أكدت شركة أبوللو جلوبال مانجمنت ”AGM” الأمريكية لأبحاث الأسواق المالية وإدارة الأصول أن الأسهم العالمية اكتسبت خلال الأسبوع الماضى دفعة قوية بسبب انتشار الأخبار التى تفيد بأن لقاح فيروس كورونا الذى تنتجه شركتا ”فايزر” و”بايوإن تيك” فى الولايات المتحدة حقق نجاحا فعالا بنسبة %90 ليتفوق على توقعات خبراء الصحة والأسواق.
وأعلن تورستن سلوك كبير خبراء الاقتصاد بشركة “AGM” أن القيمة السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم فى جميع أنحاء العالم قفزت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 95 تريليون دولار مع نهاية الأسبوع الماضى بعد انحدرت إلى أدنى مستوى لها فى مارس الماضى عندما تفشى فيروس كورونا فى العديد من الدول وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن مرض “كوفيد – 19” بات وباءً عالمياً.
وذكرت شبكة “CNBC” أنه على الرغم من أن التوقعات على المدى القريب تأثرت سلبا بالموجة الثانية من الفيروس الذى أصاب حتى الآن ما يزيد عن 54 مليون نسمة وفتك بأكثر من 1.3 مليون ضحية فإن أسواق الأسهم العالمية انتعشت بآمال اللقاح الذى سيساعد على الوقاية من كورونا، علاوة على برامج التوسع النقدى وخفض البنوك المركزية لأسعار الفائدة واحتمالات تنفيذ المزيد من التيسير المالى على مستوى العالم.
أسهم الشركات الأمريكية تقود عملية التعافى هذا العام
وقادت أسهم الشركات الأمريكية عملية التعافى هذا العام، وتمكن مؤشر ستاندرد اند بورز S&P 500 من محو خسائره التى تسببت بها أزمة فيروس كورونا التى جعلت الولايات المتحدة تتصدر العالم فى عدد الوفيات والإصابات التى بلغت حوالى 11 مليونا و246 ألف وفاة.
وإذا كان مؤشر “S&P 500” استطاع الوصول إلى مستوى قياسى آخر خلال الأسبوع الماضى بفضل أخبار اللقاح الواعدة التى رفعت أسعار الأسهم ارتفاعًا كبيرًا فإن أكبر قوة دافعة وراء الانتعاش الذى دام الشهور السبعة الماضية كانت إجراءات التوسع النقدى غير المسبوقة التى اتخذتها البنوك المركزية العالمية التى خفضت أسعار الفائدة إلى أدنى مستوياتها التاريخية بالإضافة إلى التحفيز المالى للحكومات بهدف مساعدة أسواقها واقتصادها للتصدى لوباء كورونا المميت.
وأطلق مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى مجموعة من البرامج بما فى ذلك التزام مفتوح بمواصلة شراء الأسهم والسندات وأذون الخزانة بموجب إجراءات التوسع النقدى بتنفيذ سياسة طباعة النقود والتى جعلت المستثمرين يتخارجون من السندات منخفضة العائد ويتدفقون على الأسهم لدرجة أن قيمة التداولات العالمية بلغت حوالى تريليونى دولار فى يوم واحد فقط خلال الأسبوع الماضى مع تحقيق تقدم فى السباق نحو إيجاد لقاح لـ”كوفيد “19-
وشهدت الأسواق الأمريكية تعاملات بنحو 500 مليار دولار فى أسهم الشركات فى أحد أكثر الأيام كثافة منذ مارس الماضى عندما هزت إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا الأسواق المالية، كما شهدت أوروبا تعاملات بقيمة 120 مليار دولار مع تدفق المتعاملين إلى التداولات الأكثر مخاطرة فى الأسهم والعملات الأجنبية وأسواق السندات بعد أن نشرت شركة ”فايزر” بيانات بخصوص تجربتها للقاح، بينما جرى التخارج من ملاذات آمنة مثل أسهم التكنولوجيا والين اليابانى والسندات الأعلى تصنيفا.
واستفاد ألبرت بورلا الرئيس التنفيذى لشركة ”فايزر” من ارتفاع أسعار أسعارأسهم الشركة بحوالى %10 بأن باع 132.5 ألف سهم من أسهمه فى الشركة بقيمة 5.56 مليون دولار وذكرت الشركة أن عملية بيع الأسهم تمثل خطة معدة مسبقاً من التخطيط المالى لرئيسها التنفيذى، إذ تسمح قواعد لجنة الأوراق المالية للمساهمين الرئيسيين والمطلعين على الأخبار الداخلية بتداول عدد محدد مسبقاً من الأسهم.
