يرى محللون سياسيون إسرائيليون، أن هناك عدة ظروف تزيد من تهيئة الأجواء لاحتمالية اندلاع تصعيد عسكري جديد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.
تصعيد عسكري جديد
ويرى محللون أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007 غير مهتمة بالتصعيد حاليا.
وبرغم هذا، يساعد استمرار غياب الحلول للأزمات الانسانية والاقتصادية التي يعاني منها القطاع على إبقاء الباب مفتوحا لإمكانية اندلاع تصعيد عسكري مع إسرائيل في أي وقت.
وقالت المحللة السياسية الإسرائيلية ليلاخ شوفال لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تناقش إمكانية حدوث منذ عدة أسابيع، وذلك بصرف النظر عن الذكرى الأولى لاغتيال القائد العسكري في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.
وكانت إسرائيل قتلت أبو العطا خلال غارة جوية على منزله شرق مدينة غزة في 12 نوفمبر 2019، وعلى إثر ذلك اندلع تصعيد عسكري بين إسرائيل وقطاع غزة استمر لعدة أيام.
الأجواء مهيئة لاندلاع تصعيد عسكري جديد
وأضافت شوفال أن هناك “عدة ظروف تتضافر مع بعضها البعض وتزيد من تهيئة الأجواء لاندلاع تصعيد عسكري جديد مع قطاع غزة، تتمثل في تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية بسبب انتشار مرض (كوفيد- 19)”.
إضافة إلى ذلك، ترى شوفال أن عدم وجود تقدم كبير في جهود التهدئة مع قطاع غزة والتحدي العسكري المتعلق بجهود كشف الأنفاق من خلال “عائق تحت أرضي” يتوقع الانتهاء من بنائه في مارس العام المقبل، قد يزيد من احتمالية تدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب.
من جانبه، قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوآف ليمور إن حماس تدرك أن غزة بحاسة ماسة إلى مشاريع مدنية واقتصادية.
و أشار إلى أن هذا الأمر “يحظى بدعم شامل من كبار قادة الأمن والسياسة في إسرائيل”.
وأضاف ليمور لـ ((شينخوا))، أن هذه الخطوة قد تجلب هدوء طويل الأمد لسكان غلاف غزة، وتحسين مستوى المعيشة لسكان القطاع، بالإضافة إلى تقليل اعتماد غزة على إسرائيل خاصة في مجالي الطاقة والبنية التحتية.
مشكلة الجنود الأسرى
وفي المقابل، يرى ليمور أن هذه الخطوة لها سلبيات رئيسية تتمثل في أنها لا تشمل حلا لمشكلة الجنود الأسرى والمفقودين لدى حركة حماس، واستمرار تعاظم قوة حماس العسكرية بطريقة قد تعرض إسرائيل “للخطر في المستقبل”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه بيني غانتس قد صرحا في عدة مناسبات سابقة بأنه لن يتم تقديم تسهيلات لقطاع غزة دون إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
ويرى ليمور أنه بين الايجابيات والسلبيات، سيستمر الطرفان في المناورة في المستقبل القريب في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
ورأى أنه إذا لم ينجح الطرفان فقد تعود حماس إلى مسارها المعتاد وتختار الأسلوب العسكري لتحقيق أهدافها.
وشنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية ضد قطاع غزة في الفترة من 2008 إلى 2014.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي رون بن يشاي إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترجح أنه لن يكون هناك تصعيد أو عدة أيام من القتال مع قطاع غزة.
ولفت إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الجيش الإسرائيلي يستعد “لنية الانتقام من قطاع غزة من خلال إطلاق الصواريخ في الذكرى الأولى لأبو العطا”.
مساع للانتقام
ويرى يشاي أن هناك مجموعة داخل الذراع العسكري للجهاد العسكري تعتقد أن رد التنظيم على اغتيال أبو العطا لم يكن كافيا، وبالتالي هناك مساع للانتقام في ذكرى اغتياله الأولى.
وقال غانتس خلال زيارة لقبرص يوم أمس ان إسرائيل لا تتجاهل التهديدات التي تعرض مواطنيها للخطر.
“حتى الآن قواتنا في حالة تأهب أمني متزايدة، لكن أعداءنا يعرفون جيدا مدى قوتنا وهم يعرفون أنهم سيتحملون عواقب انتهاك سيادة إسرائيل”، يضيف غانتس.
ووفقا ليشاي، فإنه بسبب ذلك، رفع الجيش من مستوى التأهب في فرقة غزة ويستعد لاحتمال إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات قنص على طول السياح الحدودي.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأيام الماضية أن الجيش الإسرائيلي عزز بطاريات منظومة “القبة الحديدية” في الجنوب تخوفا من إطلاق حركة الجهاد الإسلامي صواريخ على الأراضي الإسرائيلي في ذكرى اغتيال أبو العطا.
إضافة لذلك، قالت الإذاعة العبرية العامة ان السلطات الإسرائيلية غيرت مسارات إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون بسبب حالة التأهب الأمني تزامنا مع ذكرى اغتيال أبو العطا.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.