قال محللون ووحدات بحوث فى بنوك استثمار محلية إن شركة طلعت مصطفى القابضة حققت نتائج أعمال «مدهشة»، بحسب وصفها، خلال الربع الثالث من العام الحالى فى ظل الأداء المتواضع لغالبية الشركات العقارية بسبب جائحة كورونا وهدوء مبيعات القطاع بشكل عام.
ويرى المحللون أن إيرادات الشركة خلال التسعة أشهر المجمعة استفادت بشكل قوى من عملية بيع لقطع أراضى فى الرحاب ومدينتى لصالح بنكى الأهلى ومصر فى إطار شراكة إستراتيجية لتدشين مشروعات ضخمة.
كانت مجموعة طلعت مصطفى القابضة وقعت اتفاقية شراكة إستراتيجية بقيمة 4 مليارات جنيه مع بنكى مصر والأهلى المصرى لتطوير مشروعات سكنية وتجارية وإدارية على مساحة 341 ألف متر مربع فى مشروعاتها بمدينة الرحاب ومدينتى.
وأشار المحللون إلى أن الصفقة ساهمت فى تخفيف حدة التأثير السلبى الذى واجهته الشركة من انخفاض إيرادات الفنادق بسبب الإجراءات الاحترازية التى أقرتها دول العالم لمواجهة فيروس كورونا مما أثر سلباً على النشاط السياحى بكافة دول العالم.
وأكدت بنوك الاستثمار أن شركة طلعت مصطفى حققت أداء قويا خلال الربع الثالث من 2020، حتى مع استثناء صفقة بيع الأرض، نتيجة ارتفاع معدلات تسليم الوحدات بعد الفتح التدريجى للاقتصاد المحلى، متوقعين استمرار الأداء الإيجابى هذا الربع من العام.
جاد: تعاقدات «الثالث» ضعفى ما تحقق خلال النصف الأول
وقال محمود جاد محلل أول قطاع عقارى بشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق إن شركة طلعت مصطفى نجحت فى تحقيق نمو كبير فى المبيعات التعاقدية خلال الربع الثالث من 2020 بالتزامن مع خطة التعايش مع كورونا التى أعلنت عنها الحكومة وعودة النشاط الاقتصادى بعد الإغلاق الجزئى الذى شهدته البلاد خلال الربع الثانى من العام.
وأوضح أن الشركة سجلت مبيعات تعاقدية بقيمة 7.7 مليار جنيه خلال الربع الثالث من 2020 وهو ما يمثل تقريباً 3 أضعاف ما حققته الشركة خلال الربع الثانى من 2020 وكذلك الربع الثالث من 2019.
وأشار إلى أن مبيعات الربع الثالث من 2020 منفردة مثلت حوالى ضعفى مبيعات الشركة التعاقدية خلال النصف الأول من 2020.
وأوضح أنه برغم النمو الكبير فى مبيعات الربع الثالث، إلا أن مبيعات الشركة خلال فترة التسعة أشهر من 2020 سجلت 12.1 مليار جنيه، أى بانخفاض %16.5 لتصبح ثانى أكبر شركة من حيث نسبة الانخفاض خلال التسعة أشهر من 2020 بعد شركة أوراسكوم للتنمية التى انخفضت مبيعاتها خلال تلك الفترة %22.ولفت إلى أن أكبر 6 شركات عقارية مدرجة بالبورصة المصرية، من بينها شركة طلعت مصطفى، سجلت مبيعات تعاقدية إجمالية بقيمة 43.2 مليار جنيه خلال الربع الثالث من 2020 مقارنةً بمبيعات 45.6 مليار جنيه خلال الربع الثالث من 2019 أى ما يمثل انخفاض نسبته %5.2 على أساس سنوى.
وأوضح أن طلعت مصطفى قد جاءت كأعلى رقم مبيعات ضمن تلك الشركات بحصة مثلت %28 خلال الربع الثالث من 2020 مقارنةً بحصة %32 خلال الربع الثالث من 2019.
أما على مستوى الإيرادات، فأشار “جاد” إلى أن الشركة سجلت إيرادات قدرها 5.8 مليار جنيه خلال الربع الثالث بنمو %107 بدعم من إيرادات النشاط العقارى والتى بلغت 5.6 مليار جنيه بنمو %173 فيما بلغت إيرادات الشركة خلال التسعة أشهر من 2020 نحو 10.4 مليار جنيه أى بنمو %34.2.
وأضاف أن هذا النمو جاء مدعوما بشكل أساسى بالتحالف الإستراتيجى مع كلٍ من البنك الأهلى المصرى وبنك مصر لتطوير 341 ألف متر مربع بمدينتى والرحاب، إذ بلغت قيمة الصفقة حوالى 4 مليارات جنيه.