توزيع لقاح فعال لفيروس كورونا على مستوى العالم يتطلب وقتا طويلا
ورغم أن توزيع لقاح فعال لفيروس كورونا على مستوى العالم يتطلب وقتا طويلا، لكن يبدو أن أسواق الأسهم العالمية احتفلت بنجاح اللقاح، كما لو كان الأمر قد تم بالفعل ولاسيما أن سينان أتليج الرئيس الإقليمى لمجموعة ”فايزر” فى الشرق الأوسط وأفريقيا أكد أن الشركة تعتزم طرح اللقاح فى السوق قبل نهاية العام الجارى مع استثمار أكثر من مليار دولار لتصنيع اللقاح رغم أنه تم التوقيع على تعهد بعدم التسرع فى تطوير اللقاح لأن سلامة الأفراد هى على رأس أولويات الشركة قبل طرحه.
وأعلن ألبرتو فرنانديز رئيس الأرجنتين أن بلاده قد تحصل على 750 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا من شركة فايزر لصناعة الأدوية فى ديسمبر المقبل، لاسيما أن الأرجنتين تحتل المركز العاشر على العالم فى عدد الإصابات والوفيات التى اقتربت من مليون و400 ألف حالة، ووفاة أكثر من 33 ألف ضحية رغم أنها قضت شهورا من العزل الصحى.
ويأتى هذا الإعلان بعد أيام فقط من الإعلان أن الأرجنتين تتوقع أن تتلقى ما لا يقل عن عشرة ملايين جرعة من لقاح “كوفيد “19- التجريبى الرئيسى فى روسيا، المعروف باسم ”سبوتنك – في” فيما بين ديسمبر ويناير المقبلين، كما يأمل فرنانديز فى أن بلاده ستتمكن من الحصول على لقاح نهائى من شركة ”أسترازينيكا” البريطانية بالتعاون مع جامعة أكسفورد.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب صرح أيضا فى نهاية الأسبوع الماضى بأنه يتوقع أن يصبح لقاح فيروس كورونا متاحا لجميع السكان فى أقرب وقت ممكن بحلول أبريل المقبل وسط ارتفاع فى عدد الإصابات الجديدة بهذا المرض القاتل الذى دفع عدد حالات الإصابة اليومية إلى مستويات قياسية مع تزايد الإصابات بـ “كوفيد “19- فى جميع أنحاء الولايات المتحدة حيث يتم تسجيل أكثر من 100 ألف حالة جديدة يوميا.
ولذلك حث حاكم مدينة شيكاغو السكان على أن يلزموا منازلهم وعدم استقبال زوار خلال الثلاثين يوما المقبلة والتى تشمل عطلة عيد الشكر فى أواخر الشهر الجارى، كما أغلقت المطاعم أبوابها فى نيويورك فى وقت مبكر فى الساعة العاشرة مساء اعتبارا من يوم الجمعة الماضى وعلقت مدينة ديترويت الصناعية الكبرى الدراسة فى المدارس والكليات وأبلغت الطلاب أن يتوقعوا الدراسة عبر الإنترنت فى منازلهم حتى 11 يناير على الأقل من العام الجديد.
المفوضية الأوروبية تتعاقد على شراء مليار جرعة
ووافقت المفوضية الأوروبية على توقيع عقد مع شركتى ”فايزر” و”بايوإن تيك” لشراء 300 مليون جرعة من لقاح الوقاية من كورونا بعد أن أبرمت أيضا ثلاث اتفاقات أخرى مع عدة شركات منها ”أسترازينيكا” السويدية- البريطانية وجونسون اند جونسون الأمريكية لشراء 400 مليون جرعة من كل مجموعة وشركتى سانوفى GSKY “ الفرنسية- البريطانية” لشراء حتى 300 مليون جرعة تقريبا لتصل خلال الربع الأول من العام المقبل ليصل الإجمالى إلى مليار جرعة.
وتعاقدت المفوضية الأوروبية على شراء هذه الملايين من اللقاح الجديد بعدما سجلت البلاد متوسط حالات وفاة تجاوز ألف حالة فى الأيام الستة من الأسبوع الماضى، ليتكرر ما حدث فى أغسطس الماضى وتحتل حاليا أربع دول أوروبية مراكز من الخامس إلى التاسع فى قائمة أكثر عشر دول فى العالم من حيث الوفيات بقيادة بريطانيا بحوالى 52 ألف ضحية و1.4 مليون إصابة وبعدها إيطاليا 45 ألف وفاة و1.2 مليون حالة ثم فرنسا وإسبانيا بحوالى 43 ألفا و1.9 مليون و41 ألف حالة و1.5 مليون ضحية على الترتيب.
وحذرت أندريا أمون مديرة الوكالة الأوروبية المكلفة بالأوبئة فى حديث إلى وكالة ”فرانس برس” الأسبوع الماضى من أن الوضع على جبهة الوباء فى أوروبا ”مقلق للغاية” و”جميع المؤشرات سيئة ولذلك دعت الأوروبيين إلى احترام القيود المفروضة ”مهما تكن صعبة” بالمقارنة مما كان عليه الوضع خلال الموجة الأولى من الإصابات فى مارس وأبريل الماضيين وأن الحصول على أولى اللقاحات الأوروبية لا يزال طويلا وغير مؤكد وقد يستغرق بضعة أشهر.