أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، العدد الأول من إصدارته السنوية تحت عنوان “آفاق مستقبلية”، التي تهدف إلى استشراف ومناقشة أبرز الاتجاهات الرئيسية المتوقعة في العام الجديد في عديد من المجالات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتكنولوجياً، على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية.
ونوه معلومات الوزراء بأن إصدار ذلك العدد يأتي مع انتهاء عام شهد عديد من التحولات على المستويات كافة، وبدء عام جديد تتفاوت الرؤى بشأن ما قد يحمله من فرص وتحديات، ولاسيما بعد أن ألقت الآثار السلبية لأزمة كورونا بظلالها على كافة القطاعات سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، وفي الوقت الذي تستمر فيه حالة الغموض التي تفرضها تلك الأزمة وتداعياتها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز معلومات الوزراء ودعم اتخاذ القرار أن تلك الرؤى والتحليلات يشارك في طرحها نخبة متميزة من كبار المفكرين والباحثين والمحللين من داخل مصر وخارجها وتضم شخصيات بارزة تشغل مناصب رفيعة ، وذلك سواء على المستوى المحلي أو الدولي في مجالات متنوعة.
وأعرب عن أمله في أن تساهم هذه الإصدارة في إثراء النقاش الفكري حول أبرز الاتجاهات المتوقعة خلال عام 2021، واستشراف الفرص والتحديات وكيفية مواجهتها.
وتابع “الجوهري”، أن الإصدارات تتناول قضايا وموضوعات متعددة ومختلفة عبر عدة أقسام.
يناقش القسم الأول ملخصاً لأحداث العالم وأهم الدروس المستفادة من عام 2020، وفي مقدمتها البعد الصحي للأمن القومي، ودور السياسات الاقتصادية من أجل النمو، والعمل والتعلم عن بعد، بالإضافة إلى الرقمنة وسياسات البيئة.
ويستعرض هذا القسم كذلك التوجهات العالمية المتوقعة في عام 2021، وكذلك أهم التحديات التي تواجه العام الجديد، ومأزق السياسة الخارجية الأمريكية ومعضلة الاتفاق النووي الإيراني وأزمة الانتخابات في إسرائيل وعملية السلام بالشرق الأوسط، إضافة إلى تصاعد الهجمات السيبرانية والتغيرات المناخية.
وتناول أيضاً مقال العدد والذي ناقش آفاق القضية السكانية في مصر بعد وصول سكان مصر إلى 100 مليون نسمة، واستعرض في النهاية نظرة مستقبلية وأجندة مقترحة للبرنامج السكاني المصري.
وتابع رئيس معلومات الوزراء ، أن قسم الاتجاهات الاقتصادية، استعرض موضوعات تتعلق بهيمنة التعافي الصحي على الأداء الاقتصادي، والنمو غير المتوازن للاقتصاد العالمي، وإعادة تشكيل العولمة، وأيضا تنامي دور الاستثمارات الذكية المستدامة، وكذلك الأسواق المالية الصاعدة ومشكلات الديون.
وتناول أيضا اتجاهات قطاع الصناعة العالمي في ظل الجائحة، مبينا أنه عند انتهاء جائحة كورونا سوف يكون هناك تحولات أساسية في القطاع الصناعي في العالم.
وتناول كذلك توقعات أسواق النفط العالمي على المدى القصير، وأهم العوامل التي تحدد مسار أسعار البترول الفترة المقبلة، ومستقبل الطلب والمعروض العالمي على النفط، إضافة إلى توقعات الإنتاج العالمي وأسعار النفط العالمية، ومستقبل الشركات العاملة في صناعة البترول والغاز.
وتطرق القسم إلى موضوع التكتلات الاقتصادية الحديثة والتقليدية، وتأثيرها على مستقبل التجارة العالمية، والفرص المتاحة في ظل هذه التكتلات الحديثة ومستقبل المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس.
واستعرض في الوقت ذاته آفاق تعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر والمخاطر التي تواجه الاستثمار، وأهمية الاقتصاد منخفض التلامس وأهمية تطوير الشركات لعملياتها خاصة خلال أزمة كورونا.
ولفت رئيس مركز معلومات الوزراء ودعم اتخاذ القرار إلى أن قسم “قضايا عالمية”، رصد عدداً من القضايا العالمية، أبرزها اللقاحات ووباء كورونا، والتجارب الناجحة لحملات التطعيمات في مصر، إلى جانب التسارع العالمي بين الدول لإنتاج لقاحات فيروس كورونا.
