تستعد روسيا للانفصال عن شبكة الإنترنت الدولية، حيث تسعى منذ زمن إلى فرض قيود أكثر صرامة من أجل السيطرة على الإنترنت داخل البلاد، حسبما ورد على موقع “ذى موسكو تايمز”.
ميدفيديف: موسكو مستعدة “قانونيا وتكنولوجيا” للانفصال
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، الذى شغل منصبى رئيس الوزراء ورئيس روسيا، إن موسكو مستعدة “قانونيا وتكنولوجيا” للانفصال عن شبكة الإنترنت العالمية إذا لزم الأمر.
وتسعى موسكو منذ زمن إلى فرض قيود أكثر صرامة من أجل السيطرة على الإنترنت داخل أراضيها، لا سيما في ظل الهجمات الإلكترونية التي أصبحت تتعرض لها في الآونة الأخيرة.
يمنح قانون “الإنترنت السيادي” موسكو القدرة على عزل نفسها
ويمنح قانون “الإنترنت السيادي” في روسيا، الذي تم تمريره في عام 2019، موسكو القدرة على عزل نفسها عن شبكة الإنترنت العالمية، في وقت أعرب خبراء عن شكوكهم في قدرة روسيا على هذه الخطوة من الناحية التكنولوجية.
وبينما أكد ميدفيديف إن روسيا قادرة على تكوين شبكتها الخاصة بعيدا عن الشبكة العالمية، فإنه شدد على أنه “لا يرى أي سبب للقيام بذلك”، واصفا إياه بأنه “سلاح ذو حدين”.
وقال ميدفيديف، إن الولايات المتحدة تحتفظ بـ”حقوق التحكم الرئيسية” في الإنترنت، الأمر الذي قد يدفع روسيا للانفصال عن الشبكة العالمية “إذا حدث شيء غير عاد”.
وأضاف: “كان علينا إنشاء نظام خاص بنا لنقل المعلومات حتى نتمكن من تبادل الرسائل الإلكترونية إذا حدث ذلك فجأة”.
وتأتي تصريحات ميدفيديف عقب الاحتجاجات الجماهيرية التي اجتاحت أكثر من 100 مدينة روسية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، على خلفية اعتقال المعارض البارز أليكسي نافالني.
نجحت موسكو العام الماضى بشكل كامل فى عزل نفسها عن شبكة الإنترنت الدولية
يشار إلى أن موسكو نجحت العام الماضى بشكل كامل فى عزل نفسها عن شبكة الانترنت الدولية، بحسب ما أعلنت وكالات الأنباء الروسية نقلاً عن هيئات حكومية في روسيا، وذلك بعد عدة أيام من الاختبارات المتواصلة، والتي بموجبها استطاعت روسيا الحصول على شبكة إنترنت خاصة بالدولة بالكامل، دون الاتصال بالشبكة العالمية.
وتشير التقارير إلى أن تلك التجارب كانت محل نقاش في بداية 2019 في روسيا، كنوع من أنواع التأمين الروسي لشبكة الإنترنت الخاصة بالدولة، وذلك في إطار سعي روسيا، لحماية الشبكات والمؤسسات القائمة على الإنترنت من الهجمات السيبرانية والتي تشكل مستقبل حروب الجيل القادم.
وبحسب ما كشفت التقارير فإن شبكة RuNetالداخلية نجحت في العمل بشكل منفصل تماماً عن شبكة الإنترنت العالمية، ضمن واحدة من الاختبارات التي أجرتها روسيا، حال تعرضها لهجوم إلكتروني، فبمجرد أن يحدث الهجوم، تنفصل الشبكة الروسية عن الإنترنت العالمي بصورة تامة، وتبدأ الشبكة الخاصة RuNet في العمل بصورة أمنة بعيداً عن الاختراق.
وتعد هذه هي التجربة الأولى من نوعها عالمياً، والتي تشكل طفرة هامة في مجال حماية الدول من الهجمات الإلكترونية.