خطة لتصدير خدمات التكنولوجيا لغرب أوروبا..والتوسع فى قطر بعد عودة العلاقات
تراهن شركة «أتوس» الفرنسية لحلول تكنولوجيا المعلومات خلال العام الجارى على زيادة حجم أعمالها فى مصر بدعم من قوة العلاقات السياسية بين البلدين، واستكمال ملف التحول الرقمى داخل ثلاث قطاعات رئيسية هى المدن الذكية والقطاع الحكومى والمصرفى، مع توجهات الحكومة نحو خلق مجتمع رقمى متكامل يعتمد على أحدث الصيحات التكنولوجية.
وقال أحمد الحرانى ، مدير عام الشركة فى مصر ، إن «أتوس» تخطط لمضاعفة حجم أعمالها بالسوق المحلية خلال 2021 ليصل إلى 1.6 مليار جنيه مقارنة مع 800 مليون فى 2020 ما يعادل 4 أضعاف مستهدفات العام الأول من التواجد فى مصر والتى كانت ترتكز على تحقيق من 100 إلى 200 مليون جنيه.
وأوضح – فى حوار لـ«المال» – أن «أتوس» العالمية تتخذ من مصر مركزا “delivery center” لتصدير خدمات التكنولوجيا عالية القيمة إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية ومنها السعودية والإمارات وليبيا والسنغال ونيجيريا والكاميرون وإثيوبيا وذلك بالتنسيق مع كل من وزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» ضمن خطتها لتنويع مصادر إيراداتها.
كما تبحث الشركة أيضا الفرص المتاحة فى أسواق شرق أوروبا وتنتوى التوسع فى غرب القارة خلال 2022 ، ومن المقرر أن تتجه إلى قطر بعد استئناف العلاقات مجددا بين القاهرة والدوحة.
وكشف عن دراسة «أتوس» العالمية نقل مقر الشركة فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من مدينة دبى إلى القاهرة قريبا مع تنامى حجم أعمالها وبدعم من قوة ومتانة العلاقات المصرية الفرنسية خلال المرحلة الماضية على أن يكون للكوادر المصرية النصيب الأكبر فى الفريق الإدارى للشركة.
ولفت إلى أن إستراتيجية «أتوس» ترتكز على ثلاث قطاعات أساسية فى مجال التحول الرقمى والخدمات السحابية وأمن المعلومات هى قطاع المدن الذكية مثل العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة والقطاع المصرفى والقطاع الحكومى، معتبرا أن قطاع المدن الذكية شهد طفرة كبيرة خلال العام الماضى ومن المرجح أن يشهد القطاع المصرفى نفس معدلات التطور الملحوظة 2022 فى ضوء جهود الدولة المنشودة نحو التحول إلى مجتمع رقمى.
وكشف عن خطة الشركة للوصول إلى 1000 موظف فى مكتب القاهرة 2022 مقابل 500 موظف قبل نهاية 2021، لافتا إلى أن “أتوس” تعد شريكا إستراتيجيا لشركة العاصمة الإدارية فى كافة خدمات التحول الرقمى، وتستعين بخبرات فرنسية وإسبانية فى تقديم الخدمات الاستشارية لمركز “الداتا سنتر” المقرر افتتاحه بالعاصمة الإدارية الجديدة قبل 30 يونيو المقبل.
وأشار إلى أن دور «أتوس» كاستشارى لمشروع «الداتا سنتر» يتمثل فى ثلاث محاور أولها إعداد دراسة اقتصادية «business case» عن العوائد المتوقعة لشركة العاصمة من تشغيل “الداتا سنتر” وفق جدول زمنى محدد ووضع هيكل تسعير للخدمات المقدمة ، فضلا عن التأكد من مطابقة المبنى للمواصفات والمعايير القياسية العالمية ، ونقل الخبرة والمعرفة الأجنبية فى مجال الخدمات السحابية وأمن المعلومات لمصر.
وتابع : “ستلعب “أتوس” أيضا دورا محوريا فى تسويق خدمات «داتا سنتر» بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية من أجل استضافة بيانات عدد من أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا”MEA “ وجلب عملة صعبة للبلاد ودعم العلاقات السياسية المصرية مع الدول المحيطة”.
وألمح إلى أن «أتوس» تستهدف أن يكون %75 من حجم أعمالها موجها للتصدير و%25 للسوق المصرية خلال 3 سنوات ، منوها بأن الشركة العالمية تحتل المركز الأول فى أوروبا بقطاعات الخدمات السحابية وأمن المعلومات وتراهن على الانتشار بقوة فى أسواق الشرق الأوسط وأمريكا.
إعلان توقيع مشروع ضخم مع الحكومة قريبا
ولفت إلى أن «أتوس» بصدد الإعلان خلال أيام عن توقيع مشروع ضخم مع الحكومة فى أحد القطاعات الحيوية التى تمس حياة المصريين ، منوها بأن إيرادات الشركة الأم خلال العام الماضى بلغت 12 مليار يورو.
وقال إن شركته مازالت تنظر الفرصة السانحة للتعاون مع القطاع الخاص فى تنفيذ مشروعات تكنولوجية مع كبار اللاعبين فى قطاعات السياحة والعقارات والتصنيع بعد مرحلة التعافى الكامل من تداعيات فيروس كورونا، مشيدا بإجراءات الحكومة فى التعامل مع الوباء والتى ساهمت فى تسجيل مصر معدل نمو جيد خلال العام الماضى وصل إلى %2.5 مقارنة بأسواق أخرى حققت تراجعا مثل أوروبا والسعودية والإمارات وقطر.
