من همس المناجاة وحديث الخاطر (281)

من همس المناجاة وحديث الخاطر (281)
رجائى عطية

رجائى عطية

10:12 ص, الأثنين, 12 أغسطس 13

رجائى عطية :

● اللغة لا يمكن أن تنفصل فى أية لحظة عـن حياة كل منا فى أى سن.. وفى اليقظة والنوم، والصحة والمرض، وفى الماضى والمستقبل.. وهى ملازمة لكل ما نعيه أو نحسه حتى الجنس.. وفقد اللغة فقداً تاماً ومجرداً من أية قدرة على الإشارة بأى معنى من معانيها، هو توقف فى الحياة الإيجابية نفسها.. توقفا لا يمنعه تردد الأنفاس أو نبضات القلب! وقد فطن الآدميون من أول الدهر إلى أهمية العام فى لغاتهم على الخاص، وأن هذا العام فى اللغة هو الذى يبقى ويدوم بعد فناء الخاص والفـردى والشخصى، وهو الذى مكنهم ويمكنهم من اتساع الفهم والتذكر والمعرفة والعلم والذكاء والتصور، وهو الذى أفسح ويفسح لهم مجالات الافتراض والنظر والتخيل، وفتح ويفتح أمامهم أبواب الفنون والآداب.. ولكنه أيضاً هو الذى ساقهم كثيراً عامة وخاصة إلى الركون للخيالات والظنون والأساطير والاستمساك بالعادات والأعراف والتقاليد.. وهذا نوع من القوى المضادة يبدو أنه يؤدى مهمة فى عمل مقاومة الاندفاع والتطرف والمبالغة لـدى البشر!

● يخطئ من يتصورون أو يصورون أن للخالق سبحانه وتعالى مكانا أو زمانا.. لأنه جلّ شأنه قبل وبعد كل زمان ومكان.. وهو عزّ وجلّ فينا وفى كل ما هو حىّ فعال.. واتجاهنا إلى داخلنا وعنايتنا به وحرصنا على نقاء هذا الداخل نظيفا سليما هو اتجاه وعناية وحرص على بقاء ونقاء إحساسنا بوجود الخالق عزّ وجلّ.. ينبغى علينا أن نلتفت إليه حتى عندما نستغرق وعيًا وذاكرةً وإرادةً وتنفيذاً فى شىء وننا أو شىءون غيرنا، وما نظن أنه يجرى فينا أو حولنا من ملايين الأحداث التى تفقد فى الأغلب الأعم معظم قوتها بحدوثها، وتبهت ذكراها بمرور زمن يقصر أو يطول ومعها أثرها.. لأنها كلها بنات زمان ومكان.

● قال أحد العارفين: إجازة الحيل تناقض سد الذرائع!

● النفس الأمارة بالسوء والنفس المطمئنة، متقابلتان متعاديتان.. ما خف على إحداهما ضاقت به الأخرى، وما إلتذت به إحداهما تألمت به الأخرى!

● ليس كل صمت محمود، فالساكت عن الحق شيطان أخرس!

● ● ●

● يبدو أن تقدم عقل الإنسان فى الفهم يصحبه زيادة فى الأهواء، وأن ترقيه فى المعرفة يستولد حماقات جديدة، وأن ولوعه بالانكباب على دراسة ما فيه ومعه وحوله وداخله وخارجه بغاية ما يستطيع من الدقة والإتقان يواكبه ظهور المزيد من الخفة والسطحية وقلة المبالاة، وأن هذه النقائص من توابع التقدم والترقى والاجتهاد.. وينتظر أن تؤدى على نحو ما دورها فى مقاومة ما فى فطرتنا من الميل إلى المبالغة والشطط.. وربما كان ذلك له مدخل من مداخل نواميس الكون فينا!

● بقى وسيبقى لدى البشر ترحيب بالخير والمحبة والعدل.. هذا الترحيب هو أقرب إلى الأمنية منه إلى الرجاء المصحوب بالسعى الجاد لحصوله.. لأنه ترحيب عام مبهم المعالم غامض الصورة لا يستطيع الآدميون حتى الآن أن يضحوا من أجله شيئا مما معهم أو شيئا يشتهون أن يكون معهم.. وربما تأتى ظروف تكون حياة غالبية البشر أكثر انفراجا واتساعا، تسمح لكتلة الناس بالانعتاق من الحدود التى تكبلهم أو التى يخشون أن تكبلهم.. عندئذ سيكون الآدميون قد خرجوا من أسر النتائج المترتبة عندهم على اختلاف طبقاتهم وأفرادهم!!

● فى مسند الإمام أحمد، من حديث أنس بن مالك قال: «قال رسول الله ﷺ: مررت ليلة أسرى بى على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء؟ قالوا: خطباء من أمتك من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم».

● لا تنقطع فى النفس الحرب بين النفس الأمارة والنفس المطمئنة، ولا تضع هذه الحرب أوزارها إلاّ إذا إستوفت النفس أجلها من الدنيا!

● طوبى لمن نفضوا أيديهم من دنيا الملوك وأموالهم، وتوخوا الله فى عملهم، وقنعوا بما تكسبه أيديهم.

● سئل أبو يزيد البسطامى سلطان العارفين عن التوحيد، فقال: هو اليقين. قيل له: فما اليقين؟ قال: معرفة أن حركات الخلق وسكونهم فعل الله عز وجل لا شريك له فى فعاله، فإذا عرفت ربك واستقر فيك فقد اهتديت إلى اليقين والتوحيد.

رجائى عطية

رجائى عطية

10:12 ص, الأثنين, 12 أغسطس 13