تتبنى شركة «ألونايل» المتخصصة فى أعمال واجهات المبانى، سياسة توسعية طموحة فى استهداف زيادة حجم الأعمال، بجانب اضافة طاقات انتاجية جديدة، مستندة فى ذلك إلى ارتفاع حجم أعمال الشركة تماشياً مع الطفرة العمرانية المرتقبة بالسوق المحلية، وإطلاق العديد من المشروعات القومية فى مجال الانشاءات بخلاف مشروعات القطاع الخاص.
وفى هذا الإطار حاورت «المال» المهندس أحمد الجندى الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة للتعرف على أبرز المشروعات التى تنفذها الشركة فى الوقت الحالى وملامح خطتها الاستراتيجية للتوسع مستقبلاً، بجانب رؤيته لمستقبل الاستثمار بالسوق المصرية فى قطاع الانشاءات، وخطة الشركة لاختراق مزيد من الأسواق الخارجية.
وتعد ألونايل شركة متخصصة فى أعمال واجهات المبانى وليس الواجهات الزجاجية فقط، حيث تقدم الشركة حلولاً متكاملة للعملاء والمطورين، ويتكون هيكل مساهميها من صندوق ازدهار للاستثمار المباشر، وشركة أكوتى التابعة للصندوق السيادى لحكومة الكويت، والمهندس أحمد الجندى كرئيس تنفيذى وعضو منتدب.
وخلال الحوار، استعرض الجندى، عدة مشروعات تشارك ألونايل فى تنفيذها سواء فى العاصمة الادارية الجديدة، أو مدينة العلمين الجديدة، بجانب بعض الشركات الخاصة، منها الفطيم وسوديك وإعمار ومراكز، كما تترقب الشركة عدد من المشروعات ضمن مخطط تطوير مثلث ماسبيرو.
فى بداية الحوار، قال المهندس أحمد الجندى إن التطوير داخل الشركة يتم على صعيد محورين رئيسين الأول الجزء الفنى بما يضمن للشركة المنافسة على أكثر المشروعات تعقيداً واحتياجاً لحلول هندسية مبتكرة مثل تنفيذ واجهة بها أجزاء رخامية أو تجاليد ألمونيوم وأحجار وغيرهما من المواد المختلفة، فيما يُعنى الشق الثانى من التطوير بالقدرة الإنتاجية للشركة.
وكشف العضو المنتدب والرئيس التنفيذى للشركة عن أسباب تعاظم حجم أعمال وتميزها فى الفترة الأخيرة، وعلى رأس هذه الأسباب طبيعة المرحلة التى يمر بها قطاع الإنشاءات المصرى من رواج وطفرة عمرانية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن هذه الطفرة تكشف الفكر الاحترافى الذى تتمتع به القيادة السياسية والذى أسفر عن مشروعات تنموية ضخمة مثل المشروع القومى للطرق والعديد من المدن الجديدة وفى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة.
التكيف بمرونة مع متطلبات المرحلة
ولفت إلى أن ألونايل استطاعت التعامل بمرونة مع المتطلبات الجديدة لهذه المرحلة، وأصبح ضغط معدلات التنفيذ هى السمة السائدة على المشروعات التى تحصل عليها الشركة، وهو ما خلق حالة من الثقة بين الشركة وجهات الإسناد تجعل الشركة هى الخيار الأول للمشروعات التى تحتاج حلولاً هندسية معقدة أو تلك التى لا تتمتع برفاهية الوقت ويجب إنجازها بشكل سريع.
دفع الطاقة الإنتاجية للمصنع الحالى ثلاثة أضعاف خلال السنوات الماضية لتغطية تنامى حجم التعاقدات
وبرر الجندى قدرة الشركة على ضغط معدلات التنفيذ والبدء بشكل لحظى فور الحصول على أى مشروع، بامتلاكها مصانعها الخاصة حيث يعطيها ذلك مزيداً من القوة والمرونة فى تنفيذ المشروعات والوفاء بمتطلبات العميل حتى بعد بدء التنفيذ، وهو ما يعد ميزة تنافسية قوية تتفرد بها الشركة فى مصر، وتكفى الإشارة إلى أن الشركة عمدت لمضاعفة إنتاجية المصنع ثلاث أضعاف خلال ثلاث أعوام فقط استجابة لزيادة حجم المشروعات التى حصلت عليها خلال هذه الفترة.
