يرى محللون ببنوك استثمار أن العام الحالى سيكون إيجابيا، ومتوازنا لقطاع الأغذية، متوقعين ارتفاع مبيعات الأغذية الخفيفة، لتعوض جزءا من تراجعات وخسائر العام الماضي، بينما يحقق منتجو الأجبان، والألبان أداءاً مستقرا، مع استمرار الأداء شبه المعتاد.
وأشار المحللون إلى أن أداء مصنعى الأغذية الخفيفة العام الحالى سيخفف عنهم الصدمة التى تلقوها فى 2020، إثر قرارات الإغلاق الحكومية، للمدارس والجامعات، وتحول فئة كبيرة من موظفى القطاعات المختلفة للعمل بالمنازل.
ولفتوا إلى أنه رغم ارتفاع أسعار المواد الخام لصناعة الأجبان البيضاء إلا أن ذلك لن يضغط على هوامش ربحية المنتجين، مع تحسن سعر صرف العملة المحلية، مرجحين اتجاه الشركات لزيادة أسعار منتجاتها، واتجاه البعض نحو التوسع فى الإنفاق الاستثمارى مع استمرار تراجعات أسعار الفائدة.
وأكد جميع المحللين فى الوقت نفسه أن التوقعات الموضوعة تم بناؤها على أساس عدم وجود قرارات جديدة بالإغلاق فى العام الحالي، وعدم تفشى الموجة الثانية للفيروس، وما يترتب عليها من تداعيات اقتصادية.
رنيسانس: خفض الفائدة داعم لمكاسب الشركات
يقول بنك استثمار رنيسانس إن مصنعى الجبن الأبيض سيواجهون ارتفاعا فى التكلفة، لكن بدون ضغط على هوامش الربحية، موضحا أنه عقب تسجيل أسعار مسحوق اللبن البودرة منزوع الدسم تراجعا نسبته %22 خلال 3 أشهر، عادت للارتفاع بقوة مع تسجيل آخر مناقصة متوسط سعر 2889 دولارا للطن، وهى نفس مستويات ديسمبر 2019، وفقا لتجارة الألبان عالميا.
وأضاف بنك الاستثمار أن العقود المستقبلية تشير إلى استمرار ارتفاع أسعار اللبن البودرة فى 2021، كما أظهر زيت النخيل تحركات واسعة، حيث يسجل حاليا 897 دولارا للطن، أعلى من متوسط سعر 614 دولاراً للطن، فى أول 9 أشهر من 2020، مع توقع العقود المستقبلية تراجع الأسعار خلال العام، لتصل إلى متوسط 746 دولار للطن، فى 2021، وفقا لتقديراته.
ولفت بنك الاستثمار إلى أن اللبن البودرة منزوع الدسم، وزيت النخيل يمثلان %50 من التكلفة المباشرة للجبن الأبيض، وارتفاع أسعارهما قد يُترجم إلى ارتفاع سنوى بنسبة %8 فى تكلفة الجبن الأبيض فى 2021، مستبعدا فى الوقت نفسه أن يؤدى ذلك للضغط على هوامش ربحية الشركات.
ورجح رنيسانس اتجاه منتجو الأجبان إلى فرض زيادات سعرية خاصة، بعدما واجهت شركات كدومتى وعبور لاند، تكاليف إضافية فى الربع الرابع من 2020.
ويرى بنك الاستثمار أن خفض البنك المركزى أسعار الفائدة بنسبة %4 لمواجهة الأثر السلبى للفيروس فى 2020، بدعم هدوء الضغوط التضخمية على المدى المتوسط، والسياسة النقدية التوسعية عالميا، يتيح خفضا جديدا للفائدة يتراوح بين 1 و%1.5 العام الحالى، بجانب مبادرة البنك المركزى لإقراض القطاع الخاص بفائدة %8 لبعض القطاعات، قد تكون داعمة لمكاسب الشركات.
