أكد سفير الصين بالقاهرة ، لياو ليتشانج ، أن ملف التعاون لمواجهة جائحة فيروس كورونا كان أحد الملفات التي تمت مناقشتها خلال الجولة الأولي التي قام بها وزير خارجية بلاده وانغ يي لـ5 دول أفريقية والتي انتهت يوم السبت الماضي؛ لاسيما أن الجائحة لا تزال تمثل تحدٍ مشترك أمام المجتمع الدولي.
وقال في أول مؤتمر صحفي عقدته السفارة في العام الجاري صباح اليوم، إنه منذ تفشي جائحة كورونا مدت بلاده يد العون لـ55 دولة افريقية وتم عقد القمة الاستثنائية الصينية الافريقية العام الماضي لمواجهة الجائحة ولرسم مخططات التعاون المشترك في مواجهة الجائحة .
وأضاف سفير الصين أنه خلال الزيارة أشادت الدول الافريقية بالتجربة الصينية في مواجهة الجائحة واستئناف العمل والإنتاج وتقديرها وثقتها في التغلب علي الجائحة من خلال التعاون مع بكين.
وقال سفير بكين، إن الموجة الجديدة لفيروس كورونا تفشت علي مستوي العالم حالياً وهذا يتطلب مزيد من الدعم بين الجانيبن للتغلب عليها ، مؤكدأً أن بلاده ستستمر في تقديم المساعدات الطبية للدول الافريقية ذات الاحتياج وإرسال الفرق الطبية من الخبراء إليها بالإضافة إلي إرساء علاقات التوأمة بين مستشفيات الجانبين وتقاسم الخبرات وتسريع وتيرة إنشاء المركز الافريقي لمقاومة الأمراض وبذل الجهود مع الدول أعضاء مجموعة الـ 20 لتسريع تعليق مبادرة ديون الدول الافريقية.
التعاون في اللقاحات
كما أشار إلي تأكيدات بلاده أن اللقاحات تعد ذات منفعة عامة مشتركة يأتي لتمكين الدول النامية من الحصول عليها بسعر مقبول.
لفت إلي أن المشروعات التعاونية الصينية لا تزال تقدم مساهماتها للدول الافريقية ،مشيراً إلي قيام بلاده ببناء أكثر من 6 آلاف كم من السكك الحديدية و6 آلاف كم من الطرق هناك.
وأضاف سفير الصين أن الزيارة تناولت التأكيد علي حرص بكين علي تعزيز التعاون مع الدول الافريقية في مبادرة الحزام والطريق وتعزيز قدرة الدول الافريقية علي تحقيق التنمية .
أضاف أن المرحلة المقبلة ستركز جهود الجانبين علي أربعة مجالات هي التركيز علي بناء البنية التحتية في الدول الافريقية خاصة في مجالات النقل والاتصالات والطاقة والتركيز علي دعم بناء منطقة التجارة الحرة الافريقية وتقاسم الفرص التنموية لاسيما في ظل سوق القارة السمراء وعدد سكانها الكبير ، بجانب التركيز علي الدفع بعجلة التصنيع فيها ومساعداتها لتنويع اقتصاداتها وتحقيق التنمية الذاتية وتعزيز التعاون في الاقتصاد الرقمي لأنه يقود مستقبل البشرية كلها.
التعاون في مجالات البيئة والتحول الرقمي
وتابع أنه تم الاتفاق علي تعزيز التعاون في مجال البيئة و الصحة ورفع القدرة علي الاستجابة لطوارئ الصحة العامة وفي مجال الطاقة وتحقيق النمو والتنمية فيها وفي مجال البنية التحتية وكذلك الزراعة وضمان الأمن الغذائي في القارة ومساعدة الدول الافريقية علي اقتناء ثورة المعلومات وتنمية اقتصادها الرقمي ورفع القدرة علي الاستجابة لمواجهة تغير المناخ.
وخلال الجولة رد وزير الخارجية الصيني وانغ يي حول إن كانت هناك منافسة حول توسيع النفوذ بين بكين والدول الأخري في الدول الافريقية قائلاً أن بلاده كانت من أوائل الدول التي بدأت التعاون مع افريقيا وحقق التعاون معها نتائج مثمرة في مجالات كثيرة و هذا ما جعل دول أخري تولي اهتمام للتعامل مع القارة السمراء.
أكد وزير الخارجية الصيني أنه يسر بلاده أن تري مزيد من الاهتمام بالتعاون مع الدول الافريقية من قبل الدول الأخري ، مشيراً إلي أن نقطة الانطلاق هو خدمة مصالح الدول الافريقية وأضاف أن بكين تلتزم بعدم ربط المساعدات بأي شروط سياسية وهذا لاقي ترحيبا حارا من دول القارة السمراء.
وقال إنه يجب أن تكون الدول الافريقية منصة للتعاون وليس للتنافس بين الدول المختلفة.
وأفادت وكالة “شينخوا” الصينية ، أن زيارة عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، لخمس دول افريقية كانت قد انتهت يوم السبت الماضي، وتمثلت تلك الدول في نيجيريا والكونغو الديمقراطية وبوتسوانا وتنزانيا وسيشل ، مشيرةً إلي أن هذه الزيارة تظهر بشكل خاص الأهمية العظيمة التي توليها الصين للحفاظ علي علاقات الصداقة العميقة مع افريقيا.