هبطت قيمة الإيجارات السكنية فى دول مجلس التعاون الخليجى GCC خلال العام الماضى بقيادة الكويت بنسبة %15 كلتها دبى بحوالى %13، ثم أبوظبى بأكثر من %7، وبقية الدول بنسب تقل عن %6 بسبب وباء فيروس كورونا الذى أدى لاختفاء العمالة الأجنبية ،وتوقف المشروعات العقارية، وتراجع أعداد السياح.
ونشرت صحيفة خليج تايمز تقريرا لشركة كامكو انفستمنت الكويتية التابعة لبنك الخليج المتحد جالف والمتخصصة فى إدارة الأصول والخدمات المالية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصدرته مؤخرا، أكدت فيه تراجع مبيعات سوق العقارات السكنية وهبوط إيرادتها، مشيرة إلى أن سوق الخليج قد تتعرض للمزيد من الهبوط والتراجع، وأن انتعاشها يتوقف على زيادة معدلات التوظيف وعودة العمالة الأجنبية ليواكبه الإقبال على الشقق السكنية مع انحسار وباء كورونا.
العقارات تهوى أمام صدمة كورونا
أكد المحللون فى شركة كامكو أن التراجع فى قيمة الإيجارات السكنية فى دول الخليج كان الأعلى فى أسعار العقارات خلال عام الوباء لأن بعض الشركات كانت تفضل تأجيل بيع الوحدات السكنية والفيلات حتى ترتفع الأسعار فى المستقبل بعد اختفاء مرض كوفيد 19 برغم أن المطورين كانوا يقدمون حوافز لجذب المشترين الراغبين فى الاستفادة من هبوط الأسعار ،ومنها خصومات وتمديد الأقساط وخيارات تمويلية ميسرة واتفاقيات دفع إيجار الوحدة وامتلاكها بعد الوصول لثمنها.
وأدى وباء كورونا إلى انخفاض أسعار العقارات السكنية وإيجاراتها فى دول المجلس فى عام 2020 مع اكتفاء الناس بالبقاء فى بيوتهم للحد من تفشى العدوى ،وعدم الرغبة فى الانتقال لمنازل جديدة برغم تراجع الأسعار والمبادرات التى طرحتها حكومات دول الخليج لجذب المستثمرين لشراء هذ الوحدات.
الركود يخيم على العقارات الخليجية
لكن حسين ساجوانى رئيس شركة داماك بروبرتيز يتوقع انتعاش السوق العقارية من خلال بناء عقارات جديدة وطرح العديد من المشاريع استعدادا لفاعليات معرض إكسبو 2020 فى أكتوبر القادم والذى تم تأجيله من العام الماضى بسبب كورونا ما جعل الحكومات والشركات تجمد بناء العقارات وهو ما أدى بدوره لانكماش سوق العقارات التجارية والسكنية.
وجاء فى تقرير شركة كامكو أنه من المتوقع أن يؤدى التوقف المؤقت للمشروعات الجديدة حلال العام الماضى إلى تقليص تخمة المعروض من الوحدات السكنية والتجارية وإعادة التوازن فى السوق خلال العام الجارى ليتباطأ الانخفاض فى الأسعار والإيجارات الذى ظهر منذ العام الماضى بسبب كورونا.
كما تراجعت مبيعات العقارات فى دول مجلس التعاون الدولى بحوالى %4 خلال العشرة شهور الأولى من العام الماضى لتنزل إلى 72 مليار دولار تقريبا من 75.5 خلال نفس الفترة من عام 2019 بقيادة السعودية التى بلغت حصتها أكثر من %52 من المبيعات وبعدها الإمارات بنسبة %21.6 بينما انخفض عدد الصفقات %11 ليهبط إلى حوالى 434 ألف وحدة تم بيعها خلال نفس الفترة.
داماك تخسر أكثر من مليار درهم
أعلنت الشركات العقارية المدرجة فى بورصة دبى، نتائجها المالية خلال عام الوباء، والتى أسفرت عن تراجع القيمة الإجمالية للأرباح المجمعة إلى 4.013 مليار درهم، مقارنة بنحو 11.2 مليار فى 2019 وتكبدت شركتان من أصل 6 شركات خسائر كبرى وهما داماك العقارية بأكثر من مليار درهم، وديار للتطوير بحوالى 217 مليون درهم خلال فترة انتشار فيروس كورونا والإغلاقات التى أثرت بشكل مباشر على سوق العقارات، بينما حققت الاتحاد العقارية أرباحا بما يقرب من 200 مليون درهم.
%20 تراجع فى إيرادات إعمار
سجلت شركة إعمار العقارية إيرادات بلغت 19.71 مليار درهم فى عام 2020، بتراجع %20 عن العام السابق وسجلت صافى أرباح بقيمة 2.617 مليار درهم، بتراجع %58 مقارنة بعام 2019 ووصل إجمالى قيمة المبيعات العقارية للشركة إلى 10.9 مليار درهم، منها 6.32 مليار درهم فى الإمارات، بينما بلغت إيرادات شركة إعمار للتطوير 9.76 مليار درهم بتراجع %23 وصافى أرباح بقيمة 1.66 مليار درهم بتراجع %39 على مبيعات بقيمة 6.3 مليار درهم.
ومن ناحية أخرى يتوقع رؤساء الشركات العقارية فى دول المجلس انتعاش السوق العقارية الخليجية خلال العام الجارى، الذى يتوقع أن يكون حافلاً بالفرص التقليدية والتكنولوجية التى تساعد على النمو فى مجالات وأسواق لم تكن موجودة قبل خمس، أو عشر سنوات، ولكنهم أكدوا أن الانتعاش الحقيقى الذى ينهض بالسوق الخليجية قد يتحقق خلال الفترة ما بين 12 إلى 24 شهراً القادمة.