فاروس: تحسن تدريجى مع تعافى الاستهلاك
ومن جانبه يقول بنك استثمار «فاروس» إن زيادة معدلات الطلب التى شهدها منتجو الألبان، والأجبان فى 2020، نتيجة تكالب المستهلكين على التخزين بسبب تفشى فيروس كورونا، ستعود لطبيعتها مع بداية 2021.
وأوضح أن مصنعى الأغذية الخفيفة سيقومون بتأجيل خطتهم التوسعية حتى نهاية 2021، فى ضوء الضربة القوية التى تعرضوا لها العام الحالي، نتيجة تأثير الإغلاق، وإغلاق الجامعات، والمدارس.
وأشار إلى أن شركات الأغذية والمشروبات واجهت زيادات إضافية واضحة وصريحة فى التكاليف، تدفعها لإتخاذ قرارات لخفض التكلفة، للحفاظ على هوامش الربحية، متوقعا أن تتعافى هوامش الربحية تدريجيا، مع تعافى الاستهلاك، وإنتاج منتجات بهامش ربحية أعلى.
ويعتقد «فاروس» أن شركات الأغذية والمشروبات لن تقوم بزيادة أسعارها، مباشرة، بسبب التراجع الأخير فى أسعار المواد الخام، وارتفاع سعر الصرف، فيما يرى أن أى زيادات مستقبلية فى التكلفة، سيتم تمريرها للمستهلكين.
وأوصى بنك الاستثمار بزيادة الوزن النسبى لأسهم إيديتا للصناعات الغذائية، وجهينة.
بلتون: نمو بين 3 و%4 للنشاط
ومن جانبها قالت تقى الوزيرى محلل القطاع الاستهلاكى فى بنك استثمار بلتون إن 2021 يحمل آفاقا إيجابية وتعافيا ونموا فى المبيعات، للشركات المنتجة للأغذية الخفيفة، وذلك عقب الصدمة التى تلقتها العام الماضي، مع قرارات الإغلاق.
وعلى صعيد قطاع الألبان والأجبان قالت الوزيرى إنه من المتوقع أن يحقق نموا يتراوح بين 3 و%4 وهى معدلات معقولة خاصة وانه لم يشهد تأثرا قويا فى 2020.
وعلى صعيد الشركات لفتت الوزيرى إلى أنه من المتوقع أن تحقق جهينه نموا %8 فى المبيعات، بدعم من تعافى كافة قطاعاتها عقب التأثر الذى شهدته العام الماضى، مؤكدة أنها تُعد نسبة نمو جيدة خاصة وأن القوى الشرائية للمستهلكين لازالت متأثرة بالأوضاع الراهنة.
وأظهرت القوائم المالية المجمعة لشركة جهينة للصناعات الغذائية، خلال التسعة أشهر الأولى من 2020، ارتفاع أرباحها بنسبة %31.87 على أساس سنوي، لتحقق صافى ربح 383.74 مليون جنيه، مقابل 291 مليون جنيه بالفترة المقارنة من العام السابق.
وارتفعت مبيعات الشركة بشكل طفيف خلال الفترة إلى 5.78 مليار جنيه، مقابل مبيعات بلغت 5.72 مليار جنيه بالفترة المقارنة من 2019.
وأشارت الوزيرى إلى أنه رغم ارتفاع اسعار مسحوق اللبن البودرة مؤخرا، إلا أن ذلك لن ينعكس على هوامش ربحية الشركات، خاصة وأن الزيادة المتوقعة لمسحوق اللبن البودرة خلال السنوات الخمس المقبلة تتراوح بين 3 و%4 كما ان تراجعات سعر الدولار تمثل أمرا إيجابيا للشركات حيث تخفف عليها تكاليف الاستيراد.
وعلى صعيد عبور لاند توقعت الوزيري، عودة أداء الشركة لطبيعته، العام المقبل، لافته إلى قيام الشركة فى 2020 بتركيب خطوط إنتاج جديدة لخفض تكاليف الإنتاج.
