قالت الولايات المتحدة يوم الخميس إنها على استعداد لحضور محادثات مع إيران ودول كبرى أخرى والعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني .
وذلك بعد اجتماع افتراضي مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا، والمعروفة أيضا باسم مجموعة الدول الأوروبية الثلاثة “إي 3”.
وأشارت إيران في اليوم نفسه إلى الدور المهم للاتحاد الأوروبي في التوسط في الاتفاق النووي الإيراني البارز المبرم في عام 2015، والمعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنها طلبت أيضا من الولايات المتحدة إظهار صدقها عبر اتخاذ الخطوة الأولى لحلحلة الوضع الحالي.
الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن “الولايات المتحدة ستقبل دعوة من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع مجموعة 5+1 وإيران لمناقشة سبل الدبلوماسية للمضي قدما في البرنامج النووي الإيراني”.
في وقت سابق من يوم الخميس، ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين القضية النووية الإيرانية مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وفرنسا في اجتماع افتراضي.
وقد أعرب البيان المشترك لقادة السياسة الخارجية الأربعة عن مخاوفهم بشأن الإجراءات الإيرانية الأخيرة لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 في المائة واليورانيوم المعدني، ودعا طهران إلى عدم تقييد التحقق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما أشار البيان إلى أن واشنطن مستعدة للانخراط مع طهران بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة.
العودة إلى الدبلوماسية
وذكر البيان أن “مجموعة إي 3 رحبت باعتزام الولايات المتحدة المعلن للعودة إلى الدبلوماسية مع إيران وكذلك استئناف حوار واثق ومتعمق بين مجموعة إي 3 والولايات المتحدة”، لافتا إلى أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين سيتشاورون في القضية مع الصين وروسيا اللتين تعدان من بين دول مجموعة 5+1.
وقد رحبت الصين بعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، قائلة إنها الطريقة الصحيحة الوحيدة لكسر الجمود النووي الإيراني.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ يوم الخميس إنه “يجب على جميع الأطراف تعزيز الشعور بالإلحاح، والعمل معا لتنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع وزراء الخارجية في ديسمبر الماضي، والدفع من أجل عودة غير مشروطة للولايات المتحدة إلى الخطة في أقرب وقت ممكن ورفع جميع العقوبات المفروضة على إيران”، بينما دعت إيران إلى استئناف الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة.
من وجهة نظر باربرا سلافين، وهي خبيرة في الشؤون الإيرانية ومديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي، فإن الخطوة الأمريكية هي “بداية جيدة” للتصرف “بطريقة متعددة الأطراف”.
رد إيران
وخلال اتصال هاتفي له مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الخميس، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي يلعب دورا مهما في المساعدة على التنسيق بين جميع الأطراف المعنية في المستقبل.
وفي معرض إشارته إلى أن خطة العمل الشاملة المشتركة هي ثمرة مهمة للدبلوماسية المتعددة الأطراف، أكد روحاني أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ الإجراءات المناسبة لمعارضة الأحادية الأمريكية.
وفي البيان المشترك مع نظرائه في مجموعة “إي 3″، قال بلينكين إنه “إذا عادت طهران إلى الامتثال الصارم لالتزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة، فإن الولايات المتحدة ستفعل الشيء نفسه”، مشيرا إلى أن واشنطن “مستعدة للدخول في مناقشات مع إيران من أجل تحقيق هذه الغاية”.
عودة الولايات المتحدة إلى التزاماتها
لكن إيران أصرت على أن تتخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى. وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يوم الأربعاء إنه بمجرد عودة الولايات المتحدة إلى التزاماتها، ستفعل إيران الشيء نفسه.
وذكر ظريف مساء يوم الخميس في تغريدة على موقع التدوين المصغر (تويتر) أنه “بدلا من السفسطة وإلقاء العبء على كاهل إيران، يجب على مجموعة إي 3/ الاتحاد الأوروبي الامتثال لالتزاماتها الخاصة والمطالبة بإنهاء إرث ترامب المتمثل في الإرهاب الاقتصادي ضد إيران”.
وأضاف “تدابيرنا العلاجية هي رد على انتهاكات الولايات المتحدة/ مجموعة إي 3. أزل السبب إذا كنت تخشى الأثر. وسنتابع العمل”.
الولايات المتحدة تلغي بعض العقوبات
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين بعد ظهر يوم الخميس في إحاطة عبر الهاتف إن أمريكا أزالت قيود السفر المفروضة على الدبلوماسيين الإيرانيين المعينين في الأمم المتحدة والتي أصدرتها الإدارة الأمريكية السابقة.
في غضون ذلك، أخطرت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي بإلغاء العقوبات الارتدادية ضد إيران التي فرضتها إدارة ترامب بشكل أحادي العام الماضي.
وقالت سلافين، الخبيرة في الشؤون الإيرانية، “أعتقد أنها بادرات رمزية جيدة، وهناك العديد من العقوبات الأخرى التي يجب إزالتها”.
وأضافت أن “الوقت قد حان لكي يخفف الجميع من حدته”، وتوقعت أن تقوم الولايات المتحدة ببعض بادرات حسن النية تجاه إيران فيما يتعلق بالإغاثة من كوفيد-19 وأشياء من هذا القبيل.
ومشيرة إلى أنه لا تزال هناك العديد من العقبات، أوضحت سلافين أنها متفائلة بدرجة معتدلة بشأن مستقبل الاتفاق النووي.
وردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، علقت إيران تنفيذ أجزاء من التزاماتها بموجب الاتفاق.
وهددت إيران بوقف تنفيذ البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا لم تلتزم الأطراف في خطة العمل الشاملة المشتركة بالتزاماتها. وفي يناير، أطلقت إيران عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة كجزء من خطة عملها الإستراتيجية التي وافق عليها برلمانها في ديسمبر 2020.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.