وتم تناول الأنواع المختلفة للقاحات فيروس كورونا وتقييم كفاءتها وقدرتها على وقاية من تم تطعيمه من الإصابة بالمرض أو العدوى، ومناقشة مستقبل الأمن الغذائي العالمي والعوامل التي ساهمت في تفاقم أزمة الغذاء، والجهود العالمية المبذولة لحل الأزمة، والتحديات التي تواجه الطاقة الخضراء في مصر والعالم ومستقبلها في ظل أزمة كورونا.
وأضاف رئيس معلومات الوزراء أن الإصدارة تشتمل كذلك على قسم بعنوان “مستقبل العالم والإقليم”، الذي استعرض قضية التنافس بين القوى العالمية وصعود روسيا كقوة استراتيجية كبرى، والتحديات التي تواجه الصين ومنطقة الشرق الأوسط، وامتداد التنافس بين روسيا والولايات المتحدة ليصل إلى التنافس للهيمنة على الفضاء.
وذلك فضلاً عن التنافس الاقتصادي ومحاولة السيطرة على سوق الطاقة العالمي، وقضايا التكنولوجيا التي سوف تحتل مكانة رئيسية في التنافس بين واشنطن وبكين خلال السنوات القادمة.
ويتطرق القسم إلى قضية التعاون والصراع في الشرق الأوسط، حيث استعرض خريطة الصراعات الإقليمية في دول المنطقة وتصور مستقبلي لعلاج تلك الصرعات، إضافة لاستعراض أنماط التحالفات والتوازنات الإقليمية، ومستقبل التحالفات الإقليمية الحالية والمصالح المصرية.
وتطرق كذلك لاتجاهات الشعبوية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية، وتأثير صعودها على نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تلك الدول، فضلاً عن استعراض الأزمات التي تواجه منطقة شرق أفريقيا مثل الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية والأزمات الدبلوماسية والنزاعات الحدودية في المنطقة، بالإضافة إلى استمرار العمليات الإرهابية التي يقودها تنظيم داعش الإرهابي في إفريقيا.
وأوضح “الجوهري”، أن الإصدار أفرد قسماً بعنوان “مصر والمستقبل”، استعرض من خلاله عدد من القضايا الهامة المتعلقة بمصر والمنطقة، وجهود الحكومة نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال الحد من الفقر وتقليص الفجوات الاجتماعية وتحقيق التوزيع الجغرافي المتوازن للخدمات، كما تعمل الحكومة على تطوير شراكاتها مع أصحاب المصالح.
إضافة إلى استعراض التحول الديموغرافي والتحولات الاجتماعية وأثرها على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وكيفية تعامل الدولة مع التهديدات والمخاطر الإقليمية، وخاصة في منطقة الحدود البحرية على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، حيث تسببت التدخلات التركية في منطقة شرق المتوسط في تأجيج الوضع الأمني والعسكري، وترتب على ذلك اتخاذ مصر ودول البحر المتوسط إجراءات لردع تلك التهديدات.
وفي السياق ذاته، استعرض ذلك القسم أيضاً العلاقات المصرية الأمريكية والتعاون بين البلدين في الجانب العسكري ومكافحة الإرهاب، بجانب التعاون الاقتصادي، والعلاقات بين مصر والقوى الآسيوية الكبرى، حيث عملت الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على توطيد علاقاتها مع الدول الآسيوية خاصة الصين وروسيا.
فضلاً عن استعراض توقعات المؤسسات الدولية لأداء الاقتصاد المصري، التي توضح تحسن مؤشراته وفقاً لمؤسسات (البنك الدولي- صندوق النقد الدولي- وكالة فيتش- وكالة موديز- الإيكونوميست)، وأوضحت تلك التوقعات ارتفاع معدل النمو الاقتصادي وانخفاض عجز الموازنة وانخفاض معدلات التضخم والبطالة.
وشملت التوقعات كذلك تحسن أداء قطاع السياحة في إطار دعم الدولة لهذا القطاع، وأن ترتفع الإيرادات السياحية لتبلغ نحو 8.8 مليار دولار خلال عام 2021/2022، وفي ختام هذا القسم، تم الإشارة إلى توقعات باستمرار مصر في تحقيق إنجازات اقتصادية عديدة خلال فترة كورونا، بفضل نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي.
