توقع عدد من المستثمرين الزراعيين انخفاض أسعار الطماطم في غضون الأسبوع المقبل، نتيجة جني المحصول في عدة محافظات في الصعيد مثل الفيوم التي دحلت مرحلة الحصاد يعقبها المزارع الصحراوي في المنيا، ثم الأقصر وأسوان ويحقق الفدان الواحد نحو 200 ألف جنيه مبيعات من المحصول فى الفترة الحالية.
وسجل سعر قفص الطماطم في الفترة الماضية ارتفاعا غير مسبوق وارتفع القفص الواحد إلي ما بين 270 و300 جنيه للوزان 33 كيلو و200 جنيه للأوزان ذات الـ 20 كيلو للقفص الواحد، وانعكس ذلك لأسواق التجزئة التي تراوح فيها سعر الكيلو في المناطق الشعبية بين 8 و12 جنيها والمناطق المتوسطة والراقية 15 جنيها.
وأكد محمد فرج عضو الاتحاد التعاوني الزراعي، أن سبب انخفاض أسعار الطماطم حاليا هو “فواصل العروات ” التي تمر به السوق حاليا وهي تعني أن العرض أقل كثيرا من الطلب نتيجة انتهاء مراحل الجني من عدة مناطق في الجمهورية، خصوصا مع تساقط الأمطار علي الوجه البحرية والمناطق الشمالية التي أتت على بقية المحصول.
ولفت فرج إلى أن سعر الطماطم بدأ ينخفض وسوف ينخفض أكثر خلال أسبوع من الآن ، لاسيما مع دخول عروة الطماطم من أسوان والأقصر والمنيا والشرقية والفيوم.
وقال الدكتور علاء البحراوى،مديرعام إدارة الخضر بالإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية، إن ارتفاع سعر الطماطم يعود لمرور السوق بلفترة الفاصلة بين العروة الصيفية الماضية والعروة الخريفية التى سيظهر إنتاجها خلال نهاية نوفمبر.
وأوضح البحراوي أن العروة الحالية بـ”العروة المحيرة”، مؤكدا أن الفترة الحالية هى زراعات الصيفى المتاخرة شهر 7 و8 ، وفيها يتم زراعة المحصول في مناخ شديد الحرارة وبالتالي ينخفض المحصول لأن زراعة الطماطم فيها مخاطرة كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة واحتمالية تلف المحصول أو ضعف إنتاجيته، حيث لا يتوافر فى هذا الوقت من العام مدى حرارى مناسب لنمو الطماطم ، مؤكدا طرح العروة الخريفي المبكرة من الطماطم نهاية الشهر الجارى وزيادة المعروض وسعرها سيصل إلى 3 جنيهات.
يذكر أن وزارة الزراعة ترسل لجانا مكثفة تعمل دوريا بالمرور على جميع السلع الأساسية من الخضروات بجميع المحافظات لتقديم جميع الإرشادات والتوصيات الفنية للمزارعين، خاصة على المساحات المزروعة بعدة أصناف من الخضراوات.
وقال حسين عبدالرحمن نقيب عام الفلاحين، إن الارتفاع الجنوني لأسعار الطماطم هذه الأيام حدث بسبب قلة إنتاجية العروة الحالية وتقلص المساحات المزروعة.
ولفت إلي أن فاصل العروات ليس السبب الرئيسي حيث تعدينا فترة فاصل العروات ودخلنا مرحلة جني إنتاج هذه العروة.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن مزارعي الطماطم في هذه العروة في غاية السعادة ويحصدون أرباحا كبيرة جدا نتيجه ارتفاع أسعارها، حيث يزيد سعر خضار الطماطم عن سعر معظم الفواكه، حيث وصل كيلو الطماطم عند باعة التجزئة في بعض الأماكن إلى 15 جنيها وذلك نتيجة طبيعية للسياسة العشوائية التي تتبعها وزارة الزراعة في إدارة وزراعة الرقعة الزراعية في مصر وغياب الرؤية المستقبلية لقيادات الوزارة في هذا القطاع مع ضعف السياسيه التسويقية وعدم وجود لجان للتنبؤ ووضع الحلول البديلة.
وتابع عبدالرحمن أن تقلص المساحة المزروعة من الطماطم هذه العروة جاء بعد أن عزف عدد كبير من المزارعين عن زراعتها أو التقليل منها بعد الخسائر المتلاحقة لهم من زراعات العروات السابقة نتيجة تدني أسعارها عن سعر التكلفة وانتشار الكثير من التقاوي الأقل جودة والمغشوشة ذات الإنتاجية المحدودة وغير المقاومة للأمراض ولا تصمد أمام التغيرات المناخية البسيطة مع التكلفة العالية للزراعة.
وأوضح عبدالرحمن أن فدان الطماطم حاليا إذا بيعت ثماره بهذه الأسعار تتعدى مكاسبه 150 ألف جنيه حيث ينتج فدان الطماطم في المتوسط 1000 قفص طماطم زنة 20 كيلو بما يعادل نحو 20 طنا وثمن كيلو الطماطم حاليا على رأس الغيط بـ 10جنيهات وبهذا يصل متوسط ثمن ثمار فدان الطماطم لنحو 200000 ألف جنيه في الوقت الذي تتراوح تكلفة فدان الطماطم ما بين 35 إلى 50 الف جنيه.
وأوضح أنه ورغم توقع انخفاض أسعار الطماطم تتدريجيا بعد دخول مراحل النضج في الذرورة خلال الشهر القادم، إلا أن حل أزمة عدم استقرار الأسعار لا يتوقف على تراجع أسعارها في الوقت الراهن ولكن يتطلب عملا جادا من وزارة الزراعة ووضع خطط لتلافي حدوث ذلك مستقبلا، حيث يضر الانخفاض الشديد للأسعار (اقل من سعر التكلفة ) أحيانا المزارع والقطاع الزراعي بصفه عامه ويتسبب الارتفاع الجنوني (فوق قدرة المواطن البسيط ) لأسعار المنتجات الزراعية الأساسية أحيانا في سخط عام.
ولفت إلي أن هناك غرف عمليات لتلقى شكاوى المزارعين، فى حالة وجود شكوى حيث تتوجه اللجان على الفور لحل المشكلة وتقديم كل الدعم للمزارعين، ومتابعة لجميع أنواع الخضر من خلال المرور الحقلى بالغيطان، والتعريف بأهم الممارسات الجيدة لمتابعة المحصول ومواجهة المناخ المتغير ، لزيادة الإنتاج وتغطية احتياجات السوق المحلى.