سجل سعر الدولار تراجعا في تعاملات اليوم الأربعاء، إذ قوضت مؤشرات على إحراز تقدم في مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” الطلب على الأصول الآمنة، بينما يواجه سعر الجنيه الإسترليني حالة ترقب قلقة قبيل اجتماع زعماء يسعون لإنقاذ اتفاق تجاري لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفقا لوكالة رويترز.
وانخفض سعر العملة الأمريكية مقابل معظم العملات المناظرة الرئيسية، إذ بدأت بريطانيا حملة تحصين واسعة النطاق من فيروس كورونا وتقترب الولايات المتحدة من تقديم المزيد من التحفيز المالي. ونزل الدولار الأمريكي نحو 0.4 بالمئة مقابل الدولار الأسترالي شديد التأثر بالمخاطرة وانخفض لأدنى مستوى في عامين ونصف العام مقابل سعر اليوان.
واستقر سعر الجنيه الإسترليني فوق مستويات متدنية سجلها في الآونة الأخيرة قبل عشاء مقرر اليوم بين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ليين في بروكسل والذي يُعتبر محاولة أخيرة لإبرام اتفاق تجاري لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومقابل سلة من العملات، تراجع سعر الدولار 0.1 % إلى 90.816، ليفصله ما يقل عن نصف بالمئة فوق أدنى مستوى في عامين ونصف العام الذي بلغه الجمعة الماضية.
وهبط سعر الدولار نحو 0.2 بالمئة مقابل سعر اليورو إلى 1.2126 دولار ويتجه صوب تسجيل خسارة سنوية بأكثر من 7.5% مقابل العملة الأوروبية الموحدة، وهي الأكبر منذ 2017.
وتراجع سعر الدولار إلى 6.4975 ين في التعاملات الخارجية و6.5229 في التعاملات الداخلية، مما يضع سعر اليوان عند ارتفاع بأكثر من عشرة بالمئة من مستويات متدنية سجلها في مايو، بدعم من انخفاض الدولار ودخول تدفقات منتظمة على الأسهم والسندات الصينية.
واستقر سعر الجنيه الإسترليني، الذي مُني بخسائر كبيرة في ظل تأزم المفاوضات التجارية، مقابل الدولار المتراجع لكنه يظل في حالة من القلق مع الاقتراب من اجتماع الزعيمين.
ولم يطرأ تغير يُذكر على سعر الين الياباني عند 104.14 للدولار، لكن جيه.بي مورجان يتوقع أنها مسألة وقت قبل أن يكسر المستوى النفسي الرئيسي عند 100 في ظل إبقاء مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) على أوضاع نقدية بالغة التيسير.
بريطانيا تبدأ استخدام لقاح كورونا
وبعد أن أصبحت بريطانيا أمس الثلاثاء أول دولة غربية تبدأ تحصين مواطنيها بلقاح فايزر/بيونتك المضاد لـ “كوفيد-19″، أعلنت فايزر وجونسون آند جونسون عن إحراز المزيد من التقدم في التجارب والموافقات التنظيمية على الترتيب.
وتلاشت أمس الأول الإثنين، الآمال في التوصل لاتفاق بين البريطانيين والأوروبيين لمرحلة ما بعد بريكسيت، فيما حذر دبلوماسيون أنه يجب التوصل لأي اتفاق قبل قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.
ولا تزال النقاط العالقة بين الطرفين نفسها وهي: الصيد وشروط المنافسة العادلة والآلية المستقبلية لحل الخلافات.
تعثر مفاوضات بريكسيت
وفي ظل تعثر المفاوضات، يتوجه رئيس الوزراء البريطاني إلى بروكسل “خلال الأيام المقبلة” بعد اقتناع الطرفين بـ”عدم توافر الظروف للتوصل إلى اتفاق نهائي”.
وأكد بيان مشترك لمكتب رئيس الوزراء البريطاني والمفوضية الأوروبية أن بوريس جونسون وأورسولا فون دير لاين أكدا، خلال اتصال هاتفي، “عدم توافر الظروف للتوصل إلى اتفاق نهائي” بشأن مرحلة ما بعد بريكسيت.
وطلب المسؤولان من المفاوضين الإعداد “لاجتماع مباشر في بروكسل خلال الأيام المقبلة”، وأكد متحدث باسم داونينغ ستريت أن جونسون عازم على زيارة بروكسل.
والتقى المفاوض الأوروبي بارنييه ونظيره البريطاني فروست مجددا الإثنين الماضي في بروكسل، بموجب الأنفاس الأخيرة من المفاوضات حول بريكسيت، قبل الرجوع لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تواليا.
وتتوجه الأنظار إلى قمة الاتحاد الأوروبي الخميس حيث ستطرح مسودة اتفاق على زعماء الكتلة الـ27 أو سيتم الإقرار بالفشل.
ولا تزال النقاط العالقة نفسها: الصيد وشروط المنافسة العادلة والآلية المستقبلية لحل الخلافات.
ومنذ خروجها الرسمي من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، لا تزال بريطانيا تطبق القواعد الأوروبية. إلا أن خروجها من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي سيُصبح فعلياً في نهاية الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر الحالي.