التداعيات الاقتصادية والاستثمارية تفرض على البورصة استهداف منطقة 5000 نقطة

التداعيات الاقتصادية والاستثمارية تفرض على البورصة استهداف منطقة 5000 نقطة
جريدة المال

المال - خاص

3:20 م, الأحد, 18 أغسطس 13

هاني جنينة

كتب ـ أحمد مبروك :
 
توقع محللون
اقتصاديون وفنيون أن تعكس البورصة، وقت رفع تعليق التداول عليها، التطورات
السياسية والأمنية التى تعيشها البلاد، منذ أن تم استخدام العنف فى فض
اعتصامى «رابعة العدوية » و «النهضة » ، وما تلاه من اشتباكات وأعمال عنف
فى شتى أنحاء البلاد أسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، سواء من قبل
مؤيدى الرئيس المعزول، أو قوات الجيش والشرطة واقتحام عدد من أقسام الشرطة
والكنائس، وفرض حالة الطوارئ بالبلاد لمدة شهر، وحظر التجوال فى العديد من
المحافظات .

وأكد المحللون التبعات السلبية التى ينتظرها
الاقتصاد المصرى فى الربع الثالث من العام الحالى مرجحين انكماش الأداء
الاقتصادى والتداعيات السلبية المتوقعة على الوضع الاستثمارى، والذى تجلى
فى وقف شركة إليكترولوكس الإنتاج فى مصر، بجانب إجراء شركة شل احترازات
أمنية بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة .

ولم يستبعد المحللون أن يتراجع التصنيف الائتمانى بالبلاد، بجانب ارتفاع مؤشرات المخاطر السيادية نتيجة تلك الظروف .

وتوقع
المحللون أن تهبط البورصة صوب منطقة 5350 نقطة فى فتح التعاملات، غير
مستبعدين أن يستهدف مؤشر الكبار منطقة 5000 نقطة على مدار الأسبوع، خاصة
حال استمرار اضطراب الأوضاع الأمنية .

وفقد مؤشر EGX 30 خلال
الأسبوع الماضى، ما يوازى %1.2 من قيمته ليغلق عند مستوى 5549 نقطة، فى
الوقت الذى تراجع فيه مؤشر EGX 70 بحوالى %0.56 ليغلق عند مستوى 429 نقطة .

قال
هانى جنينة، رئيس قسم البحوث بشركة «فاروس » المالية القابضة، إن التطورات
السياسية والأمنية الأخيرة التى عاشتها البلاد منذ الأربعاء الماضى، وحتى
الآن لها العديد من التبعات السلبية على الأداء الاقتصادى بشكل عام والمناخ
الاستثمارى بشكل خاص، وستنعكس بدورها بالطبع على أداء البورصة المصرية حال
عودتها للتداول اليوم .

وأشار جنينة إلى أن التبعات الاقتصادية
السلبية المتوقعة نتيجة الوضع الراهن، والذى أفضى إلى فرض الطوارئ لمدة شهر
وحظر التجوال فى العديد من المحافظات خلال فترة المساء وحتى الساعات
الأولى من الصباح الباكر، تتمثل فى التباطؤ الملحوظ فى عجلة الإنتاج التى
توقفت بشكل مفاجئ – نتيجة حظر التجوال – فى العديد من القطاعات الاقتصادية
بالعاصمة، وهو ما سينعكس بدوره على الأداء الاقتصادى فى الربع الراهن والذى
قد يشهد انكماشاً نسبياً، لافتاً إلى أنه رغم ذلك ما زالت بعض القطاعات
الاقتصادية الرئيسية بالإسكندرية وبعض المدن السياحية تعمل بشكل مقبول .

وأضاف
جنينة أن الانكماش المتوقع فى الأداء الاقتصادى سينعكس بدوره على الأداءين
المالى والتشغيلى للشركات خلال الربع الثالث من العام الحالى، وبالتالى من
الطبيعى لأسهم الشركات المتداولة بالبورصة أن تعكس تلك التداعيات السلبية .

وأشار
جننية إلى أن استمرار مشاهد العنف التى تشهدها البلاد منذ يوم الأربعاء
الماضى وحتى اللحظة الحالية، سيرفع بدوره مؤشرات المخاطر السيادية المرتبطة
بالاستثمار سواء العائد على أذون وسندات الخزانة، كما أنه قد يدفع مؤسسات
التصنيف الائتمانى إلى خفض التصنيف الائتمانى للاقتصاد المحلى مجدداً .

