يعانى مزارعو البطاطس الخريفية من انهيار الأسعار فى السوق ووصل أقل سعر بسوق العبور إلى 75 قرشا، وفى التجزئة من جنيه ونصف إلى جنيهين للكيلو الواحد، ويخسر المزارع حاليا نحو 10 الآف جنيه من رأسماله نتيجة التراجع الكبير فى الأسعار عن الفدان.
وفسر عدد من المستثمرين والمزارعين أسباب انهيار الأسعار لثانى أهم محصول بعد القمح، بأنه يرجع لزيادة المخزون من المواسم السابقة فى الثلاجات، وبدء موسم الجنى فى المنيا التى أغرقت الأسواق، وتراجع السياحة وانخفاض الطلب على الشيبسى وارتفاع المساحة المنزرعة العام الحالى وعودة كورونا وارتفاع الطماطم.
وأكد محمد فرج، عضو جمعية منتجى البطاطس، أن سعر الطن لدى المزارعين يتراوح من 500 جنيه إلى 1000 جنيه، ويتكلف الكيلو فى العروة الحالية 2 جنيه بما يعنى أن المزارع يفقد %50 من رأسماله عند البيع، وهناك من يصعب عليه التسويق ويخسر أكثر من ذلك.
وأوضح فرج أن أهم سبب لتدهور أسعار البطاطس هو وجود مخزون كبير لدى التجار فى الثلاجات من مواسم سابقة، وتجدد تهديد فيروس كورونا مرة أخرى وتأثر الصادرات، وهى القاطرة التى تقود منحنى الأسعار فى مصر وتتحرك محليا بناء على سير عمليات التصدير.
وأوضح فرج أن مصر تزرع نحو 400 ألف فدان بطاطس على 3 مراحل، أولها الصيفى وتزرع فى ديسمبر ويناير وتحصد فى مايو، والبطاطس النيلى وتزرع فى يونيو وتجمع فى أكتوبر، والشتوى وهى تزرع فى أغسطس وسبتمبر وتجمع حاليا فى عدد من المحافظات أشهرها المنيا وبنى سويف والفيوم.
وقال حسين عبدالرحمن، نقيب الفلاحين، إن خسائر كبيرة تنتظر مزارعى البطاطس بسبب انهيار أسعارها بسبب وفرة المعروض وضعف الطلب عليها، حيث انخفض سعر طن البطاطس على رأس الغيط عن 1000 جنيه فى بعض الأنواع، وتراوح سعر كيلو البطاطس فى أسواق الجمله ما بين 1.5 إلى 2.5.
ولفت إلى أن فدان البطاطس يكلف المزارع ما بين 20 إلى 25 ألف جنيه إذا زرع بتقاوى بطاطس كسر محلى، وتزيد التكلفة إذا تمت الزراعة بتقاوى بطاطس مستوردة، فيما تتراوح الإنتاجية ما بين10 إلى 15 طنا للفدان، حسب النوع وسلامة الزراعة.
وأضاف نقيب الفلاحين أن أهم أسباب تدنى أسعار البطاطس، وجود وفرة المعروض فى الثلاجات، وضعف الطلب على البطاطس بسبب انخفاض القوة الشرائية وارتفاع أسعار الطماطم وركود القطاع السياحى بسبب جائحة كورونا مع غلق الفنادق والمطاعم وتراجع إنتاج مصانع الشيبسي.
وأوضح أن من الأسباب أيضا زيادة المساحات المنزرعة من البطاطس لعدم التقيد بدورة زراعية، والارتباك الذى أحدثته كورونا لعمليات التصدير والاستهلاك المحلي.
وأوضح نقيب الفلاحين أن البطاطس من المحاصيل الاساسية التى لا غنى عنها لموائد المصريين ولتشغيل مصانع الشيبسى وثانى أكبر محصول يتم تصديره وأحد أهم المحاصيل لجلب العملة الصعبة بعد الموالح لذا باتت تزرع طوال أيام العام فى ظل تداخل العروات ووجود التقاوى الصالحة للزراعة فى مختلف الأجواء المناخية وأنواع التربة.
وطالب الحكومة بالتدخل الفورى بكل الطرق المتاحة لإنقاذ مزارعى البطاطس من الخسائر المتوقعة وحتى لا تتقلص المساحات الزراعية من البطاطس مستقبلا.
وقال أحمد الشربينى، رئيس جمعية منتجى البطاطس، إن زيادة الإنتاج حاليا دفعت الأسعار نحو التدهور فضلا عن تضاؤل الصادرات حاليا، لوجود كميات كبيرة من المخزون فى الثلاجات فى أوروبا ومصر نتيجة توقف معظم الأنشطة المعتمدة على السياحة والمطاعم والدراسة وغيرها.
وأضاف الشربينى أن معظم مناطق زراعة البطاطس تشهد زيادة فى الإنتاج لتحسن الأحوال الجوية خلال مراحل الزراعة مما أثر على جودة المحصول فى النهاية.