واجه قطاع الطيران المدنى خلال العام الماضى، تحديات كبرى وصفها خبراء الصناعة بأنها الأسوأ على مدار تاريخ النقل الجوى، حيث كان التحدى الأكبر هو مجابهة تداعيات جائحة كورونا والتى تسببت فى خسائر فادحة عالميا للقطاع والعاملين فيه.
ومع بداية العام الجديد 2021، أبدى عدد من خبراء الصناعة تفاؤلهم، متوقعين تراجع الخسائر وبدء التعافى التدريجى لحركة الطيران بين البلدان مع نهاية الربع الأول من العام الجارى والمنتهى فى 31 مارس المقبل.
كان الاتحاد الدولى للنقل الجوى «الإياتا»، توقع انخفاض خسائر شركات الطيران إلى 15.8 مليار دولار خلال 2021 وذلك مع ارتفاع الإيرادات إلى 598 مليار دولار، لافتا إلى أن العام الماضى تسبب فى خسائر يومية للصناعة على مستوى العالم تقدر بحوالى 230 مليون دولار فى المتوسط.
وفى هذا السياق، قال مصدر مسئول بشركة مصر للطيران، إن جائحة كورونا تعد أسوأ أزمة مر بها قطاع الطيران على مستوى العالم، متوقعا أن تبدأ الحركة الجوية فى التعافى بعد إنتهاء الربع الأول من العام الجارى.
وأرجع هذا التحسن المتوقع إلى عاملين الأول، هو ارتفاع درجات الحرارة مع دخول شهر أبريل وإنتهاء فصل الشتاء، أما العامل الثانى فهو توافر اللقاحات مما سيساهم فى الحد من انتشار الفيروس والتشجيع على عودة حركة الطيران بشكل تدريجى.
ممثلو القطاع: العودة لمعدلات 2019 لن تكون قبل عام 2023
وأكد المصدر فى تصريحات خاصة لـ«المال»، أن مرحلة التعافى الكامل والعودة لمعدلات عام 2019 لن تكون قبل عام 2023، مشيراً إلى أن مدن شرم الشيخ والغردقة مازالت تستقبل رحلات شارتر من عدة دول وهو مؤشر جيد.
وتابع: أنه قبل الموجة الثانية للجائحة كانت الحركة الجوية تسير بشكل أفضل وخاصة خلال أشهر سبتمبر، أكتوبر ونوفمبر.
ومن الجدير بالذكر، أن شركة مصر للطيران أطلقت نحو 12 ألفًا و145 رحلة جوية، بإجمالى عدد ركاب يصل إلى مليون و282 ألفًا و705 راكب، خلال الفترة من أول يوليو الماضى وحتى منتصف شهر ديسمبر 2020، بنسب امتلاء تتراوح من 50 إلى %60.
كانت مصر للطيران، سيرت رحلاتها إلى أكثر من 29 نقطة مباشرة، منذ إعلان الحكومة المصرية عن عودة حركة الطيران الدولى المنتظم بالمطارات المصرية، اعتبارًا من الأول من يوليو الماضى، وبعد إضافة وجهات إلى جدول رحلاتها، حيث وصل اجمالى عدد الوجهات التى تصل اليها طائرات الشركة إلى 40 وجهة دولية بداية من شهر أغسطس الماضى.
يشار إلى أن شركة مصر للطيران كانت تسير رحلات جوية إلى أكثر من 65 وجهة دولية فى 47 دولة حول العالم قبل جائحة كورونا.
وفى سياق متصل، قال يسرى عبد الوهاب نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة النيل للطيران، إنه حتى نهاية الربع الأول من العام الجارى يبقى الوضع كما هو عليه حالياً دون تحسن.
وتابع: «ولكن مع دخول شهر أبريل وإنتهاء فصل الشتاء ووجود لقاحات ضد فيروس كورونا سوف تتحسن الأوضاع».
وطالب عبد الوهاب، بالمنافسة العادلة بين شركات الطيران وعدم اتباع سياسة حرق الأسعار وذلك عند عودة الحركة الجوية بين البلدان وفتح الدول التى أغلقت أجواءها بسبب الفيروس مرة أخرى.
