندق مينا هاوس لصالح شركة إيجوث للسياحة والفنادق بقيمة تجاوزت 500 مليون جنيه.
بدأ أعمال الحفر والأساسات فى «Three Sixty Business Park» على مساحة 55 ألف متر
وتابع أن الشركة عادت للعمل مع لاند مارك صبور مرة أخرى فى مشروع «Three Sixty Business Park» وهو مشروع ضخم بشارع الشيخ محمد بن زايد والمؤدى للعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 55 ألف متر وسيضم مولاً وسينما وعيادات وتم البدء بالفعل فى أعمال الحفر والأساسات، ثم فازت الشركة بمشروع تنفيذ 17 عمارة سكنية لصالح شركة «منازل» بمدينة «مستقبل سيتي».
تنفيذ عمارات سكنية لصالح «منازل» بمستقبل سيتى و«IGI» بحى الأشجار.. و«كليوباترا مول» لصالح النائب محمد أبو العينين.. ونستعد لبدء مجموعة المدارس اليابانية
وأكمل المشروعات التى فازت بها «LMS»، حيث فازت بتنفيذ مشروع عبارة عن عمارات سكنية لصالح شركة «IGI» بحى الأشجار، وكذلك مشروع كليوباترا مول بالسادس من أكتوبر والتابع للنائب محمد أبو العينين، لافتاً إلى أنه تم دعوة الشركة من جانب «هيل انترناشونال» للمشاركة فى مناقصة لتطوير فندق موفنمبيك، كما طلبت هيئة الأبنية التعليمية من الشركة الدخول فى مشروع تطوير مجموعة المدارس اليابانية.
وتناول السماك، مشروع «1-NINTY» بمزيدٍ من التفصيل، حيث يقام على مساحة 300 ألف متر مسطح وتبلغ مساحته البنائية مليون متر مسطح، ومن المقرر أن يتم افتتاحه خلال 2024، ويتمتع بموقع استراتيجى مهم فى التقاء الدائرى مع القاهرة الجديدة وبالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة، وستتجاوز تكاليفه الإنشائية 15 مليار جنيه.
وأضاف أن المشروع يضم فندقا يتبع إحدى العلامات الدولية على مساحة 9600 متر مسطح وتبلغ المساحة البنائية وفقاً للترخيص الحالى 23700 متر مسطح، وكذلك يحتوى على منطقة وحدات فندقية تشرف عليها كل من ماريوت وسانت ريجوس على مساحة 14600 متر مسطح والمساحة البنائية 11600 متر مسطح، والعديد من المبانى الإدارية، وبالفعل تم التعاقد مع عدد من الأسماء مثل البنك العربى الإفريقى والبنك المصرى الخليجى «إيجى بنك» وغيرهم، بالإضافة إلى مكان ترفيهى فى وسط المشروع، وجزء خاص لـ «Retail» على مساحة 13500 ألف متر والمساحة البنائية 27158 متراً.
وأضاف أن الشركة تعتمد على أحدث الأساليب والأنظمة البنائية عالمياً فى تنفيذ المشروع، سواء فى مرحلة الخرسانات أو التشطيبات والعزل أو تنفيذ اللاند سكيب والأجزاء الخارجية للمشروع، وهو ما يتوافق مع الاشتراطات البيئية الهادفة للحد من معدلات التلوث.
وعاد المهندس عمرو الكيال ليؤكد على أن الهدف الرئيسى للشركة يتمثل فى أن تكون من أفضل 10 شركات مقاولات فى مصر خلال 3 سنوات من الآن، لافتاً إلى أن الشركة تسعى لتملك الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الحلم، فالشركة نفذت خلال عامها الأول حجم أعمال يقترب من المليار جنيه، يزيد فى العام الثانى إلى 3 مليارات جنيه، على أن يصل حجم الأعمال بنهاية العام الثالث إلى 5 مليارات جنيه.
