تعتزم شركة «فورد موتور» الأمريكية طرح سيارة «تريمور سورس» النسخة الجديدة من “بيك آب الفئة F-150 “ خلال الصيف المقبل بسعر يقل عن النسخة السابقة “رابتور” التى يبدأ سعرها بحوالى 53.5 ألف دولار التى حققت لها مبيعات سنوية بقيمة 42 مليار دولار أو مايعادل أكثر من مبيعات سلسلة مطاعم ماكدونالدز أو شركة “نايك” للمنتجات الرياضية أو “كوكاكولا” للمشروبات الغازية أو “ستارباكس” لمشروبات القهوة والكاكاو وغيرها.
وتتميز السيارة الفاخرة «تريمور سورس البيك آب» الخفيفة بنظام رباعى الدفع وقدرتها على حمل أو جر حمولة يتجاوز وزنها خمسة أطنان، وعلى السير لمسافات طويلة والتى يتدفق على شرائها الأثرياء فى الضواحى وأصحاب المصانع والمزارع فى المناطق النائية والواسعة.
وقال هاو ثاى تانج رئيس قسم تطوير المنتجات العالمية بشركة فورد إن خفض سعر النسخة الجديد سيجعلها أكثر جاذبية لعشاق سيارات «البيك آب» الخفيفة لاسيما أن مبيعات «رابتور» تبلغ أكثر من 750 ألف وحدة من فئة “ F-150 “ كل سنة .
وذكرت وكالة رويترز أن شركة «فورد موتور» أجلت طرح سيارة «برونكو SUV» الرياضية متعددة الأغراض إلى الصيف المقبل بدلا من طرحها خلال الربيع من 2021 بسبب تفاقم العدوى من وباء فيروس كورونا الذى جعل الولايات المتحدة تتصدر دول العالم فى عدد الإصابات والعدوى الذى بلغ حوالى 19 مليون حالة و أكثر من 330 ألف ضحية حتى الآن.
وأدى وباء كورونا إلى إغلاق العديد من مصانع السيارات لمدة تجاوزت شهرين فى بداية هذا العام، ولكن بعد إعادة فتح المصانع نجحت الشركات فى منع انتشار العدوى بين العمال ولكن شركة “فورد” أجلت أيضا تلقى طلبات العملاء لشراء سيارة “تريمور سورس” من بداية الشهر الجارى إلى منتصف يناير المقبل.
ومع ذلك أوقفت شركة فورد التى تتخذ من مدينة ديربورن بولاية ميتشيجان مقرا لها إنتاج برونكو هذا العام وتتوقع بدء الإنتاج فى مصنعها بمدينة “واين” الربيع المقبل ولكنها بدأت شحن برونكو سبورت صغيرة الحجم التى تنتجها فى أحد المصانع فى المكسيك.
ولم تقتصر تداعيات وباء “كوفيد- 19” على تأجيل طرح الموديلات الجديدة ولكنه أدى أيضا إلى هبوط إجمالى مبيعات السيارات فى السوق الأمريكية إلى حوالى 715 ألف سيارة فى أبر يل الماضى لتسجل أدنى مستوى منذ ديسمبر 1970 بسبب الإغلاقات الناجمة عن انتشار وباء كورنا.
ولكن المبيعات عاودت انتعاشها نسبيا خلال الشهور الماضية لتصل إلى أكثر من مليون و300 ألف وحدة فى الشهر الماضى و مليون 351 ألف سيارة فى أكتوبر، ولكن ذلك يقل كثيرا عن مبيعات الفترة نفسها من العام الماضى والتى تجاوزت مليون و420 ألف وحدة وفقا لوكالة “وردز إنتيليجينس” لأبحاث أسواق السيارات فى السوق الأمريكية.
وتباطأ نشاط التصنيع فى الولايات المتحدة خلال شهر نوفمبر الماضى مع تراجع حجم الطلبات الجديدة عن المستوى الذى سجله فى أكتوبر والذى صعد لأعلى مستوى منذ حوالى 17 سنة بسبب أن العديد من العمال بقوا فى منازلهم للحد من العدوى وأغلقت المصانع أبوابها مؤقتا كما جاء فى تقرير لمعهد إدارة التوريدات.
وكانت شركة “فورد موتور” أعلنت فى أبريل الماضى أن وباء فيروس كورونا سيضر إيراداتها بشدة، وأن خسائر الشركة قبل حساب الضرائب خلال الربع الأول من العام الجارى تخطت الـ600 مليون دولار ولم تتمكن خطة التحفيز الأمريكية البالغة قيمتها نحو 4.5 تريليون دولار من إنقاذ شركة فورد من نزيف هذه الخسائر والتى تفاقمت مع نهاية هذا العام.
وأعلنت شركة «فورد» عن خسارة قدرها مليارى دولار خلال الشهور الأولى من العام الحالى بسبب تداعيات جائحة كورونا وتتوقع أن تزيد خسائرها إلى أكثر من ذلك فى 2020 مع تضررها من إغلاق مصانعها فى أمريكا الشمالية وتوقف كل إنتاج السيارات تقريبا فى الولايات المتحدة فى مارس وسط نمو سريع لعدد الإصابات بمرض كوفيد- 19.
وخفضت شركة «فورد» الأرباح قبل خصم الضرائب عن العام الجارى من 10.8 مليار دولار، والتى أعلنتها فى يوليو الماضى إلى 10.2 مليار دولار حاليا بسبب تزايد استدعاء عدد السيارات بسبب عيوب فى أقفال الأبواب بحوالى 1.5 مليون وحدة ليصل الإجمالى إلى حوالى 2.4 مليون وحدة هذا العام.
وتؤكد الشركة أن أرباح النصف الثانى من العام الجارى ستقل كثيرا عن أرباح النصف الأول، بسبب الانخفاض المتوقع للربع الحالى والذى لن يزيد عن %10 من إجمالى أرباح العام كله مع استمرار استدعاء حوالى 4 ملايين سيارة من إنتاج عام 2014 وحتى الآن منها استدعاء أكثر من 830 ألف وحدة فى أغسطس الماضى فقط و منها موديلات «فورد سى ماكس» و«إيسكيب» و«فوكاس» و«موستانج» و«لنكولن» و«ترانزيت كونيكت».