أكد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه لا يمكن لحكومة في العالم أن تعمل الآن بمعزل عن الإعلام كما بات من السهل مع تطور وسائل الإعلام ترويج الشائعات بنفس السهولة التي يتم بها نشر الحقائق.
وأوضح أن هذه المعضلة تلقي بمشكلة على عاتق المواطن في الفرز والتمييز بين المعلومات التي يسمعها أو يشاهده كما يلقي بمسئولية أكبر على الإعلاميين إذ يزيد عليهم عبء التحقق من المعلومات في ظل السعي للسبق الإعلامي.
جاء ذلك خلال كلمة “” في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الإعلام الذي تنظمه وزارة الإعلام اليوم السبت بمشاركة ضخمة تضم عدد من الوزراء المصريين والعرب.
وأشار مدبولي إلى أنه خلال السنوات الماضية شاهدنا أن سياسيين كبار أصبحوا يستخدمون الإعلام الجديد في توجيه الرسائل للمواطنين باعتباره وسيلة مباشرة لتوصيل الرسالة أكثر سرعة وأكثر سهولة وأكثر تأثيراً.
وذكر رئيس الوزراء أن المواطن نفسه أصبح صانعاً للمعلومة وللخبر وللقصة لمجرد أنه يحمل هاتفاً محمولاً في هذا العالم، الذي يتطور بين لحظة وأخري، وأصبح الإعلام قوة رئيسية لأي دولة.
وأكد أن التطور المذهل في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد انعكس على مجال الإعلام بشكل واضح وملموس وأدي لظهور إعلام جديد له مواصفاته الخاصة المختلفة عما نشأنا وتعودنا عليه خلال سنوات وعقود مضت.
وعبر رئيس الوزراء تقديره لجميع العاملين في مجال الصحافة والإعلام في مصر وفي مختلف دول العالم، لما يبذلونه من جهود هائلة من أجل الحصول على المعلومات، وإعلام المواطنين في مختلف دول العالم بها.
وأكد مدبولي إن الإعلام هو صناعة التأثير وظهور وسائل التواصل الإعلامي الجديدة أدي بطبيعة الحال إلى زيادة هذا التأثير ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر اذ إن موضوع مستقبل الإعلام يمثل أحد التحديات الرئيسية التى تواجه الحكومات والسياسيين وأيضاً الإعلاميين أنفسهم.
تابع: “إن كان استخدام الإعلام مبنياً على أسس مهنية ومعلومات صحيحة ودقيقة، سيؤدي حتماً زيادة قوة الدولة.. وإن كان استخدامه على غير ذلك سيؤدي لإضعافها وهو الأمر الذي لابد أن يتم معه دراسة مستقبل الإعلام في مصر والعالم، وأثره على الرأى العام”.
وأضاف: “هنا لابد أن نطرح تساؤلات عديدة فإذا كان الإعلام التقليدي له قوانين حاكمة في النشر والبث.. فإن العالم لم يتفق حتى الآن على حدود أخلاقية أو قواعد مهنية حاكمة للإعلام الجديد.. والذي من المتوقع أن يتطور بشكل أسرع خلال السنوات القادمة كلما تطورت الوسائل التكنولوجية”.
تابع: أنا شخصياً كمواطن، أتساءل، كيف سيكون شكل مستقبل الإعلام في مصر وفي العالم؟! وما هي القواعد الحاكمة له؟ّ! وكيف ستصل المعلومات لأبنائنا في المستقبل؟ّ!”.
وأكد أن مصر تهتم كثيراً بالإعلام وقد أعدنا استحداث وزراة الدولة للإعلام لوضع السياسات الإعلامية للدولة المصرية في ظل هذا التطور المتسارع في وسائل الإعلام وأدواته وأساليبه.
وذكر أن خطة الدولة المصرية حتى عام 2030 وضعت الكثير من السياسات للتواكب مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم فقمنا بتطبيق سياسيات الشمول المالي والتي تستهدف التحول للاقتصاد الرقمي وسعينا لرقمنه الخدمات الحكومية المختلفة وعملنا على إنشاء بنية تحتية رقمية لكافة الجهات والوزارات المختلفة سعياً للاعتماد مستقبلاً على قواعد البيانات وآليات الذكاء الاصطناعي.
واختتم : “أتمنى أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات فعالة وعملية تخدم عملية التطور الإعلامي، وتحدد آليات ومسئوليات مرسل الرسالة الإعلامية تجاه متلقي هذه الرسالة. بالشكل الذي يخدم المجتمع المصري والدولي على السواء”.