وأشار إلى أن هذا الأمر ساهم فى تخفيف حدة التأثير السلبى الذى واجهته الشركة من انخفاض إيرادات الفنادق بسبب الإجراءات الاحترازية التى أقرتها دول العالم لمواجهة فيروس كورونا مما أثر سلباً على النشاط السياحى بكافة دول العالم.
وقال إن إيرادات الفنادق انخفضت بنسبة %63 لتسجل 437.9 مليون جنيه خلال التسعة أشهر من 2020، ليتحول النشاط الفندقى للشركة إلى الخسائر محققاً مجمل خسائر 53.6 مليون جنيه مقارنةً بمجمل ربح 418.1 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من العام الماضى.
وأشار إلى أن هذا الانخفاض أثر على هوامش ربحية الشركة وبالتالى جاء النمو فى أرباح الشركة خلال فترة التسعة أشهر من 2020 بأقل من نسبة النمو فى الإيرادات، وعليه، سجلت الشركة صافى أرباح قدرها 1.6 مليار جنيه خلال التسعة أشهر من 2020 بنسبة نمو %19.6.
فريد: توسعات فورسيزون شرم الشيخ تدعم «الفندقى» خلال 2021 .. وتأثيرات إيجابية لأسعار الفائدة
ويرى كريم فريد، محلل قطاع العقارات فى بنك استثمار “برايم” أن نمو الربحية دعمها بيع أراضى مملوكة لها إلى بنكى الأهلى ومصر بقيمة 4 مليارات جنيه بالتزامن مع ارتفاع حجم التسليمات مع هدوء وتيرة جائحة كورونا خلال الربع الثالث.
وأوضح أن إيرادات وأرباح القطاع الفندقى ما زال تحت التراجع مع استمرار الضغوط جراء الجائحة والعودة التدريجية للسياحة.
وأشار إلى أن الشركة كانت تستهدف الوصول بحجم الإيرادات غير المتكررة “الفنادق وأنظمة الإيجار” إلى 40% من إجمالى إيرادات الشركة لكنها انخفضت جميعها بسبب ظروف الجائحة.
وقال إن شركة طلعت مصطفى ستكون أكبر المستفيدين مع عودة نشاط السياحة بقوة وافتتاح مشروع امتداد وتوسعة فورسيزون شرم الشيخ، وكذلك توقعات نمو أرباح القطاع العقارى مع ظهور بعض العلامات المحفزة لذلك مؤخراً.
ولفت إلى أن القطاع العقارى أكبر المستفيدين من الخفض الكبير فى أسعار الفائدة منذ بداية جائحة كورونا والتى بلغت حوالى 4% تقريباً ولجوء الشركات العقارية إلى البنوك لدعم السيولة وتمويل عملياتها مع طول فترة تحصيل أقساط الوحدات الذى قد يمتد إلى سنوات طويلة.
وأشار إلى أن شركة طلعت مصطفى استفادت بشكل كبير من خفض أسعار الفائدة بالتزامن مع إصدار عملية ضخمة من الصكوك وبالتالى كان لخفض الفائدة أثر إيجابى ملحوظ على هذه العملية.
نبيل: 15 مليار جنيه متوقعة بنهاية 2020.. وأداء قوى للربع الرابع بدعم تحسن القطاع
فى سياق متصل، قال محمد نبيل محلل قطاع العقارات فى بنك الاستثمار “نعيم” إن بيع الأراضى دعم شركة طلعت مصطفى على مستوى الإيرادات والربحية خاصة مع انخفاض السعر التاريخى لشراء الأرض فى وقت سابق.
ولفت إلى أن الشركة لم تعلن مستهدفات مبيعات خلال 2020 نظر للوضع المتقلب الذى فرضته جائحة كورونا لكن توقعاتنا تشير إلى وصول المبيعات إلى 15 مليار جنيه بنهاية 2020 مقابل 20.4 مليار جنيه محققة فعليا خلال 2019.
وتوقع تحسن مبيعات الربع الحالى مع الاستفادة من المشروعات التى تم طرحها خلال معرض “سيتى سكيب” الشهر الحالى، فضلاً عن عودة الثقة التدريجية لمبيعات القطاع العقارى بداية من الربع الثالث.
وبشكل عام، يرى أن الشركات العقارية ستتأثر مبيعاتها بنهاية 2020 مقارنة بالعام الماضى بسبب ظروف النصف الأول، مشيرا إلى أن غالبية الشركات لجأت إلى بيع جزء من محفظة أراضيها لتعزيز السيولة التى تضررت جراء الجائحة.
فاروس: المبيعات تخطت تقديراتنا البالغة 7 مليارات جنيه.. ونكرر التوصية بزيادة الأوزان النسبية
على صعيد وحدات البحوث، قالت وحدة أبحاث بنك الاستثمار “فاروس” إنه بعد انخفاض مستوى أداء الشركة انخفاضا كبيراً فى النصف الأول سجلت مبيعات قوية فى الربع الثالث بقيمة 7.7 مليار جنيه بزيادة 173.2 % عن الفترة المقارنة و234 % عن الربع الثانى من العام الحالى.
