حالة من الانكماش يعيشها القطاع العقارى فى مصر خلال الفترة الأخيرة بسبب جائجة كورنا، وهو ما دفع بعض الشركات العقارية للتخلى عن مساحات من محفظة أراضيها أو الحديث المستمر عن دراسة الدخول فى شراكة مع مطورين آخرين .
فيما يتعلق بخطوة قيام بعض الشركات ببيع مساحات من الأراضى التى تمتلكها، قال المعنيون بملف التطوير العقارى، إنها جاءت للوفاء بالالتزامات سواء كانت فى صورة قروض، أو لاستكمال مشروعات تم طرحها دون الانتهاء منها، مؤكدين أن عدد من الشركات يلجأ فى الوقت الحالى للدخول فى شراكة بديلا عن عملية بيع الأراضى، خاصة الشركات التى لا تمتلك محفظة كبيرة.
توفيق: البعض يعاني لاستكمال مشروعات تم طرحها وبيعها دون الانتهاء منها
اعتبر الخبير الاقتصادى هانى توفيق، أن حالة الركود التى يعيشها القطاع العقارى فى الوقت الراهن، فى ظل عدم وجود سيولة، دفعت الكثيرين من المطورين العقاريين لبيع مساحات من أراضيهم، أو الدخول فى شراكات مع مطورين آخرين، كما فعلت شركة «سوديك» فى الفترة الأخيرة .
وأضاف، توفيق لـ المال أن : أغلب الشركات تعانى فى الوقت الحالى من نقص فى السيولة لسداد الأقساط المستحقة سواء كانت لمساحات أراضى تم التعاقد عليها فى عدد من المدن الجديدة، أو مشروعات تم طرحها وبيعها دون الانتهاء من تنفيذها بشكل نهائى حتى الآن .
وأكد توفيق، أن قيام بعض الشركات ببيع جزء من أراضيها أو الدخول فى شراكات مع مطورين آخرين، يعد نظرة واقعية للمرحلة الحالية، بسبب تباطؤ السوق العقارية من ناحية، وأزمة الأقساط التى تواجه الشركات من ناحية أخرى، علاوة على ضرورة استكمال المشروعات التى تم التعاقد عليها، نافيا أن تكون الخطوة تشاؤمية .
و أشار توفيق، إلى أن أغلب شركات التطوير العقارى، قامت بالتعاقد على مشروعات أكبر من قدرة السوق الاستيعابية، وهو ما صنع العديد من الأزمات لهذه الشركات فى الفترة الأخيرة، خاصة مع التأثيرات الكبيرة لجائحة كورونا، مستشهدا بما قاله فهمى علام نجل أحد رواد البناء فى الشرق الأوسط: “ قلة الشغل لا تتسبب فى إفلاس مقاول لكن التمدد أكثر من اللازم يتسبب فى كوراث”.
وحول قيام شركة مدينة نصر للإسكان، ببيع عدد من المساحات التى تمتلكها، رأى توفيق، أن مدينة نصر للإسكان تمتلك محفظة أراضى كبيرة جدا، حصلت عليها بأسعار جيدة فى وقت الشراء ، كما أن الشركة تسعى لتوفير سيولة مالية لتنفيذ المشروعات التى سبق وتعاقدت عليها .
منير: الكيانات توسعت بشكل كبير وجائحة كورونا وضعتهم فى موقف صعب
ومن جانبه قال محمد منير رئيس مجلس إدارة شركة «فيوتشر هومز» للتطوير العقارى، إن لجوء عدد من الشركات لبيع جزء من أراضيها جاء بسبب غياب السيولة المالية، علاوة على وجود تعاقدات محددة المدة، سواء مع الجهات المناحة للأراضى، أو أقساط للبنوك، أو لاستكمال مشروعات لم تنته منها واقترب ميعاد تسليمها .
وأكد منير ، أن عددا من الشركات توسعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، بسبب الانتعاشة التى كان يعيشها القطاع العقارى، لكن ما سببته جائحة كورونا وضع هذه الشركات فى موقف لا تحسد عليه، مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة والتى تمتلك محفظة أراضى صغيرة لا يمكنها أن تقدم على مثل هذه الخطوة .
واعتبر رئيس “فيوتشر هومز” أن أزمة “كورونا”، أثرت على السوق العقارية فى مصر بشكل هائل، لتتراجع الأعمال الانشائية فى الفترة الأخيرة لنسبة تتجاوز %50، علاوة على تراجع عمليات البيع والشراء المستهدفة، مؤكدا أن أغلب العملاء يتهربون فى الوقت الحالى من عملية الشراء بسبب ضبابية المرحلة المقبلة.
وأضاف منير، أن هناك عددا من الشركات، تمتلك محفظة أراضى هائلة، ولا يمكنها أن تستثمرها كمدينة نصر للاسكان والتى عكفت فى الفترة الأخيرة على بيع مساحات من أراضيها، لتوفير سيولة مالية للانتهاء من المشروعات المتفق عليها، كما أن الشركة لا يمكنها أن تنفذ مشروعات على كل المساحات التى تمتلكها فى فترة زمنية قصيرة.
يرى بعض الخبراء أن فكرة بيع جزء من المشروعات الكبيرة المملوكة لبعض شركات التطوير العقارى، يمكن تبريره برغبة المطور المالك فى الاسراع من تطوير المشروع، من خلال بيع أراضى لمطورين آخريين يملكون حجم مشروعات منخفضة، ولديهم القدرة على تطوير قطعة الأرض المباعة فى فترة زمنية قصيرة، بما يروج للمشروع الأساسى، بخلاف إثرائه بنوعيات من الوحدات السكنية والتجارية التى تلائم المشروع الرئيسى.
وأكدوا على استفادة المطور الرئيسى من الحصول على سيولة نقدية فى فترة زمنية قصيرة عبر بيع الأرض، بخلاف تأكده من التزام المطور المشترى بنفس معايير الانشاء والتنفيذ الذى يتم تطبيقها بداخل المشروع الأساسى.
جدير بالذكر أن شركة مدينة نصر للإسكان أعلنت فى مارس الماضى عن بيع قطعة أرض بمشروع “تاج سيتي” مساحتها 114.5 ألف متر مقابل 1.145 مليار جنيه، لصالح شركة “منك” للاستثمار العقارى.
وأوضحت مدينة نصر حينها أن هذه الخطوة تأتى ضمن خطة بيع أرضٍ داخل مشروعاتها والتوسع فى مناطق جديدة فى القاهرة وخارجها، وما زالت الشركة تمتلك مليونى متر داخل تاج سيتى، و3.5 مليون متر فى مشروع “سراي” و436800 متر فى غرب أسيوط قابلة للتطوير .