وأظهرت القوائم المالية المجمعة لشركة عبور لاند خلال التسعة أشهر الأولى من 2020، تراجع أرباحها هامشياً على أساس سنوى لتسجل 239.5 مليون جنيه، مقابل 240.58 مليون جنيه بالفترة المقارنة من العام السابق، بينما ارتفعت مبيعاتها إلى 2.04 مليار جنيه، مقابل 1.9 مليار جنيه فى الفترة المقارنة من 2019.
وعلى صعيد إتجاه الشركات لفرض زيادات فى أسعار منتجاتها، قالت الوزيرى إن جهينة قد تقوم برفع اسعار المنتجات الأعلى شريحة، كاللبن منزوع اللاكتوز، وما شابهه، بينما تدرس كلا من دومتى وعبور لاند فرض زيادات سعرية محدودة، خاصة وأن القوى الشرائية للمستهلكين مازالت متأثرة بضغوط فيروس كورونا المستجد.
وحول مفضلات بلتون فى أسهم قطاع الأغذية العام الحالى، قالت الوزيرى أنها تتضمن أسهم إيديتا، ودومتى للصناعات الغذائية.
ومن جانبها قالت أمنية الحمامى محلل قطاع الأغذية فى بنك استثمار النعيم إن العام الحالى سيكون أفضل للقطاع، بدعم عملية التأقلم مع الأزمة، واكتساب المستهلكون خبرات فى التعامل مع الوضع الراهن.
ولفتت الحمامى إلى أن السلع الغذائية الأساسية لم تتأثر بشكل كبير فى 2020، متوقعة تحقيقها نموا يتراوح بين 2 و%3 العام الحالى، مع استقرارها العام الماضى.
وفى المقابل رجحت الحمامى تعافيا للأغذية الخفيفة والعصائر، وارتفاع الطلب عليها بنحو %5 حال عدم فرض إجراءات إغلاق جديدة.
وترى الحمامى أن ارتفاعات أسعار المواد الخام لمنتجى الجبن الأبيض والممثلة فى اللبن البودرة، وزيت النخيل لن تنعكس بشكل كبير على الشركات بفضل التوازن المحقق من تراجع سعر الدولار، وما يترتب عليه من انخفاض فى تكلفة الاستيراد، بجانب تراجع تكلفة الديون مع خفض أسعار الفائدة.
وترى الحمامى أنه فى سبيل الحفاظ على هوامش الربحية ستتجه الشركات لزيادة أسعارها بنسب تتراوح بين 2 و%4 فى الربع الأول من 2021.
ووصفت الحمامى العام الحالى بأنه عام متوازن لشركات الأغذية بشرط بقاء الوضع الحالى على ما هو عليه.
وتوقعت حال استمرار استقرار الأوضاع أن تتجه الشركات لزيادة انفاقها الاستثمارى للاستفادة من خفض الفائدة.
النعيم: تأقلم المستهلكين مع أزمة كورونا عامل إيجابى
ومن جانبه قال هشام حمدى محلل قطاع الأغذية بالنعيم إنه يتوقع استمرار تعافى ربحية شركة جهينة للصناعات الغذائية، نتيجة تحسن هامش مجمل الربحية، بدعم برنامج خفض التكاليف الذى تتبعه الشركة.
ويرى حمدى تأثيرا ضعيفا على قطاع الألبان بالشركة العام الحالى، متوقعا تراجع قطاع الزبادى واللبن الرايب بنحو %5 نتيجة استمرار تأثر القوى الشرائية للمستهلكين سلبا بفيروس كورونا.
وحول اتجاه الشركة لزيادة أسعارها قال حمدى أنها لن تكون زيادات صريحة، وإنما خفض تدريجى للعروض والخصومات التى كانت تنفذها الشركة سابقا.