وأكد رئيس معلومات الوزراء ، أن اتجاهات التطور التكنولوجي الحديثة وارتباطها بالصراعات العالمية فرضت نفسها أيضاً حيث استعرضت الإصدارة في أحد أقسامها تحت عنوان “تحولات تكنولوجية” دور الثورة التكنولوجية وإسهامها في تطور الإنسانية، مما يضع تحديات كبيرة على كاهل صانع القرار لمواجهة تبعاتها الاقتصادية والاجتماعية، كما ترتكز تطبيقات الذكاء الاصطناعي على المعرفة الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، تعد العملات الافتراضية مثل البيتكوين أحد أشكال النقود الرقمية المكملة لأشكال النقد التقليدية، على الرغم من أهميتها الاقتصادية، إلا أنها لا ترتبط بالأسواق التقليدية، ويحذر الخبراء من زيادة عمليات الاحتيال بمجال العملات الرقمية.
وتم الإشارة إلى أن العامل التكنولوجي يظل أحد عوامل التنافس بين الولايات المتحدة والصين، خاصة وأن هناك محاولات حثيثة من قبل الطرفين للسيطرة على البنى التحتية التكنولوجية وتدشين الاتصالات الهاتفية السريعة من خلال شبكات الجيل الخامس، ولهذا من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة ضغوطاً من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “بايدن” على الصين لوضع مزيد من المعايير المشتركة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وقدمت الإصدارة عروضاً لعدد من المؤلفات والكتب الهامة، مثل كتاب “اتحاد الطاقة: تنفيذ سياسات الطاقة الأوروبية وتأثيرها في جنوب شرق أوروبا وشرق المتوسط”، الذي يناقش أهم القضايا المتعلقة بالطاقة في الاتحاد الأوروبي ومستقبل الطاقة في أوروبا.
بالإضافة إلى استعراض كتاب “ديناميكيات الجغرافيا السياسية لروسيا: إعادة تشكيل النظام العالمي”، والذي يتناول العقبات والتحديات العسكرية والدبلوماسية التي تواجه روسيا في ظل تنامي نفوذها في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
كما استعرضت ورقة سياسية صادرة عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تحت عنوان “الصفقة الأطلسية الجديدة: خطة عمل للتحول في العلاقات الأوروبية – الأمريكية”، التي تتناول خطة عمل تتضمن الموضوعات والقضايا وثيقة الصلة بالتعاون عبر الأطلسي، إضافة إلى التحديات والقضايا الشائكة.
وتم استعراض كتاب بعنوان “الدبلوماسية اليابانية تجاه آسيا”، الذي يتناول تطور وانعكاسات السياسة الخارجية لليابان تجاه آسيا في مجالات التجارة والاستثمار في البنية التحتية والأمن البحري والفضاء الخارجي والمساعدات الأجنبية.
وفي ختام العدد، قدمت الإصدارة تساؤلاً ” هل ستكون الطاقة المتجددة مصدراً للصراع في المستقبل؟” ، وأكد المقال على أن قطاع الطاقة المتجددة هو الأكثر نمواً مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، بما يرجح احتمالية التوتر أن النمو في هذا القطاع يرتبط بتأمين الموارد الأولية المستخدمة في إنتاج الطاقة المتجددة، وأنه لذلك من المرجح أن تزداد الصراعات للسيطرة على تلك الموارد لاسيما مع الاتجاه المتزايد نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أن هذه الإصدارة حظيت بمشاركة واسعة من قبل لفيف من الخبراء والمفكرين ذوي الثقل محلياً ودولياً ولديهم إسهامات علمية رصينة بالعديد من التخصصات، أبرزهم الدكتور محمود محيي الدين، والدكتور فخري الفقي أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة والمستشار السابق بمجلس إدارة صندوق النقد الدولي وعضو مجلس إدارة البنك المركزي المصري سابقاً، والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن.
وأيضا الدكتور ماجد عثمان الرئيس التنفيذي لمركز بصيرة وأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتور على الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والسفير محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية الأسبق، والسفير محمد توفيق سفير مصر الأسبق بواشنطن، والدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة المصري اليوم ورئيس مجلس المستشارين بالمركز المصري للدراسات الاستراتيجية.