وعلى
صعيد الوضع الاستثمارى، أشار جنينة إلى قيام بعض الشركات العالمية مثل
شركة «شل » العاملة بمجال البترول وشركة «اليكترولكس » ، باتباع بعض
الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع سفارات الدول التابعة لها، لافتاً إلى أن
تلك الإجراءات اعتيادية فى حالات عدم الاستقرار الأمنى بالبلاد، ومن
المتوقع لتلك الإجراءات أن تنتهى بمجرد انتهاء الأحداث .

وعلى صعيد
أداء البورصة المصرية، لم يستبعد رئيس قسم البحوث بشركة «فاروس » المالية
القابضة، أن تهبط البورصة بعد أن يتم رفع تعليق التداول بها بحوالى %10 على
مدار الأسبوع الحالى ليستهدف مؤشر الثلاثين الكبار منطقة 5000 نقطة، وهو
الأمر المرهون بحجم البيع المتوقع على سهم البنك التجارى الدولى القيادى .

وتوقع
جنينة أن تنقسم المؤسسات العاملة بالسوق إلى نوعين رئيسيين، الأول سيتجه
إلى البيع لتوفير سيولة تمكنه من اقتناص فرص استثمارية، والآخر سيفضل
الانتظار وترقب ما ستؤول إليه الأمور .

ورجح جنينة أن يتجه المصريون
إلى البيع فى تعاملات الأسبوع الراهن، بعد اتجاههم الشرائى الملحوظ خلال
الفترة الماضية، فى الوقت الذى سيقوم فيه الأجانب والعرب بشراء الأسهم،
رغبة منهم فى اقتناص المخاطرة الراهنة .

وتوقع رئيس قسم البحوث
بشركة فاروس المالية القابضة، أن تعانى أسهم قطاعات الإنشاءات والإسكان
ضغوطاً بيعية ملحوظة فى الفترة المقبلة، خاصة بعد الارتفاعات القوية التى
حققتها منذ اندلاع الثورة، فى الوقت الذى ستتفوق فيه أسهم القطاعات
الدفاعية على أداء السوق فى أوقات الهبوط .

وعلى صعيد التحليل
الفنى، قال حاتم البنا، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أكيومن للسمسرة، إن
البورصة ستتجه للهبوط وقت عودة التداول بالسوق صوب منطقة دعم 5350 نقطة،
والتى إن فشلت فى دعم السوق، سيتجه مؤشر الكبار إلى منطقة دعمه التالية عند
5000 نقطة، خاصة أن كسر المنطقة الأولى لأسفل سيؤدى بدوره إلى تحول مسار
السوق على الأجل القصير إلى هابط .

واستبعد البنا أن يتحول اتجاه
السوق على الأجل المتوسط إلى هابط، مشيراً إلى أن ذلك السيناريو لم يتحقق
إلا عند كسر منطقة 4800 نقطة لأسفل .

وحدد البنا مناطق الدعم المهمة
لعدد من الأسهم القيادية عند مناطق 35.5 و 36 جنيهاً لسهم البنك التجارى
الدولى و 2.1 و 2.3 جنيه لسهم «بالم هيلز » ، و 8.1 و 8.5 جنيه لسهم «هيرمس
» ،   و 4.3 جنيه لسهم «أوراسكوم تليكوم » و 4.75 جنيه لسهم «طلعت مصطفي
».

وهبطت البورصة خلال الأسبوع الماضى، بعد أن تم التعامل على 329
مليون ورقة مالية بقيمة 1.3 مليار جنيه، فى مقابل 450 مليون ورقة مالية
خلال الأسبوع قبل الماضى بقيمة 1.7 مليار جنيه .

وهيمن المصريون على
%74.44 من إجمالى التعاملات خلال الأسبوع الماضى بصافى شراء بقيمة 90.97
مليون جنيه، فى الوقت الذى اكتفى فيه الأجانب بـ %20.09 من السوق بصافى بيع
بقيمة 88.15 مليون جنيه، ليتبقى للعرب %5.47 من التنفيذات بصافى بيع بقيمة
2.82 مليون جنيه .

وتراجع رأس المال السوقى للأسهم المتداولة بسوق
داخل المقصورة، خلال الأسبوع الماضى إلى 360.55 مليار جنيه فى مقابل 364.47
مليار جنيه خلال الأسبوع الأسبق .

جريدة المال

المال - خاص

3:20 م, الأحد, 18 أغسطس 13