أثرت جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» سلبًا على العديد من قطاعات الاقتصاد في مصر والعالم، منذ بداية انتشار الوباء في فبراير 2020، ولمدة عام كامل، سواءً على مستوى الأفراد أو الشركات والمؤسسات.
وعلى الجانب الآخر، استفادت العديد من الشركات والمؤسسات من الوضع الذي تسبب فيه جائحة كورونا بشكلٍ كبير، وأدى لتضاعف أسهمها وقيمتها السوقية في سوق المال، وعلى رأسها الشركات التكنولوجية، مثل أمازون وتسلا وبرنامج زووم لتقديم المكالمات والاجتماعات عن بعد، وكذلك الطفرة التي حدثت في أسعار العملات الرقمية وعلى رأسها «بيتكوين».
ومع افتراض قيامك باستثمار مبلغ 150 ألف جنيه في إحدى هذه الشركات منذ عام، أي قبل تفشي فيروس كورونا، كيف ستكون أرباحك الآن إذا قمت ببيع ما استثمرته من أموال في هذه الشركات أو العملات الرقمية؟
«بيتكوين» زادت بنسبة 442% خلال عام
شهدت عملة بيتكوين الرقمية ارتفاعًا كبيرًا في الفترة ما بين فبراير 2020، وفبراير 2021، ولكن هذه الطفرة لم تحدث بشكلٍ تدريجي على مدار هذا العام، حيث كان سعر العملة المشفرة مستقرًا إلى حد كبير، ولم تكسر حاجز الـ 12 ألف دولار خلال 8 أشهر سوى مرة واحدة فقط.
ولكن بدءًا من شهر أكتوبر، أخذت عملة بيتكوين في الارتفاع بشكلٍ كبير، بالتزامن مع إعلان شركة «باي بال» للمدفوعات الإلكترونية، تقديم خدمة جديدة للبيع والشراء من خلال العملات المشفرة.
وفي 8 فبراير الجاري، كشفت شركة تسلا، عملاق صناعة السيارات الكهربائية في العالم، عن استثمارها ما قيمته 1.5 مليار دولار في عملة بيتكوين، ما تسبب في كسر العملة الرقمية لمستويات تاريخية لم تصل لها من قبل، بلغت ذروتها يوم 15 فبراير، لتسجل 49.151 ألف دولار.
يوم 18 فبراير 2020، كانت قيمة عملة بيتكوين 9636 دولارًا، وبالرجوع إلى تحديدًا، حيث سجل الدولار 15.57 جنيه للشراء، و15.67 جنيه للبيع، سيتيح لنا مبلغ الـ 150 ألف جنيه تقريبا من شراء عملة واحدة من البيتكوين.
وإذا قمنا ببيع هذه العملة بعد عام، وفقًا لسعر بيتكوين يوم 17 فبراير 2021، والذي سجل 48.840 ألف دولار، فستكون أرباح هذا الاستثمار بعد تحويلها للعملة المحلية نحو 813 ألف جنيه مصري، بمعدل 442% زيادة عن المبلغ الأصلي.
عام استثنائي لعملاق التجارة الإلكترونية «أمازون»
عملاق التجارة الإلكترونية في العالم كانت أحد المستفيدين الكبار خلال هذا العام الصعب على سوق المال، إذ سجل الربع الرابع من 2020 رقمًا قياسي للمبيعات الصافية بـ 125.56 مليار دولار، متجاوزًا التوقعات البالغة 119.7 مليار دولار.
وعلى صعيد سعر سهم الشركة في بورصة ناسداك، سجل سهم أمازون 2155 دولارًا يوم 18 فبراير 2020، قبل أن يتعرض لانخفاض في الأيام التالية، ليبدأ رحلة صعوده مسجلًا بنهاية يوم 17 فبراير 2021 نحو 3308 دولارات للسهم الواحد.
