تراجع سعر الجنيه الاسترليني في تعاملات اليوم الثلاثاء، مقابل سلة من العملات العالمية، ليواصل خسائره لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مبتعدا عن أعلى مستوى فى عامين ونصف، مع استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح، إضافة إلى عزوف المستثمرين عن المخاطرة فى شراء العملة الملكية، انتظارا لنتائج جولة أخيرة من المفاوضات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، قبل انتهاء الفترة الانتقالية لبريكست فى 31 ديسمبر الجاري، وفقا لوكالة رويترز.
وانخفض سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.4% إلى 1.3323$، وسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 1.3376$، وسجل أعلى مستوى عند 1.3376$.
وأنهي الجنيه تعاملات الأمس منخفضا بنسبة 0.4% مقابل الدولار، فى ثاني خسارة يومية على التوالي، مع استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح من أعلى مستوى فى عامين ونصف عند 1.3538$.
وبخلاف عمليات البيع لجني الأرباح، تراجع الجنيه يوم الإثنين بعد أنباء عن عدم إحراز تقدم فى جولة المفاوضات الأخيرة بين لندن وبروكسيل قبل قمة الاتحاد الأوروبي يوم الخميس.
وتأمل الأسواق أن ينقذ الاجتماع المقرر بين رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” ورئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” اتفاق التجارة الشامل قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نهائيا مطلع العام المقبل.
وجود القليل من الإشارات الإيجابية على إحراز تقدما فى جولة المفاوضات الأخيرة التي انطلقت بالأمس الاثنين يزيد من الضغط على اجتماع الاتحاد الأوروبي على مستوى القادة يوم الخميس على أمل التوصل إلى حل وسط قبل انتهاء صلاحية الامتيازات التجارية البريطانية الحالية فى نهاية الشهر.
مخاوف إزاء مفاوضات بريكسيت
فبعدما فشل الزعماء من الجانب الأوروبي والمملكة المتحدة في تقليص الاختلافات القائمة بين الطرفين بمفاوضات الأمس من المقرر أن يجتمع الجانبين للتوصل إلى اتفاق للتحكم في حوالي 1 تريليون دولار للتجارة السنوية قبل خروج بريطانيا من الاتحاد المنتظر نهاية الشهر الجاري.
ولا يزال القلق قائما بشأن احتمالية انفصال بريطانيا في 30 ديسمبر دون التوصل إلى اتفاق، خاصة بعد التصريحات السلبية التي صدرت مؤخرًا من قبل العديد من المسؤولين والتي تشير إلى استمرار الخلاف في 3 قضايا رئيسية وهي حقوق الصيد وضمانات المنافسة والعدالة وحل النزاعات وآلية التحكيم.
وتلاشت أمس الإثنين، الآمال في التوصل لاتفاق بين البريطانيين والأوروبيين لمرحلة ما بعد بريكسيت، فيما حذر دبلوماسيون أنه يجب التوصل لأي اتفاق قبل قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.
ولا تزال النقاط العالقة بين الطرفين نفسها وهي: الصيد وشروط المنافسة العادلة والآلية المستقبلية لحل الخلافات.
وفي ظل تعثر المفاوضات، يتوجه رئيس الوزراء البريطاني إلى بروكسل “خلال الأيام المقبلة” بعد اقتناع الطرفين بـ”عدم توافر الظروف للتوصل إلى اتفاق نهائي”.
وأكد بيان مشترك لمكتب رئيس الوزراء البريطاني والمفوضية الأوروبية أن بوريس جونسون وأورسولا فون دير لاين أكدا، خلال اتصال هاتفي، “عدم توافر الظروف للتوصل إلى اتفاق نهائي” بشأن مرحلة ما بعد بريكسيت.
وطلب المسؤولان من المفاوضين الإعداد “لاجتماع مباشر في بروكسل خلال الأيام المقبلة”، وأكد متحدث باسم داونينغ ستريت أن جونسون عازم على زيارة بروكسل.
والتقى المفاوض الأوروبي بارنييه ونظيره البريطاني فروست مجددا الإثنين في بروكسل، بموجب الأنفاس الأخيرة من المفاوضات حول بريكسيت، قبل الرجوع لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تواليا.
وتتوجه الأنظار إلى قمة الاتحاد الأوروبي الخميس حيث ستطرح مسودة اتفاق على زعماء الكتلة الـ27 أو سيتم الإقرار بالفشل.
ولا تزال النقاط العالقة نفسها: الصيد وشروط المنافسة العادلة والآلية المستقبلية لحل الخلافات.
ومنذ خروجها الرسمي من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، لا تزال بريطانيا تطبق القواعد الأوروبية. إلا أن خروجها من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي سيُصبح فعلياً في نهاية الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر الحالي.