وكشف فى هذا الصدد عن بدء الشركة فى تشييد مصنع جديد ترقباً لوصول المصنع الحالى لطاقته الإنتاجية القصوى خلال الفترة القادمة.
وأضاف أن المصنع الخاص بالشركة يعمل على إنتاج زجاج وألمونيوم ودهانات وحديد، وهو ما يجعل جميع مفردات صناعة الواجهات يتم تصنيعها بنسبة %98 تحت مظلة “ألونايل”، ومن النادر للغاية اللجوء إلى مورد أو مقاول خارجى.
استطعنا خفض الاعتماد على المكون الأجنبى من %40 و%50 إلى %20 فقط خلال فترة كورونا
ولفت إلى أن الشركة تركز عملها على فئة المشروعات الضخمة، وهو ما جعلها تستحوذ على ما يقرب من %40 من مشروعات هذه الفئة، وهى نسبة كبيرة للغاية بالنسبة لحجم قطاع الإنشاءات المصرى ويعتبر المحافظة على هذه الحصة يعتبر تحدياً صعباً خاصة مع احتدام المنافسة ووجود شركات محلية محترمة للغاية وشركات أخرى أجنبية دخلت السوق مؤخراً، ولكن الشركة تستهدف تجاوز هذا التحدى إلى تحدى أصعب وهو الوصول إلى حصة %50 من مشروعات الفئة “أ” بالقطاع.
احترام المنافسة العادلة
وأوضح أن “ألونايل” تحترم للغاية المنافسة التى يحظى بها القطاع المصرى، حيث تصب هذه المنافسة فى صالح القطاع ككل وتجعله أكثر قوة واستقراراً وصموداً أمام أى هزات أو اضطرابات، ولكن المشكلة تكمن فى بعض الشركات غير الجادة والتى تعمل على الهبوط بأسعار التنفيذ بما يحرق الأسعار وفى النهاية تقدم مستوى جودة لا يليق باسم القطاع المصرى، وهو ما يضر العميل والقطاع والشركات الجادة.
المنافسة تصب فى مصلحة القطاع.. والمشكلة تكمن فى حرق الأسعار من كيانات غير جادة
وعن الخطة الاستراتيجية للشركة خلال الفترة القادمة، كشف الجندى عن أن الشركة تستهدف التوسع إقليميا من خلال فتح أسواق جديدة فى منطقة الشرق الأوسط وكذلك دول القارة الإفريقية، وذلك بالتزامن مع رفع معدلات الجودة وزيادة الإنتاج، وهذه الأسباب هى الدافع الرئيسى لإنشاء المصنع الجديد، والذى سيكون فريداً من نوعه فى المنطقة بأكملها، حيث سيضم ماكينات ومعدات هى الأحدث عالمياً ولم تشهدها السوق المصرية من قبل، بما يجعله يضاهى أفضل مصانع أوروبا فى منتجات الزجاج والألمونيوم.
نعكف على إنهاء التراخيص اللازمة لبدء إنشاء المصنع الجديد.. وباكورة إنتاجه مطلع العام القادم
وأشار إلى أن الشركة حصلت على أرض المصنع بالفعل على مساحة 22 ألف متر فى مدينة السادات، وسيمنح هذه المصنع قدرات تخزينية هائلة بما يطور قطاع المخازن، وستتم العمليات الإنشائية بالمصنع نهاية شهر مارس من العام الجارى، حيث تعكف الشركة على إنهاء التصميمات والتراخيص اللازمة لبدء الإنشاءات، وأثناء عمليات الإنشاءات سيتم التعاقد على المعدات وبدء توريدها، حيث تستهدف الشركة أن يكون جاهزاً للإنتاج بنهاية العام الجارى تمهيداً لبدء عملية الإنتاج ببداية العام القادم 2022.
