قال تقرير نشر على موقع البنك الدولي إنه على مدار الإثني عشر شهرًا الماضية سببت جائحة كورونا أضرارًا كبيرة بالفئات الفقيرة والأشد احتياجًا، مما أدى إلى سقوط الملايين فى براثن الفقر المدقع بشكل حاد، ليقضي على الجهود العالمية فى القضاء عليه والحد من الأفراد الذين يعيشون بأقل من 1.9 دولار يوميًا، ليكون فيروس كوفيد -19 في أول انتكاسه لجهود محافحة الفقر في العالم.
وأطلق البنك الدولي منذ بدء تفشي فيروس كورونا في العالم تحذيرات بسقوط ما يقرب من 88 مليون شخص تحت خط الفقر بنهاية 2020.
وتابع التقرير: إن سقوط 88 مليون شخص فى مجرد قراءة أولية، إلا أن السيناريو المتشائم قد يشير إلى ارتفاع الرقم إلى 115 مليونًا.
ويتوقع البنك الدولي أن أكبر شريحة من الفقراء الجدد فى آسيا، تليها مباشرة منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وأشار إلى أن كثيرًا من الفقراء الجدد سيعملون على الأرجح فى قطاعات الخدمات غير الرسمية، والإنشاءات، والصناعات التحويلة.
وأضاف إن هذه القطاعات هي التى تأثرت بشدة جراء سياسات التباعد الاجتماعي، والإغلاقات العامة، لمحاصرة كورونا.
وتوقع البنك الدولي إرتفاع أعداد الفقراء إلى 735.7 مليون شخص بنهاية 2021، فى أسوء الأحوال، أما السيناريو المتفائل فيتكهن بوصول عدد الفقراء إلى 697.2 مليون فرد.
توقعات أعداد الفقراء ما قبل كورونا
أشار البنك الدولي فى تقرير له إلى أن أعداد الفقراء ستتراجع فى العالم قبل ظهور كورونا بنسبة تصل إلى 17.4%، خلال الفترة من 2015 وحتى نهاية 2020.
وذكر التقرير إن أعداد الفقراء فى العالم سجل بنهاية 2015 ما يقرب من 741.4 مليون شخص، وأن التوقعات تشير إلى وصول العدد إلى 614.7 مليون فرد بنهاية 2020.
وتكهن البنك الدولي استمرار تراجع تعداد الفقراء فى العالم الذين يعيشون على أقل من 1.9 دولار يوميًا خلال 2021، ليصل إلى 586.4 مليون شخص.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثر تضررًا من جائحة كورونا
توقع البنك الدولى أن يكون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن أكثر مناطق العالم تضررًا من جائحة كورونا، خاصة مع زيادة أعداد الفقراء.
وبرغم الجهود العالمية للحد من الفقراء فى المنطقة، إلا أن أعداد الفقراء فى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت زيادة كبيرة خلال الفترة من 2015 وحتى نهاية 2019.
وارتفعت نسبة الفقر في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة تصل إلى 103%، لتسجل 28.1 مليون شخص بنهاية 2019، مقابل 13.8 مليون فرد فى عام 2015.
وتعود الزيادة فى أعداد الفقراء إلى التوترات السياسية فى دول المنطقة، علاوة عن الحروب التى تشهدها بعض الدول مثل سوريا وليبيا واليمن.
وتوقع البنك الدولي قبل ظهور الوباء انخفاض أعداد الفقراء فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 26.3 مليون شخص بحلول 2021.
وتسبب «كورونا» فى تبنى البنك الدولي توقعات سلبية عن أعداد الفقراء فى المنطقة، بزيادتها إلى 31.8 مليون شخص بنهاية 2021.