انتعشت مبيعات السيارات المستعملة فى أنحاء القارة الأوروبية، فى محاولة من المشترين للهروب من استخدام وسائل النقل العام، خوفًا من الإصابة بوباء كورونا، وعدم القدرة على الوفاء بالأموال اللازمة لشراء سيارات جديدة بسبب عدم الاستقرار الاقتصادى الناجم عن الوباء.
ووفق تقرير لموقع صحيفة «timeslive»؛ حدث تحول تصاعدى ملحوظ فى تسجيلات السيارات المستعملة فى جميع أنحاء أوروبا، وزيادة فى عمليات البحث على الإنترنت عن القديمة.
وأضاف التقرير أن زيادة الاهتمام بالسيارات المستعملة ليس جيداً لشبكات النقل الجماعى المتعثرة ولا البيئة، ويبدو أن الفئات القديمة مطلوبة أكثر من الكهربائية الجديدة.
ومع ذلك، على المدى الطويل، من المتوقع أن يساعد التحول عن وسائل النقل العام نحو «التنقل الفردى» فى عصر الوباء، شركات السيارات، التى تأثرت بهبوط بنسبة %27 فى مبيعات السيارات الجديدة فى جميع أنحاء أوروبا خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2020.
ففى المملكة المتحدة؛ تباع سيارات مستعملة قديمة بأسعار أقل من 3 آلاف جنيه إسترلينى، وقد أدى تزايد الطلب من العملاء عليها لزيادة مبيعاتها، ويبحث المشترون الذين اعتادوا ركوب القطارات والحافلات عن بدائل ميسورة التكلفة.
كما ساعد الطلب الأقوى المتوقع على السيارات الجديدة فى الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة الصين فى الأشهر الأخيرة، كبار مصنعى السيارات على التعافى إلى حد ما من تداعيات الإغلاق الناجم عن الوباء، وما أحدثه من ضربات مالية.
لكن تحليل بيانات تسجيل السيارات فى فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة يظهر أيضًا أن هناك تحولًا كبيرًا نحو المستعملة.
ففى فرنسا، على سبيل المثال، أظهرت التحليلات أن تسجيلات السيارات المستعملة ارتفعت بنسبة %16 تقريبًا فى الربع الثالث، بينما انخفضت مبيعات الجديدة بأكثر من %5، كما أظهرت أن المركبات التى يزيد عمرها على 15 عامًا شكلت هذا العام نسبة أعلى من إجمالى تسجيلات المركبات المستعملة مقارنة بالعام الماضى.
يقول كريستيان لوبيز، 34 عامًا، أحد المشترين فى إسبانيا إنه اختار الخيار الأقل تكلفة، ويرجع الفضل فى ذلك جزئيًا إلى توفيره بعض المال خلال فترة الإغلاق الصارم فى البلاد، وهو ما كان كافيًا لشراء سيارة رخيصة.
لوبيز ترك وظيفته فى إحدى الشركات، وعاد إلى المدرسة لدراسة إدارة السياحة، فاشترى رينو كليو 2005 مقابل 3600 يورو للوصول إلى المدرسة.
وقالت بوابة مبيعات السيارات Sumauto، وهى جزء من شركة Vocento الإسبانية للإعلام، إن مبيعات السيارات التى يزيد عمرها على 20 عامًا قفزت بنسبة %25 فى إسبانيا من يونيو إلى أكتوبر، بينما ارتفعت مبيعات الأخرى التى يزيد عمرها على 15 عامًا بنسبة %16.
وتظهر بيانات شركة أوتو سكوت 24 الناشطة فى مجال بيع السيارات عبر الإنترنت، وتخدم أسواق النمسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا؛ أن عمليات البحث على الإنترنت عن السيارات القديمة ارتفعت منذ الصيف، وعلى سبيل المثال، فى الفترة من يوليو إلى سبتمبر، قفزت عمليات البحث عبر الإنترنت عن المركبات التى يزيد عمرها على 20 عامًا بنسبة 80٪ فى فرنسا و%77 فى هولندا و%59 فى بلجيكا.
قال الرئيس التنفيذى لشركة أوتو سكوت 24؛ إدغار بيرجر: بينما أصبح «التنقل الفردى» أكثر أهمية للمستهلكين فى هذه الأسواق بسبب الوباء، فقد أصبحوا أيضًا أكثر حذرًا بسبب عدم اليقين الاقتصادى.
ومع ذلك، لا يزال المشترون يبتعدون عن السيارات الكهربائية المستعملة، بسبب القلق بشأن أداء البطاريات على المدى الطويل، كما أنهم يحجمون عن دفع التكاليف فى كابلات الشحن لمركبة مستعملة.
ويهدد هذا التطور بانتكاسة محتملة للأهداف الأوروبية الطموحة لخفض انبعاثات الكربون، بسبب التداعيات طويلة المدى الناجمة عن إبقاء السيارات القديمة جدًا على الطريق لفترة أطول.