وأفصح عن أن الشركة تستهدف أيضاً تنويع المجالات الإنشائية التى تعمل بها، وذلك من خلال دخول مجالات المياه والصرف الصحى والكهرباء وغيرها من المجالات المختلفة، فمشروعات البنية التحتية أصبحت هى السمة السائدة على غالبية المشروعات القومية حالياً جنباً إلى جنب مع مشروعات الطرق والكبارى والأنفاق، موضحاً أن مصر ستشهد خلال الفترة القادمة زيادة فى مشروعات مياه سواء شق وتبطين الترع والقنوات أو محطات تحلية المياه.
كما كشف عن أن «LMS» تمتلك خططاً طموحة للمنافسة خارجياً، وبالفعل تدرس الشركة حالياً بعض المشروعات فى السعودية وكينينا وتنزانيا فى إطار خطة للتوسع أفريقياً، مشيراً إلى أن هذا لن يكون على حساب السوق المحلية، التى لها له الأولوية خاصة فى ظل تزايد حجم الأعمال.
«LMS» استمدت قدراً كبيراً من قوتها من اسم شيخ المعماريين الراحل المهندس حسين صبور الذى ترك إرثاً تنموياً وحضارياً ممتداً
ولفت إلى أن الشركة بالتأكيد ستستفيد من شراكاتها مع مجموعة صبور، والتى ترتكز على نواة رئيسية تتمثل فى مكتب صبور للاستشارات الهندسية، وتكفى الإشارة لإسم شيخ المعماريين الراحل المهندس حسين صبور والذى يمتلك إسماً قوياً وأرضية صلبة فى مصر والعديد من أسواق الخليج وأفريقيا، صنعه منذ تخرجه فى كلية الهندسة عام 1957 وإِشرافه خلال هذه المسيرة الحافلة على تنفيذ مدن بأكملها مثل مدينة السادس من أكتوبر ومدينة السادات، ومشروعات قومية عدة مثل المرحلتين الأولى والثانية بمترو الأنفاق وتخطيط كورنيش النيل بالقاهرة، ودراسة ومقترح لإنشاء الطريق الدائري، وتحسين وتوسيع شبكات الكهرباء بالقاهرة والإسكندرية ومشروعات الصرف الصحى بالقاهرة الكبرى والسويس والإسماعيلية وبورسعيد، والحديقة الدولية بمدينة نصر، وعدد من الفنادق التى أصبحت علامات بارزة مثل شيراتون الجزيرة وهيلتون الأقصر وسميراميس.
الكيال: دخلنا فى تحالف مع «السويدى» للمنافسة على أحد المشروعات.. والتحالفات تنعكس بالإيجاب على الطرفين
وكشف عن أن الشركة تستهدف الدخول فى شراكات أخرى للمنافسة من خلالها فى أسواق إفريقيا، حيث تنافس على أحد الحزم التنفيذية من مشروع «1-NINTY» من خلال تحالف مع مجموعة السويدي، كما تنافس على مشروع ضخم أخر بمدينة السادس من أكتوبر من خلال تحالف يضم 4 جهات محلية وعالمية.
وأرجع المدير التنفيذى قدرة الشركة على الحصول على هذه المشروعات على الرغم من حداثتها النسبية، إلى الخبرات الإدارية التى تتمتع بها قيادات الشركة والتى امتازت ببُعد نظر واستطاعت اختيار فريق عمل متميز يمتلكون بالفعل تجارب ناجحة للغاية فى شركاتهم السابقة والتى جميعها من الصفوة فى القطاع.
كما أشار إلى أن الشركة تدرك أهمية العنصر البشري، مشيراً فى هذا الصدد إلى العديد من الدورات التدريبية التى تنظمها للعاملين والمتعلقة بالعديد من التخصصات والمجالات مثل اللغة والإدارة وبعض المهارات الهندسية المتخصصة.
كما لفت إلى أن أحد أسباب قدرة الشركة على تنفيذ الأعمال المسندة إليها يتمثل فى قوة المكتب الفنى التابع لها.
