البورصة تخسر 26 مليار جنيه وسط ضبابية المشهد

بيع وقائى بضغط من مخاوف «كورونا الجديدة»

البورصة تخسر 26 مليار جنيه وسط ضبابية المشهد
منى عبدالباري

منى عبدالباري

8:54 ص, الثلاثاء, 22 ديسمبر 20

سيطر الخوف والقلق على المتعاملين فى البورصة المصرية أمس الإثنين، فى ردة فعل سريعة على إعلان ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، ليفقد رأس المال السوقى للأسهم المقيدة بها 26 مليار جنيه مع اندفاع المستثمرين الأفراد نحو البيع فى اتجاه وصفه الخبراء بـ«الاضطرارى والوقائي».

وأنهى المؤشر الرئيسى للبورصة «EGX30» التعاملات هابطا بنحو %2.8 مسجلا 10581 نقطة، فى حين انعكست المبيعات الاضطرارية والوقائية للأفراد على نظيره للأسهم الصغيرة والمتوسطة «EGX70» ليغلق على تراجع نسبته %7.1 إلى 1958 نقطة، وكذلك «EGX100» الأوسع نطاقا الذى خسر %6.6 ليصل إلى 2853 نقطة، علما بأن الأخير كان قد تراجع بنحو %5 فى مطلع التعاملات، ما ترتب عليه إيقاف الجلسة لمدة 10 دقائق.

وأغلق رأس المال السوقى خلال تعاملات الإثنين عند 627 مليار جنيه، مقارنة مع 653 مليارا فى جلسة الأحد.

وأعلنت بريطانيا مساء الأحد ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، ظهر على أثرها ردود فعل سريعة من دول عربية وأوروبية، حيث أعلن عدد من الدول الأوروبية تعليق حركة الطيران من وإلى المملكة المتحدة، منها ألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وبلجيكا، بجانب دولة عربية هى السعودية.

وهيمن التراجع على قطاعات السوق بشكل جماعي، بنسب تراوحت بين %8 إلى %3 باستثناء الخدمات التعليمية الذى أحرز ارتفاعا هامشيا بلغ %0.05.

توفيق: يصعب التنبؤ بالتحركات المستقبلية

قال هانى توفيق، خبير أسواق المال، إن هناك حالة من عدم اليقين بسبب الفيروس وتأثيره بشكل عام، يصعب معها التنبؤ بأى تحركات مستقبلية للسوق.

وحول احتمالات التدخل الحكومى لدعم البورصة كما حدث فى الموجة الأولى، أكد توفيق أنه أمر غير مجدٍ، وأنه بالأولى أن يكون هناك اتجاه نحو جذب الاستثمار الأجنبى المباشر، للاستفادة من التعداد السكانى الكبير فى مصر.

من جانبه، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية، إن ظهور الفيروس الجديد، واتخاذ إجراءات احترازية سريعة من بعض الدول كان أمرا مفاجئا، خلق توقعات باحتمالية اتخاذ قرارات إغلاق اقتصادى عالميا خلال الفترة المقبلة، ما أثار مخاوف المستثمرين، خاصة الأفراد.

وتابع: تمت ترجمة ذلك فى اتجاه المستثمرين الأفراد للبيع الاضطرارى لغلق مراكز الشراء بالهامش، والوقائى لتجنب مزيد من الخسائر حال استمرار تراجعات السوق، ما انعكس على إغلاقات المؤشرين السبعينى والمئوي.

النمر: التعاملات قد تشهد المزيد من الضغوط

ويرى النمر أن هناك حالة من عدم اليقين، دفعت السوق للإغلاق أمس أسفل مستويات الدعم 10850 نقطة، ما يجعلها عرضه لمزيد من الضغوط البيعية والتى قد تهبط بها إلى 10400.

وحذر النمر من أن الهبوط أسفل هذا المستوى قد يقود السوق نحو 9700 نقطة، مؤكدا أن ذلك يرتبط بتحركات الدول فى اتجاه المزيد من الإجراءات الاحترازية الأكثر تشددا فى مواجهة كورونا.

وقال ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية، إن أنباء الفيروس الجديد خلقت مخاوف بسبب التوقعات باتخاذ إجراءات جديدة للإغلاق.

المصرى: متوقع بدء التعافى نهاية الأسبوع

ورجح المصرى بدء تعافى السوق نهاية الأسبوع الحالي، مع وصولها لمستويات الدعم بجلسة الإثنين، مرجعا ذلك إلى قدرة البورصة على التأقلم مع الموجة الثانية، بحسب توقعاته.

أبو حسين: السوق تستطيع امتصاص الموجة الثانية بشكل أسرع

ومن جانبه، قال أحمد أبو حسين، العضو المنتدب لشركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية، إن هناك حالة من عدم الوضوح بالسوق المحلية، تحول دون سهولة التنبؤ بالتحركات المقبلة، إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أن البورصة تستطيع امتصاص الموجة الثانية للفيروس سريعا فى ظل مرورها بالتجربة سابقا، وإيجاد آليات للتعامل معها.

ولفت أبو حسين إلى أن الإعلان عن السلالة الجديدة للفيروس انعكس بوضوح على تعاملات المستثمرين الأفراد، والذين اتجهوا نحو البيع بقوة لإغلاق مراكز الشراء بالهامش.

وسجل المصريون فى جلسة أمس صافى بيع بقيمة 46.9 مليون جنيه، فى حين اتجه العرب والاجانب للشراء بصافى 24.2 مليون و22.7 مليون على التوالى، وبلغت قيم التداول على الأسهم نحو 1.6 مليار جنيه.