أصبحت ظاهرة تفاخر بعض الفنانين بممتلكاتهم الشخصية أمام جمهورهم ونشرهم لصور عبر حساباتهم الرسمية طيلة الوقت لذلك شيئا لافتا للنظر، حيث تسعى الفنانة ياسمين صبري معظم الوقت لالتقاط صور لها أثناء وجودها على يخت خارج مصر أو في الطائرة أو إبراز مجوهراتها الثمينة أو شنطة خاصة بها تتكلف الآلاف الدولارات ونشر هذه الصور ليراها الجمهور.
كما تقوم أيضا الفنانة السورية نسرين طافش مؤخرًا بنشر صور لها على طريقة ياسمين صبري أيضا، ويتكرر نفس الأمر مع بعض الفنانين.
فايزة هنداوي: تستفز الجمهور المطحون وتولد غضب تجاه الفنانين
وترى الناقدة فايزة هنداوي أن ما يقومون به شيئا سخيفا للغاية وجديدا على الفن المصري، لأننا لم نسمع سابقا أن الجيل القديم مثل نور الشريف أو أحمد زكي أو محمود عبد العزيز كانوا يظهرون بممتلكاتهم الخاصة، لم نكن نعلم ما الذي يمتلكونه ليس فقط بسبب عدم وجود السوشيال ميديا في وقتهم، لكن حتى المجالات الفنية الشهيرة لم يكن فيها صور لممتلكاتهم لأنهم لم يبرزوا ذلك للجمهور الذي أحبهم.
وأكدت أن حالة التباهي بممتلكات الفنان شيء غير لطيف، خاصة أن الفنان يجب أن يقدم نفسه للجمهور بفنه وليس بممتلكاته؛ لأن ذلك يولد أحقادا من الجمهور على فئة الفنانين وتربص بأي فنان في أي مشكلة، ونرى ذلك على السوشيال ميديا، حينما يقوم فنان بنشر صوره مع بناته فيتعرض لتنمر وهجوم برغم أن ذلك كان يحدث ببساطة سابقا، كنا نرى الراحل نور الشريف ينشر صوره مع بناته على البحر ولا يتعرض لهجوم مثلما يحدث مع أي فنان حاليا.
ولفتت إلى أنه أصبحت هناك موجة غضب شديدة من الجمهور ضد الفنانين بسبب هذه الأمور، لأنه لماذا تتباهى ياسمين صبري بشنطتها التي تتجاوز نصف مليون جنيه أمام الجمهور، لسنا ضد أن يستمتع الفنان بأمواله لكن لا يستفز الطبقة الشعبية الكادحة، لأن الفيس بوك حاليا لم يعد قاصرًا على الطبقة الغنية فقط، وإنما الفقراء أيضا لديهم فيس بوك، فما بالنا حينما يقوم شخص فقير بشحن هاتفه بـ”10 جنيهات” لكي يتصفح فيس بوك، ويجد هذه الصور المستفزة لهم ، سواء شنطة قيمتها بـ 350 ألف جنيه لياسمين صبري أو غيرها من الفنانين، فيثير الهجوم والغضب على الفنانين، وذلك ليس في مصلحة الفن والقوى الناعمة في مصر أن يتولد غضب ضد الفنانين.
نادر عدلي: لم يستوعبوا ثراءهم السريع وليس لديهم وجهة نظر أو موقف
وأعرب الناقد الفني نادر عدلي أن ذلك جزء من التركيبة العامة لهؤلاء الفنانين، أنهم يميلون للحالة الاستعراضية وليس العمق الفني، فهم يميلون للاستعراض وليس القيمة الفنية والثقافية.
وأشار إلى أنهم لا يستوعبون شهرتهم وحصولهم على أموال هائلة في وقت قياسي، بأن يكون لهم رؤية ومواقف معينة بدلا من استعراضهم أمام الجمهور بأموالهم وممتلكاتهم.
لكن يتضح أنهم بلا موقف برغم أن الفنان يجب أن يكون لديه موقف معين، ومسالة الثراء غير المتوقع لهم وضعهم في حالة أفقدتهم القدرة على استيعاب ذلك كمعنى للنجومية، وأن يكون لديهم وجهة نظر أو رؤية وتقديم أعمال فنية تضيف لبلدهم وتشكل وعي للجمهور.