تعرضت الخطوط الملاحية العالمية، لخسائر كبيرة جراء أزمة فيروس كورونا كنتيجة مباشرة لتراجع التجارة الدولية، حتى وصل الامر فى بعض الأحيان الى ابحار بعض السفن فارغة لاستكمال جداول ابحارها.
من جانبه قال عادل لمعى رئيس غرفة ملاحة بورسعيد، إن العام الماضى 2020 شهد تراجعا شديدا فى حجم التبادل التجارى العالمى، والذى أثر بدروه بشكل كبير على شركات النقل البحرى العالمية التى تقوم بنقل ما يزيد عن %90 من حجم تلك التجارة.
عادل اللمعى: هناك كيانات اختفت من السوق أو اندمجت مع توكيلات
ولفت الى أن أكثر الشركات العاملة بالسوق المحلية تأثرت بتلك الاحداث، وبعضها اختفى من السوق أو اندمج مع شركات أخرى، خاصة فى نشاط التوكيلات الملاحية.
وأضاف أن حجم البضائع المتداولة فى الموانئ تراجع نتيجة غلق كثيرا من الدول لمنافذها لعدة أسابيع فى الفترة التى كانت تتزايد به الحالات، إلا أن التأثير كان محدودا على هيئة قناة السويس، بسبب السياسة المرنة التى كانت تتبعها الهيئة فى سياستها المالية، ومنح المزيد من التخفيضات أمام الخطوط الملاحية العالمية.
وتابع «رئيس غرفة ملاحة بورسعيد» أن ميناء دمياط اتخذ قرارات تحفيزية مؤخرا أمام للشركات والخطوط الملاحية المتعاملة معه، وهو ما يؤكد متابعة للسوق العالمية ومعدلات التجارة الدولية، مطالبا بتنفيذ نفس السياسات المرنة داخل الموانئ المصرية للحفاظ على حصتها من التداول فى كل منطقة، خاصة شرق البحر المتوسط، والبحر الاحمر.
وأضاف «لمعى» أنه نتيجة انهيار الطلب على التجارة العالمية، خلال العام الماضى انهارت أيضا أسعار النوالين البحرية، إلا أنه فى نهاية العام، خاصة فى ديسمبر قفزت تلك الأسعار لمستويات قياسية، متوقعا المزيد من زيادة أسعار النوالين، والتى وصفها بأنها مجرد ترميم للأسعار المنهارة، وهو ما سيؤثر على أداء الشركات المحلية بالايجاب خاصة التوكيلات الملاحية.
من جانبه أشار المهندس كريم سلامة رئيس شركة الشرق الأوسط للاستشارات، وعضو مجلس ادارة غرفة ملاحة الإسكندرية، إلى أن النقل البحرى كان من القطاعات التى تأثرت بفيروس كورونا خلال العام الماضى 2020، وذلك بنسبة انخفاض تصل الى قرابة %20 فى حجم المنقول عالميا، رغم أن التوقعات فى بداية الأزمة كانت أكبر بكثير.
وتابع عضو مجلس ادارة غرفة ملاحة الاسكندرية، أن أسعار النوالين الخاصة بالصادرات لا تزال منخفضة، مرجعا ذلك الى تراجع الصادرات المصرية مؤخرا.
وأوضح «سلامة» أن تداعيات فيروس كورونا أدت الى اتجاه العديد من الشركات العاملة فى النقل البحرى أو الانشطة الأخرى للاعتماد على التكنولوجيا، سواء فى انهاء الإجراءات، أو تداول المستندات كالبوالص وأذون التسليم، متوقعاً تسارع هذا الاتجاه خلال العام الجارى، مع زيادة تداعيات فيروس كورونا فى موجته الثانية.
بدوره أكد أحمد الحناوى رئيس لجنة السياحة بغرفة ملاحة الإسكندرية، أن عام 2020 كان الأكثر تأثيراً على الخطوط الملاحية العاملة فى نشاط السياحة، مع توقف السفن السياحية عن القدوم للموانئ المصرية منذ مارس الماضى.
وأوضح أن الاجراءات الاحترازية المتبعة فى كافة دول العالم سواء فى المطارات أو الموانئ عملت على إلغاء العديد من الرحلات السياحية التى كان مخطط لها فى عام 2020.
وتوقع «الحناوى» عودة نشاط السفن السياحية خلال مارس المقبل، وهذا وفق ما أعلنته العديد من تلك الخطوط، إلا أنها اشترطت التخفيف من حدة الإجراءات المتبعة مع الركاب، من ناحية، وظهور لقاح فعال من ناحية أخرى.