فيما أكد مدير المشروعات على حرص الإدارة على معايير صارمة لتطبيق منظومة الصحة والسلامة المهنية داخل الشركة، وذلك حفاظاً على سلامة الثروة البشرية التى تمتلكها الشركة أولاً، وسمعة وإسم الشركة ثانياً.
وأشار أيضاً لوجود إدارة متخصصة لمراقبة الجودة أثناء التنفيذ، وتمتلك هذه الإدارة صلاحيات واسعة لرقابة ومتابعة كل ما يتم تنفيذه، وهو ما يضمن خروج الأعمال بمظهر لائق يحقق متطلبات العملاء ويحوز على رضاءهم.
وبصورة عامة، قال المهندس عمرو الكيال إن الطفرة الهائلة التى حدثت مؤخراً فى قطاع الإنشاءات أحدثت رواجا هائلا فى كافة المناحى الاقتصادية الأخرى، وكان للقطاع الدور الأبرز فى استيعاب العمالة والمهندسين العائدين من دول الخليج وليبيا، سواء لعوامل تباطؤ حركة الإنشاءات هناك أو تحسن أوضاع ومرتبات المهندسين فى مصر واقترابها من دول الخليج.
وأضاف أنه كى يحافظ القطاع على الطفرة الحالية يجب على الدولة والشركات خلق كوادر جديدة قادرة على استكمال مسيرة التنمية وتلبية متطلبات هذا الحجم الهائل من المشروعات وبالمستوى اللائق فى الجودة، فالكفاءات فى طريقها للندرة فى ظل عدم قدرة الجامعات والكليات على إمداد القطاع بالكفاءة اللازمة لسد الفجوة المتناقصة.
فيما يرى المهندس هشام السماك أن سوق العقارات المصرية تمر حالياً بأزهى حال لها منذ عقود، «فأصبحنا نرى حالياً العديد من الشركات التى تتيح أنظمة سداد على 10 سنوات وأحياناً بدون مقدم، وهو ما يتكامل مع خطة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى سد الفجوة بين العرض والطلب على الوحدات السكنية مع إتاحة تنوع بين فئات ومستويات متعددة بداية من إسكان محدودى الدخل وحتى إسكان الفيلات الفاخرة».
وأضاف أن حالة الرواج التى أحدثتها المشروعات التنموية فى الفترة الأخيرة عملت على استيعاب عدد هائل للغاية من الأيدى العاملة وهو ما عمل على الحد من البطالة، فنشاط المقاولات من المعروف أنه من المشروعات كثيفة العمالة بل ويرتبط به العديد من المهن والحرف الأخرى.
كما أشاد السماك باهتمام القيادة السياسية بملف البنية التحتية وبشكل مدروس يضمن الخروج من حيز العمران الحالى إلى آفاق جديدة تستوعب الزيادة السكانية، والعمل على جذب هذه الكثافات من خلال شبكات الطرق العملاقة والكبارى التى تحقق السيولة المرورية.
وأشار إلى أنه يتمنى أن تستطيع المشروعات الحالية أن تصل بنسبة البطالة فى مصر إلى أقل معدل لها، وذلك من خلال وجود مشروعات تكفى كل القوى العاملة، موضحاً أن تحقيق هذا الحلم ليس بالصعب خاصة بعد تجاوز الآثار السلبية لجائحة كورونا على مصر والعالم.
وفى نهاية الحوار، أفصح كلاً من المهندس عمرو الكيال والمهندس هشام السماك عن تطلعه لـ «LMS» على المدى الطويل وهى أن تكون من أكبر عشرة شركات بقطاع الإنشاءات المصري، أما على الصعيد العام فتمنى المهندس عمرو الكيال أن يشهد القطاع مزيداً من الضوابط التنظيمية وإقصاء بعض الدخلاء، فهناك بعض الدخلاء الذين يسيئون للقطاع بما يضرب استقراره ويعرقل نموه.