100 مليون جنيه استثمارات المصنع الجديد… و200 ألف متر مسطح سنوياً قابلة للزيادة مع ارتفاع طاقته الإنتاجية
وقدّر الجندى أن تصل إجمالى الاستثمارات التى سيتم ضخها فى المصنع بنحو 100 مليون جنيه، مشيراً إلى أن القدرة الإنتاجية المتوقعة للمصنع 200 ألف متر مسطح سنوياً فى مجال الواجهات الزجاجية، وكذلك 50 ألف شباك ونافذة سنوياً، و300 ألف متر مربع من الزجاج المصنع، وذلك بالعمل وردية واحدة وبدون زيادة معدلات الإنتاج، مع إمكانية مضاعفة هذه الأرقام بما يتوافق مع متطلبات القطاع، وهو الأمر المتوقع بالنظر لاستمرار القطاع بنفس الوتيرة من زخم المشروعات المطروحة، علاوة على فتح أسواق تصديرية لاسيما فى مجال الزجاج المصنع.
دراسة تطورات قطاع الواجهات وخريطة «المغذية» للنشاط
وأشار إلى أن ألونايل تدرس وتراقب عن كثب كافة التطورات فى القطاع وخريطة الشركات المغذية لنشاط الواجهات، وإذا وجدت الشركة جدوى اقتصادية للاستحواذ أو شراء أحد الشركات الناشئة والتى تمتلك مقومات التطور بما ينعكس بالإيجاب فى النهاية عليها فسيتم المضى فى هذا الاتجاه.
توسعات تصدير الخدمات واختراق أسواق جديدة
وعلى الصعيد الخارجى، قال الجندى إن العام الماضى شهد تحديات عديدة لتصدير خدمات الشركة أو منتجاتها وذلك على خلفية تداعيات كورونا وتأثيراتها على الأسواق العالمية بأكملها، وعلى الرغم من ذلك استطاعت الشركة تنفيذ مشروع فى دولة جامبيا وذلك من خلال شركة “ حسن علام للإنشاءات”، كما تتفاوض الشركة حالياً على عدد من المشروعات الأخرى فى دول شمال إفريقيا وتحتفظ الشركة بكافة الخيارات متاحة ولكن السيناريو الذى تفضله هو إتمام مراحل التصنيع بالكامل داخل مصانع الشركة فى مصر، إلا أن خيار إنشاء مصنع صغير أو الاستحواذ على إحدى الشركات هناك مازال مطروحاً.
خيار الاستحواذ على شركات متخصصة متاح
وطالب الجندى، الدولة بضرورة مساندة القطاع فى اتجاهه نحو التصدير، وذلك من خلال استغلال تواجد السفارات والملاحق التجارية فى مختلف الدول، وذلك لمساعدة الشركات المصرية على تطوير أعمالها فى هذه الدول، وتقوم الدولة بالفعل بهذا الدور ولكنه يحتاج إلى فعالية بشكل أكبر، كما يجب على الدولة متابعة تفعيل بعض الاتفاقيات التى أبرمتها مصر بالفعل مثل الكوميسا وغيرها بما يضمن التزام الدول الأعضاء ببنود هذه الاتفاقيات، وأخيراً يجب على الدولة منح مزايا وحوافز مثل بعض الاستقطاعات الضريبية أو دعم من الدولة.
تبعات أزمة كورونا
وقال الجندى إن ألونايل كانت من أوائل الشركات التى تفاعلت بمرونة مع أزمة كورونا وتداعياتها، وذلك من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية سواء فى مكاتب الشركة الإدارية أو كافة مواقع التنفيذ، بالإضافة إلى العديد من الندوات التوعوية والتثقيفية للمهندسين العمالة والموظفين عن كيفية التعامل مع هذه الأزمة للخروج بأقل الخسائر، كما أصرت على الحفاظ على قوتها البشرية دون التخلى عن عامل أو مهندس أو موظف واحد، وكذلك انتظام موعد صرف المرتبات.
وفى المقابل تأثرت الشركة بأزمة كورونا بتعطل بعض المواد الخام والمعدات التى كان يتم استيرادها من الخارج، وهو ما أثر على أدائها، ونجحت الشركة خلال النصف الثانى من العام فى رفع معدلات الإنتاج بما عوض التأثيرات السلبية التى حدثت فى النصف الأول، وكان الكادر البشرى هو كلمة السر فى ذلك خاصة بعد ما لمسوه من حرص الشركة عليهم وعدم تخليها عنهم.