تشغيل أول بنك رقمى خلال الربع الثالث من العام الجاري
على صعيد آخر، أكد «الحرانى» أن الشركة تتولى حاليا تنفيذ مشروع إنشاء أول بنك رقمى فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع شركة «مصر للابتكار الرقمى» التابعة لـ«بنك مصر»، مبينا أن عدد البنوك الرقمية فى أوروبا ضئيل للغاية ويتراوح بين 3 إلى 4 بنوك، إلى جانب آخر فى دولة أفريقية نفذته “أتوس” أيضا.
وأضاف أن البنوك الرقمية تختلف عن التقليدية فى عدم وجود فروع وغياب أى معاملات ورقية مع توافر أكثر من قناة للتواصل مع العملاء أونلاين سواء عن طريق المحمول أو موقع إلكترونى أو (كول سنتر) على غرار شركات المحمول، يلى ذلك تقديم كافة الخدمات المصرفية بعد التأكد من هوية العملاء، معتبرا أن القطاع المصرفى فى مصر رغم كونه يتمتع بدرجة كبيرة من القوة والصلابة إلا أنه مازال قديما ولا تحقق منتجاته عوائد مجزية للبنوك – على حد تعبيره.
وأشار إلى أن البنك الجديد سيعتمد على أحدث أساليب التكنولوجيا المطبقة عالميا «more advanced» وحاصل على رخصة منفصلة من قبل البنك المركزى المصرى ويديره مجلس إدارة مستقل، وتقوم فكرته على أساس الربط الإلكترونى مع مختلف وزارات الدولة ومنها وزارة الداخلية ومصلحة الجوازات والهجرة ومنظومة الأحكام الجنائية.
وتابع: «سيساهم المشروع أيضا فى استحداث أنواع جديدة من المنتجات المصرفية وضم شرائح أكبر من المجتمع لا تمتلك حسابات بنكية مما يساعد على دمج الاقتصاد غير الرسمى وضبط كافة المعاملات المالية تحت رقابة الدولة فى إطار توجهات البنك المركزى نحو تدشين مجتمع لا نقدى مع التركيز على قطاعات التجزئة المصرفية داخل البنوك ومخاطبة فئة الشباب بما يصب فى تحقيق إستراتيجية الشمول المالى».
وأكد أن «أتوس» تعتزم تقديم حزمة حلول تكنولوجية متكاملة end-to end solution لصالح شركة “ مصر للابتكار الرقمى “ بداية من تطوير تطبيق على المحمول والإنترنت البنكى وكول سنتر وصولا إلى إدارة النظام الداخلى “core banking” والتدفقات النقدية إلكترونيا داخل البنك المتوقع أن يبدأ عمله رسميا خلال الربع الثالث من العام المقبل وفق خطة طموح، على أن يتم زيادة عدد المنتجات المصرفية تباعا انطلاقا من 2022.
ورأى أن استثمارات تأسيس بنوك رقمية أقل من نظيراتها التقليدية وتتمثل فى شراء الحلول التقنية فحسب دون الحاجة إلى تجهيز مبان أو تعيين موظفين ومن ثم رفع كفاءة العملية التشغيلية والتخلص من الأنشطة عديمة القيمة.
فى سياق متصل، أعلن «الحرانى» عن اعتزام “أتوس” الانتهاء من أعمال التطوير الإلكترونى لشركة غزل المحلة خلال الربع الأول من العام الجارى والتى تستحوذ على نحو%80 من حجم أعمال قطاع الغزل والنسيج وحليج الأقطان فى مصر ضمن مشروع وزارة قطاع الأعمال العام بشأن ميكنة 11 شركة تعمل بالنشاط قبل نهاية 2021 باستثمارات 150 مليون جنيه تقريبا.
وقال إن أعمال التحديث المرتقب لغزل المحلة تتضمن كل مراحل الإنتاج والتوزيع والبيع إذ سيتم “أتمتة” ورديات العمال وخطوط التصنيع وإدارة الفروع على مستوى الجمهورية وتطبيق أنظمة لمراقبة الجودة أثناء وبعد عملية الإنتاج من أجل تحسين الكفاءة التشغيلية وذلك عبر الاستعانة باستشاريين من فرنسا وباكستان والتى قطعت شوطا كبيرا فى تطوير الصناعة ، على أن يتم تدريب العاملين على استخدام التكنولوجيا الجديدة لمدة 3 شهور تحت إشراف “أتوس”.
ورأى أن قطاع الأعمال العام فى مصر يشهد تطورا غير مسبوق ويهدف إلى نقل وتوطين أفضل الممارسات العالمية، لافتا إلى أن مشروع تحديث قطاع الغزل والنسيج قرار جريء ويلقى استسحانا كبيرا بين العاملين دون أى مقاومة للتغيير خاصة مع توافر إدارة سريعة وحاسمة للوزير هشام توفيق– على حد قوله.
ولفت إلى أن الشركة بصدد التعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات «ITI» التابع لوزارة الاتصالات فى بناء القدرات بمجالات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى “AI” وأمن المعلومات والخدمات السحابية خلال الدفعة الجديدة من برنامج التدريب الاحترافى المقبل «2021Intake» والذى يصل مدته إلى 9 شهور على أن يتم تعميم التجربة لاحقا داخل الجامعات لرفع كفاءة الكوادر البشرية العاملة فى قطاع تكنولوجيا المعلومات.