وأوضحت أن ما دعم أداء المبيعات خلال الربع الثالث إبرام صفقة بقيمة 4 مليارات جنيه فى أغسطس الماضى فى إطار شراكة مع بنكين لتطوير أراضى على مساحة 0.3 مليون متر مربع فى مدينتى والرحاب.
ولفتت إلى أن هذه الصفقة دعمت أيضاً إيرادات الربع الثالث التى ارتفعت %107 سنويًا و%154.5 وربعيا إلى 5.8 مليار جنيه.
وأشارت إلى أن إيرادات نشاط الفنادق قد تحسنت فى الربع الثالث مقارنة مع الربع الثانى بعد إعادة تشغيل المطارات فى الأول من يوليو الماضى، فضلا عن إعادة تشغيل الفنادق (التى ظلت مغلقة حتى منتصف مايو) بطاقة استيعابية مقدارها %25 وارتفعت لاحقاً إلى %50 فى يونيو الماضى.
ولفتت إلى أن صافى الأرباح ارتفع %72.7 سنوياً و%161.2 ربعياً إلى 863.3 مليون جنيه، ليصل هامش صافى الأرباح إلى %14.8 مقارنة مع %17.7 فى الربع الثالث 2019، و%14.4 فى الربع الثانى 2020.
وذكرت أن تسجيل الشركة لمبيعات بقيمة 12.1 مليار جنيه فى التسعة أشهر الأولى من العام قد تخطى بالفعل تقديراتنا لمبيعات العام بفارق كبير، إذ توقعنا أن تصل مبيعات الشركة إلى 7 مليارات جنيه فى عام 2020، ومن المرجح أن تزداد فى الربع الأخير من العام.
وأوضحت أن تقديرها السابق للمبيعات دخل فى حسابات تقييم عادل لسعر السهم بقيمة 10.5 جنيه للسهم، علما بأن “فاروس” أبقت على توصيتها “بزيادة الأوزان النسبية” على سهم الشركة.
بلتون: عملية بيع أراضى «الرحاب ومدينتى» تعزز صافى الدخل.. ونمو الربحية %30 بعد استبعادها من نتائج الأعمال
وقالت وحدة أبحاث بنك الاستثمار «بلتون» إن المبيعات التعاقدية ارتفعت إلى 7.7 مليار جنيه من 2.8 مليار فى الربع الثالث من عام 2019 و2.2 مليار فى الربع الثانى من عام 2020.
وأضافت فى ورقة بحثية أن المبيعات تضمنت صفقة بيع أرض بنكى الأهلى ومصر، موضحة أنه مع استبعاد بيع الأراضى فسيبلغ معدل نمو المبيعات %30 على أساس سنوى و%64 مقارنة بالربع الثانى، مما يؤكد الانتعاش فى مبيعات سوق العقارات المحلى.
وأشارت إلى أن صافى الدخل بعد حقوق الأقلية والضرائب ارتفع بنسبة %73 إلى 863 مليون جنيه خلال الربع الثالث، مقابل 331 مليونا فى الربع السابق، متوقعة أن يكون هذا الارتفاع والمتعاقب فى صافى الدخل مدفوعا بإتمام بيع الأرض المذكورة، مضيفة: «على الرغم من أننا لا نعرف المكاسب التى تحققت من البيع».
وقالت إن إجمالى الربح ارتفع خلال الربع الثالث من 2020 بنسبة %77 على أساس سنوى إلى 1.7 مليار جنيه، مقابل 740 مليونا فى الربع الأخير، موضحة أنه من المحتمل أن يكون النمو فى إجمالى الربح مدعوما بصفقة بيع الأراضى، لكن ننتظر البيانات المالية الكاملة للشركة لاستبيان الرؤية الكاملة.
يذكر أن «بلتون» قالت فى وقت سابق إن اتفاقية بيع الأراضى إيجابية وترفع تقييم أراضيها المملوكة لها بالكامل فى مشروعى مدينتى والرحاب لنحو 49 مليار جنيه.
واعتبرت «بلتون» الصفقة، حينها، محفزة لسعر السهم بسبب فترة تحصيل قيمة الأراضى قصيرة الأجل خلال 6 أشهر فقط كما أنها أظهرت القيمة غير المستغلة لمحفظة الأراضى التى تملكها المجموعة والتى لا تظهر فى القيمة السوقية الحالية.
وأوصت الورقة البحثية الصادرة عن «بلتون» بشراء سهم الشركة مع تحديد قيمة عادلة قدرها 21 جنيها، بينما يتداول السهم على شاشات البورصة حالياً أدنى مستوى 10 جنيهات.