عبد الوهاب: أطالب بمتابعة الشركات منعا لسياسة حرق الأسعار
كما طالب عبد الوهاب سلطة الطيران المدنى بمراقبة أسعار شركات الطيران خلال الفترة المقبلة، وأن تتدخل فى حال ثبوت قيام شركة بحرق أسعار الخدمات التى تقدمها بشكل مبالغ فيه، وذلك حتى لا تظلم الشركات الأخرى وللحفاظ على الاستمرارية.
وعلى صعيد أخر، تساءل عبد الوهاب لماذا لا تفتح دول العالم أجواءها مع من اشتراطها وجود تحليل الـ PCRقبل السفر، مؤكداً أن مصر تعاملت مع الأزمة بشكل احترافى.
وأشار عبد الوهاب إلى أن جميع شركات الطيران سواء كانت حكومية أو خاصة بجميع أنحاء العالم تضررت جراء هذه الأزمة، مطالبا الشركات بالاستعداد عند عودة الحركة.
وكانت جائحة كورونا أثرت على شركات الطيران حيث أعلنت «أفيانكا الكولومبية» ثانى أقدم شركة طيران على مستوى العالم إفلاسها، كما تضررت أيضاً الشركات الكبرى المُصنعة للطائرات، ويرجع ذلك إلى إلغاء العديد من الصفقات، وإيقاف آلاف العاملين، ما أثر على الإيرادات المالية لتلك الشركات.
ومن جانبه، توقع حسن عزيز الرئيس التنفيذى للشركة المصرية العالمية للطيران، بداية التعافى فى حركة الطيران مع مطلع الموسم الصيفى وتحديداً أوائل شهر يونيو المقبل، وذلك لارتفاع درجات الحرارة وقيام الحكومة المصرية بتوفير لقاح فيروس كورونا والذى سوف يحد من انتشار كورونا.
ولفت إلى أن الحركة السياحية لمدن البحر الأحمر سوف ترتفع خلال الصيف، مطالبا بعدم الاستعجال فى عودة المعدلات الطبيعية للحركة لأن ما قبل أزمة كورونا يختلف عن ما بعدها قائلاً” نرجع عجلة السفر قبل ما ندور على معدلات”.
وتوقع عزيز عودة التعافى الكامل لقطاع الطيران خلال عام 2023، مشيراً إلى أن هذه الصناعة أثبتت للعالم أنه بدونها تعلن الدول إفلاسها.
وكانت تقارير عالمية، أشارت إلى أن خسائر قطاع الطيران فى العالم خلال 2020 تصل إلى نحو 314 مليار دولار مقارنة بالعام السابق، كما ستنخفض مستويات الحركة الجوية بنسبة %54.7 مقارنة بعام 2019، بينما ستنخفض أعداد الركاب إلى 2.25 مليار راكب تقريبا أى ما يعادل تقريبا مستويات عام 2006.
واستندت هذه التقديرات إلى سيناريو قيود شديدة على السفر استمرت لمدة 3 أشهر مع رفع تدريجى لها فى الأسواق المحلية، تليها خطوة مماثلة إقليمياً وعبر القارات.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط، انخفاضاً فى الطلب بنسبة %56.1 وتراجعا فى سعة الركاب بنسبة %46.1 بإجمالى خسائر 4.8 مليار دولار بسبب الجائحة فى 2020.
بينما شهدت منطقة أفريقيا، فقد هبوطاً فى الطلب بنسبة %58.5 تراجعاً فى سعة الركاب بنسبة %50.4 بخسائر إجمالية قدرها 2 مليار دولار أمريكى.
أما حركة نقل البضائع، توقعت التقارير العالمية، أن ينخفض إجمالى الشحنات المنقولة جواً بمقدار 10.3 مليون طن فى 2020 إلى 51 مليون طن، وقد تصل إيرادات الشحن إلى ما يقرب من 110.8 مليار دولار فى العام الماضى.
كما تم فصل نحو 400 ألف عامل فى شركات الطيران، أو منحهم إجازات غير مدفوعة أو تبليغهم بأنهم قد يفقدون وظائفهم بسبب فيروس كورونا.