وألمح إلى أن الشركة نجحت خلال فترة الكورونا فى تقليل الاعتماد على المكون الأجنبى، فمتوسط نسبة المكون الأجنبى فى مجال الواجهات يتراوح ما بين %40 و%50، ونجحت الشركة فى تقليل هذه النسبة إلى %20 فقط، ونطمح فى مزيداً من تقليل هذه النسبة.
توريد أكثر من %50 من حجم الزجاج بالحى الحكومى فى العاصمة الإدارية
وانتقل الجندى للحديث عن أبرز مشروعات الشركة خلال الفترة الأخيرة، مع قيامها بتوريد أكثر من %50 من حجم الزجاج الذى تم تنفيذه فى الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تقوم الشركة بتنفيذ أعمال الواجهات بالكامل توريد وتركيب لـ6 مبانى وزارية، وكذلك المرحلة الأولى من مطبعة البنك المركزى الجديدة، وتعمل الشركة أيضاً هناك فى حى المال والأعمال حيث تقوم بتنفيذ الواجهات الخاصة بـ4 بنوك، كاشفاً عن أن الشركة تتفاوض على مشروعات أخرى فى العاصمة الجديدة.
حصلنا على أعمال الواجهات لـ4 بنوك بحى المال والأعمال ..ونتفاوض على مشروعات أخرى هناك
وأضاف أن الشركة تمتلك أيضاً مشروعات فى مدينة العلمين الجديدة، حيث تنفذ 5 أبراج شاهقة الارتفاع هناك يصل ارتفاع كل منهما إلى 40 طابقاً، وتم الوصول إلى معدلات تنفيذ تجاوزت %50 فى مدد قياسية، كما تم التعاقد على أعمال إضافية فى ذات الأبراج، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من هذه الأبراج وتسليمها بنهاية العام الجارى، كما كشف عن تفاوض الشركة على عدد من الأبراج ضمن المرحلة الثانية من الأبراج هناك.
وأوضح أن الشركة تمتلك سجلاً حافلاً من التعاون الناجح مع مطورى القطاع الخاص، مثل الفطيم وسوديك وإعمار ومراكز، وخلال العام الجارى يتم تنفيذ عدد من المبانى الإدارية لصالح مجموعة الفطيم بكايرو فيستفال سيتى، وكذلك بعض المشروعات السكنية والإدارية لصالح مجموعة “مراكز”، ومجموعة عمارات فى مشروع ميفيدا التابع لإعمار وتم الانتهاء من المرحلة الأولى وتسليمها ونعكف حالياً على تنفيذ المرحلة الثانية، علاوة على مشروع أيون تاورز بمدينة الشيخ زايد وهو عبارة عن 3 أبراج بارتفاع 20 طابقاً لكلٍ منهم، كاشفاً فى هذا الصدد عن ترقب الشركة لعدد من المشروعات ضمن مخطط تطوير مثلث ماسبيرو.
وأوضح العضو المنتدب «لألونايل» أن الفترة الأخيرة شهدت تحول العديد من المطورين والاستشاريين نحو الاعتماد على أنظمة الزجاج والألمونيوم فى تنفيذ مشروعاتهم، وهو تغيير نوعى فى ثقافة البناء فى مصر.
رؤية عامة للقطاع
وعلى الصعيد العام، قال المهندس أحمد الجندى، إن قطاع الإنشاءات المصرى أخذ فى التسارع فى الفترة الأخيرة، مدفوعاً بالعديد من المشروعات القومية العملاقة ومدن الجيل الرابع مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة وغيرهما من المشروعات التنموية، علاوة على رغبة العديد من مستثمرى القطاع الخاص فى تعويض فترات التوقف والتباطؤ التى مرت بها البلاد على خلفية تداعيات كورونا.
ولفت إلى أن هذه الحركة انعكست بالإيجاب على الاقتصاد المصرى وعملت على تشغيل حجم هائل من العمالة سواء المباشرة من خلال شركات المقاولات أو غير مباشرة مثل قطاع الخدمات والصناعات المغذية لنشاط المقاولات، متوقعاً أن يستمر القطاع على هذه الوتيرة المتسارعة فى عملية التنمية والبناء.