قال المهندس أشرف بكرى، رئيس مجلس إدارة شركة يونيليفر، العاملة فى مجال إنتاج الصناعات الغذائية ومستحضرات التجميل، إن الشركة تمتلك فى مصر خمس مصانع 3 بمدينة السادس من أكتوبر، و2 بمدينة برج العرب، مشيرًا إلى أن حجم إنتاجها يبلغ نحو 180 ألف طن سنويًّا من كل منتجاتها وتقوم بتصدير 50% منه إلى أكثر من 45 دولة بقيمة 200 مليون دولار سنويًّا.
وأوضح، فى حوار مع «المال» عبر البريد الإلكترونى، أن الشركة الإنجليزية الجنسية تعد واحدة من أكبر 5 شركات فى العالم تعمل فى مجال السلع الاستهلاكية السريعة بقطاعات الصناعات الغذائية ومنتجات التجميل والعناية الشخصية ومنتجات العناية المنزلية، ويستهلك منتجاتها أكثر من 2 مليار شخص يوميًّا فيما يزيد على 190 دولة.
وأضاف أنها تتواجد فى مصر منذ قرابة 30 عامًا، ويعمل بها فى مصر أكثر من 23 ألف عامل وموظف بوظائف مباشرة وغير مباشرة.
يشار إلى أن شركة يونيليفر هى المالكة للعديد من العلامات التجارية العالمية ومن أشهرها ليبتون- كنور- دوف- أكس- ريكسونا- سيجنال- لوكس- صن سيلك- كلوز أب- كومفرت- صن لايت- لايف بوى.
وحول تأثير تفشي جائحة فيروس كورونا المستجدّ على أنشطة الشركة، قال «بكرى» إنه مما لا شك فيه أن الجميع قد تأثر بالجائحة، وقد تأثرت شركته مثل أغلب الشركات العاملة فى القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وأضاف أنه مع بداية الجائحة اهتمت الشركة بكيفية مواصلة الإنتاج بمصانعها مع الحفاظ على سلامة العاملين، لافتًا إلى أنها بادرت منذ منتصف شهر مارس الماضى بتوجيه جميع العاملين بالوظائف الإدارية بالعمل من المنزل واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لتأمين العاملين بمصانع الشركة وقطاع المبيعات من خلال توفير المطهرات والكمامات، بالإضافة إلى الكشف الدورى على العاملين مع الالتزام بتعليمات وزارة الصحة فى هذا الخصوص وتوفير أماكن للعزل فى حالة ظهور أية إصابات بين العاملين بمصانعها.
وقال إنه بطبيعة الحال ارتفع الطلب بشكل كبير على منتجات الصابون والمطهرات والتى تعد الوسيلة الأهم للوقاية من فيروس كورونا وقامت الشركة بإطلاق منتج جديد لمطهرات اليدين فى السوق المصرية خلال أبريل الماضى، وزيادة إنتاجها من كل أنواع الصابون، فضلًا عن إنتاج أنواع منه يتم استيرادها من الخارج بمصنع الشركة وزيادة الكميات المستوردة لتوفير الكميات المطلوبة لتلبية الطلب المتزايد عليها.
كما ارتفع الطلب على منتجات النظافة المنزلية والمواد الغذائية، فى مقابل تراجع مبيعات منتجات مستحضرات التجميل والعناية الشخصية نتيجة الإجراءات الاحترازية التى تم تطبيقها للحد من انتشار الإصابة بفيروس كورونا.
واستعرض المبادرات التى قامت بها الشركة خلال الجائحة للحد من آثارها على المجتمع، قائلًا إن شركته تؤمن بأهمية تنمية المجتمعات التى تعمل بها وتعدّها من أهم الركائز التى تعتمد عليها لنمو أعمالها على مستوى العالم.
وأضاف أنها تؤمن بأن المنتجات التى تسعى لتحقيق هدف تنموى وتعليم بعض العادات يرتفع حجم مبيعاتها نتيجة وعى المستهلك بالدور التنموى الذى تلعبه بتلك المجتمعات،
وقامت الشركة بحملة لتشجيع المواظبة على غسيل اليدين باستخدام أى نوع من الصابون، سواء من إنتاج يونيليفر أو شركات أخرى.
كما شاركت، خلال الفترة الماضية، فى أكثر من مبادرة للحد من آثار جائحة كورونا، منها المشاركة فى حملة دعم العمالة اليومية لتوفير احتياجات 5000 أسرة، والمشاركة فى حملة القطاع الخاص مع عدد من آخر من الشركات لتوفير وسائل الحماية للأطقم الطبية وأجهزة التنفس والتبرع ببعض من منتجات الشركة لوزارة الصحة، وأخيرًا المشاركة مع شركتى «كوكاكولا» و«أورانج» فى حملة جيش القطاع الخاص للمساندة صغار التجار المتضررين من الجائحة.
بالإضافة إلى الاستمرار فى دعم مبادرات المسئولية الاجتماعية بالشركة والتى تعمل على استمراريتها وتنميتها مثل مبادرات “إرادة” و”نور” لدمج فاقدى وضعاف البصر فى المجتمع وتوفير فرص عمل لائقة لهم ومبادرتى زينب وسفير لتوفير فرص عمل للشباب من خلال ريادة الأعمال.
وحول رؤيته لبيئة الأعمال فى مصر حاليًّا وأهم التحديات التى تواجه الشركة، قال إنه مما لا شك فيه أن هناك تحسنًا كبيرًا فى بيئة الأعمال المصرية بشهادة المؤسسات الدولية مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، بالإضافة إلى مؤشرات الاقتصاد المصرى، وخاصة منذ قرار تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016 وهو ما ظهر للجميع خلال جائحة كورونا من قوة الاقتصاد المصرى وكونه واحدًا من الاقتصادات القليلة التى حققت نموًّا خلال الجائحة.
وأضاف أن الدولة قامت باتخاذ العديد من الخطوات المحمودة لمساندة الشركات خلال الجائحة وخاصة التسهيلات التى قدمت خلال فترة حظر التجوال والسماح للعمال ووسائل نقل البضائع والمواد الخام بالحركة خلال ساعات الحظر.
وأشار إلى قيام الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ووزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع ورئيس هيئة الاستثمار المستشار محمد عبد الوهاب بزيارة مصنع الشركة للاطمئنان على سير العملية الإنتاجية والتأكد من سلامة العاملين.
بالإضافة إلى أكثر من مبادرة لسداد مستحقات المصدرين من المساندة التصديرية والإجراءات الأخرى لمساندة الشركات العاملة فى مصر على استمرار الإنتاج والحفاظ على العمالة.
وتابع أن الدولة تُبدي اهتمامًا بالتواصل مع مجتمع الأعمال والاستماع لوجهة نظرهم فى التحديات التى تواجههم، وبشكل عام تعد البيئة التشريعية للأعمال متشابكة ومعقدة، وخاصة أن مصر تتنافس مع عدد من دول المنطقة فى جذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما يجب العمل عليه خلال الفترة المقبلة من تحسين وضع مصر فى مؤشرات سهولة الأعمال مقارنة بتلك الدول.
وقال إن من أهم التحديات التى تواجه الشركة طول فترة إجراءات التخليص الجمركى مقارنة بدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة وتركيا والمغرب، وكذا إجراءات تسجيل مستحضرات التجميل والتى تستغرق وقتًا أطول وإجراءات أكثر، مقارنة بالدول المذكورة.