أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، اليوم الإثنين، أن بلاده لن تربط أي صفقات أسلحة مستقبلية لمصر بسجل حقوق الإنسان لأنها لا تريد إضعاف شركاء مثل القاهرة في مكافحة الإرهاب.
وجاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أن أجرى الزعيمان محادثات في قصر الإليزيه، وفقا لرويترز.
وأوضح الرئيس الفرنسي “لن أشترط في مسائل التعاون الدفاعي والاقتصادي هذه الخلافات (حول حقوق الإنسان)”.
وتابع: ” إن سياسة المطالبة بالحوار أكثر فاعلية من المقاطعة التي من شأنها أن تقلل من فعالية أحد شركائنا في مكافحة الإرهاب”.
السيسي: ليس لدينا ما نخاف منه
وتأتي تصريحات ماكرون بعد توضيحات مباشرة بخصوص ملف حقوق الإنسان في مصر من الرئيس السيسي.
وقال السيسي خلال المؤتمر موجها خطابه للصحفيين: “نقدم على أننا قادة شرسين أو عنيفين أو مستبدين ولا نحترم الناس ولا نحب مجتمعاتنا”.
وتابع: “لا يليق بكم أن تقدموا الدولة المصرية وكل ما تفعله من أجل شعبها ومن أجل استقرار المنطقة كنظام مستبد.. هذا أمر ولى”.
وأوضح: “هناك تصور بأن مصر التي تحتضن أكثر من 65 مليون شاب هناك من يستطيع أن يكبلهم أو يفرض عليهم نظام لا يقبلونه.. هذا أمر انتهى ولم يعد له وجود”.
وتابع: “ليس لدينا ما نخاف منه أو نحرج منه ، فنحن أمة تسعى جاهدة لبناء مستقبل لشعبها في ظروف قاسية للغاية في منطقة تشهد اضطرابات كبيرة”.
وشدد السيسي على أن مصر لديها أكثر من 55 ألف منظمة مجتمع مدني وأن جميعها تعمل بلا قيود في البلاد.
وأضاف: “أنا مطالب بحماية دولة من تنظيم متطرف تواجد في مصر لأكثر من 90 عاما تمكن خلالها من بناء قواعد له في مصر وخارجها”.
وكان السيسي قد أشار أيضا ، إلى “اختلاف مفاهيم حقوق الإنسان بين الدول المتقدمة والدول النامية التي لازالت في مرحلة البناء”.
وآنذاك قال الرئيس المصري: “إحنا بنتكلم دائما في مصر عن حقوق الإنسان.. لسنا كأوروبا ولسنا كأمريكا، نحن دولة لها خصوصيتها التي يجب أن نحترمها، التنوع الإنساني في العالم كله أمر طبيعي وسيستمر، ومحاولة تغييره إلى مسار واحد فقط أعتقد غير جيد”.
ولفت إلى أن مصر قامت بجهود كبير لحماية حقوق الإنسان لدى مواطنيها الأكثر فقرا واحتياجا.
وتابع: “من الإنصاف لما نتكلم عن مصر ناخد في الاعتبار حجم الشعب.. 100 مليون.. ومش لازم ننسى اننا بنتكلم عن منطقة مضطربة وكان فيه مشروع لإقامة دولة دينية في مصر”.
استقبال حافل
وتلقى الرئيس السيسي لدى وصوله باريس صباح اليوم بدأ باستعراض لسلاح الفرسان.
وتنظر فرنسا إلى مصر وقائدها على أنهما حصن ضد المتشددين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء وليبيا.
المورد الرئيسي للأسلحة إلى مصر
وبين عامي 2013 و2017، كانت فرنسا المورد الرئيسي للأسلحة لمصر.
وتضمنت المبيعات صفقات ضخمة لطائرات رافال المقاتلة والسفن الحربية “الميسترال”.