أشاد وفد من المجالس القومية الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني للرعاية المقدمة من وزارة الداخلية ممثلة في قطاع السجون إلى نزلاء السجون، وذلك خلال الزيارة التي نظمتها الوزارة لمنطقة سجون القناطر “نساء”، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، مؤكدين أن السجون تطبق أعلى المعايير الدولية.
ونشرت وزارة ، فيديو عبر قناتها الرسمية على “يوتيوب”، يوضح جانب من الزيارة، وآراء المشاركين فيها من الوفد الحقوقي.
حقوقيون من داخل سجن القناطر: هناك فرق في المعاملة منذ عامين
وقال الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن هناك تقدمًا كبيرًا داخل سجن القناطر، مستشهدًا بآخر زيارة له: “هناك فرق منذ عامين في المعاملة والخدمات المقدمة للسجناء”.
وأضاف عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: “ما نراه نقلة نوعية كبيرة في السجون من تدريب السجناء وتعليمهم مهن يتقاضوا من خلالها رواتب”.
وأكد على حسن الرعاية الاجتماعية المقدمة للسجينات، حتى أنهن مسموح لهن بإرسال جزء من رواتبهن للأسر خارج السجن.
مفتي الجمهورية السابق عن شائعات السجون: خلل في منهج المتلقي والحكم
من جانبه، طالب الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية سابقًا، بعدم الانسياق وراء الشائعات التي تتردد على أحوال السجناء، قائلًا: “كثير من الناس يصدق ما يسمع، ولا يصدق ما يراه، وهذا خلل في منهج التلقي والتقويم والحكم، ونحن في مجال التمتع بهذه المستويات الراقية التي وصلنا بها إلى حقوق الانسان”.
وتابعت سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة: “نحن نرى رعاية متكاملة تلبي احتياجات بناتنا وأخواتنا السجينات في القناطر”.
22 مؤسسة أجنبية تتجول بحرية داخل السجن
وتطرق محمد إمام مدير مركز المراسلين الأجانب، إلى تواجد أكثر من 22 مؤسسة أجنبية من مختلف دول العالم ينقلون الحقيقة من داخل سجن النساء، ويتجولوا بحرية تامة داخل السجن، في ظل الالتزام بنصوص القانون والدستور للتعامل مع النزلاء.
كانت وزارة الداخلية قد واصلت تنظيم زيارات بمختلف السجون لوفود المجالس القومية الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، للإطلاع على كافة أوجه الرعاية المقدمة لنزلاء السجون بما يتفق مع مبادىء ومعايير حقوق الإنسان، وأطر السياسة العقابية الحديثة التي تحرص على تطبيقها لإعادة تأهيل النزلاء.
يأتي ذلك في إطار نهج وزارة الداخلية الذى يتسم بقدر عال من الشفافية والانفتاح، ووجود رغبة صادقة في مد جسور التعاون مع كافة المؤسسات ومختلف الجهات، حرصًا على تحقيق المصلحة الوطنية.
زيارة وفد حقوقي لسجن القناطر
ونظم قطاع السجون زيارة لسجن النساء بالقناطر بمنطقة سجون القناطر، لوفد من أعضاء المجالس القومية الحقوقية، وعدد من منظمات المجتمع المدني وعدد من الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء والقنوات العربية والأجنبية، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وخلال الزيارة، تفقد أعضاء الوفد عدد من مرافق السجن التي أتاحت لهم الاطلاع عن قرب على كافة الأوضاع المعيشية للنزيلات وأوجة الرعاية التي تقدم لهن، والتي تؤكد حرصها على إعلاء قيم حقوق الإنسان وصون واحترام حقوق نزلاء السجون، من خلال برامج شاملة بما يحقق إعادة تأهيلهم.