وبافتراض استثمارنا لمبلغ 150 ألف جنيه مصري يوم 18 فبراير 2020 (ما يعادل وقتها 9633 دولارًا)، في أسهم هذه الشركة في هذا التاريخ، فسيسمح لنا هذا المبلغ بشراء 4 أسهم فقط من الشركة العملاقة، فكم سيكون سعرهم إذا قمنا ببيعها مع عام؟
هذه الأسهم الأربعة سيبلغ قيمتها إذا تم بيعها يوم 17 فبراير الجاري ما يعادل 207 آلاف جنيه مصري (13232 دولارًا)، أي بزيادة 38% عن المبلغ الأصلي.
تسلا تقود إيلون ماسك للتربع على عرش أثرياء العالم
شركة تسلا لإنتاج السيارات الكهربائية كانت واحدة من الشركات الكبرى التي تعاظم سعر أسهمها في البورصة وقيمتها السوقية خلال هذه الفترة، الأمر الذي قاد مالكها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى التربع على عرش أغنى رجل في العالم في يناير الماضي، بثروة قدرت بنحو 185 مليار دولار، قبل أن يتراجع للمركز الثاني خلال الشهر الجاري.
وسجل سهم شركة تسلا يوم 18 فبراير من العام الماضي 183 دولارًا، ليظل عند مستوى قريب من هذا السعر خلال الأيام التالية، ولكنه أخذه في الصعود تريجيًا حتى بلغ قمته الشهر الماضي، وبالتحديد 26 يناير 2021 بـ 883 دولارًا للسهم الواحد.
المبلغ الذي وضعناه في بداية التقرير، سيسمح لنا بشراء تقريبا 56 سهمًا بشركة تسلا بسعر السهم يوم 18 فبراير 2020، وإذا قمنا ببيع هذه الأسهم بعد عام من هذا التاريخ، ستصل قيمتها نحو 700 ألف جنيه مصري، بزيادة 366% عن المبلغ الأصلي.
زووم.. الحصان الأسود في عام «كورونا»
برنامج زووم لإجراء المكالمات الفيديو عن بعد، كان الحصان الأسود خلال عام جائحة كورونا، نتيجة للتوسع في استخدامه خلال فترات الإغلاق حول العالم، ومع زيادة أعداد العاملين من المنزل بسبب تفشي وباء كوفيد-19.
وخلال الربع الثالث من 2020، بلغت أرباح شركة زووم 777.2 مليون دولار، بزيادة 367% عن نفس الفترة من العام السابق عليه، وفقًا للبيانات الرسمية للشركة.
وصعد سهم زووم بشكل كبير في تداولات بورصة ناسداك، إذ سجل يوم 18 فبراير 96.39 دولار، ليبدأ المنحنى في الصعود حتى بلغ قمته في 19 أكتوبر الماضي، مسجلًا 568.34 دولار عند الإغلاق.
استثمار 150 ألف جنيه في شراء أسهم شركة زووم بالبورصة، سيسمح بشراء 100 سهم بهذه الشركة التكنولوجية يوم 18 فبراير من العام الماضي، وببيع هذه الأسهم بعد عام سيصل إجمالي المبلغ إلى 672 ألف جنيه، بزيادة 348%.
«فوري» تتخطى عمالقة البورصة المصرية
السوق المصري لم يكن بعيدًا عن الطفرات التي حدثت للعديد من الشركات حول العالم خلال هذا العام العاصف، فخلال عام سجل سهم شركة فوري للمدفوعات الإلكترونية ارتفاعًا ضخمًا بلغت نسبته في إحدى الفترات نحو ، لتتخطى القيمة السوقية للشركة عمالقة مثل السويدي وطلعت مصطفى وإعمار والمصرية للاتصالات.
وفي يوم 18 فبراير 2020، أغلق سهم فوري التداول عند سعر 8.6 جنيه، ليأخذ السهم منحنى تصاعدي، قبل أن يصل إلى أعلى سعر له يوم 15 من الشهر الجاري، مسجلًا 51.81 جنيه.
مبلغ الـ 150 ألف جنيه، سيسمح لنا بشراء 17.441 ألف سهم، بسعر الإغلاق يوم 18 فبراير 2020، فكم ستكون قيمتهم إذا تم بيع هذه الأسهم بسعر إغلاق يوم 17 فبراير الجاري؟ الإجابة 855 ألف جنيه تقريبًا.