وتفقد أعضاء الوفد أماكن الإعاشة والإطلاع على كافة الإمكانيات التي توفر الاحتياجات اليومية للنزيلات، والإجراءات الوقائية اليومية لتنظيف وتطهير الغرف والعنابر وجميع مرافق السجن، والتي تأتى ضمن الخطة المتكاملة التي تنفذها الوزارة لتطهير وتعقيم كافة السجون في إطار الإجراءات الإحترازية والوقائية المتبعة لحماية النزلاء والعاملين بالسجون والمترددين عليها من انتشار فيروس”كورونا”، من خلال فرق الطب الوقائي بقطاع الخدمات الطبية.
متابعة إجراءات الحماية من كورونا
وتفقد أعضاء الوفد مستشفى السجن والعيادات الطبية وما شهدته من أعمال تطوير لعلاج المرضى من النزيلات وإجراء الفحص الدوري لهن، إلى جانب الصيدليات ومعامل التحاليل وغرف الأشعة، وهو الأمر الذى يؤكد مدى اهتمام القطاع بتقديم الرعاية الطبية لنزلاء السجون سواء من خلال مستشفى السجن أو توجيه القوافل الطبية للتوقيع الكشف الطبي على النزلاء وصرف الأدوية اللازمة لهم.
وشملت الزيارة الكافتيريات والمكتبات وفصول محو الأمية وقاعات الزيارات، وقاعة الهوايات ومعرض المشغولات والمفروشات اليدوية من إنتاج السجينات إلى جانب مصنع الملابس.
وأشاد أعضاء الوفد بجودة المعروضات وتميزها، والتي تأتي في إطار خطة قطاع السجون نحو التوسع في المشاريع الإنتاجية لتشجيع النزيلات على المشاركة فى الأنشطة المختلفة داخل السجون، وإعادة تأهيلهن من خلال إشراكهن فى بناء مستقبل أفضل لهن ولأسرهن ولمجتمعهن، وإلى تجديد الأمل باعتبار أن فترة العقوبة إنما تمثل نقطة تحول لحياة جديدة.
ويتم مساعدة النزيلات فى تسويق المنتجات، إذا رغبوا فى ذلك، وما بين رعاية النزيلات وخلق مناخ طيب لهن، والإهتمام بالأماكن الترفيهية والتوسع فيها، يأتي الاهتمام بالنواحي الإجتماعية والإنسانية فى مقدمة اهتمام قطاع السجون، وهو الأمر الذى ظهر جليًا خلال تفقد أعضاء الوفد لحديقة الأطفال بالسجن ويسمح للسجينات بإحضار أطفالهن المودعين بدور الرعاية الخارجية لزيارتهن بالسجن بصفة دورية، وما يحققه ذلك من استقرار نفسي للنزيلات وأطفالهن.
والتقى أعضاء الوفد بعدد من النزيلات واطلعوا على أوجه الرعاية المختلفة التي يوفرها القطاع للنزيلات وناقشوا النزيلات عن أحوالهن المعيشية، وأشدن بأوجه الرعاية المختلفة المقدمة لهن وأطفالهن.
الداخلية: نلتزم بالضوابط الدستورية والقانونية
وقدم أعضاء الوفد فى نهاية الزيارة الشكر لوزارة الداخلية لإتاحة الفرصة لتنظيم تلك الزيارة، وبالاهتمام الذي توليه لأوضاع النزلاء داخل السجون ومراعاة الأبعاد الاجتماعية والإنسانية والصحية، وإتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها إعادة تأهيلهم للخروج إلى المجتمع مواطنين صالحين.
وأكدت وزارة الداخلية أن سياسة السجون المصرية ترتكز على الإلتزام بكافة الضوابط الدستورية والقانونية في التعامل مع النزلاء وتفعيل مبادىء السياسة العقابية الحديثة، وإعلاء قيم حقوق الإنسان من خلال خضوع المحكوم عليه لبرامج شاملة يتم خلالها تقديم كافة أوجه الرعاية (المعيشية، الصحية، الإجتماعية، التعليمية، الدينية، الرياضية، الثقافية، الترفيهية) خلال فترة إيداعه، وهو الأمر الذي كان محل تقدير أعضاء المجالس القومية الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني خلال زياراتهم المتكررة للعديد من السجون.