قفزت القيمة السوقية لأسهم الشركات الأمريكية من التكنولوجيا إلى البنوك والرعاية الصحية وحتى إنتاج الماريجوانا والحشيش بحوالى 2.6 تريليون دولار خلال الأسبوع الماضى قبيل فوز جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية لتسجل أفضل أداء أسبوعى منذ ثمانية شهور.
وتوقع المحللون فى وول ستريت أن يؤدى فوزبايدن على دونالد ترامب ليصبح الرئيس 46 للولايات المتحدة إلى منح حزم تدابير مالية لدعم اقتصادها المتعثر والتصدى للانقسامات السياسية العميقة ومواجهة وباء فيروس كورونا الذى أصاب حوالى 10 ملايين أمريكى وتسبب فىى وفاة أكثر من ربع مليون ضحية.
وذكرت وكالة بلومبرج أن المؤشرات الأمريكية الرئيسية الثلاثة «ستاندرد آند بورز 500 S&P لكبرى الشركات و«داوجونز» الصناعى و«ناسديك» لشركات التكنولوجيا صعدت بحوالى %7 الأسبوع الماضى لتحقق أفضل مكاسبها بالنسبة المئوية منذ أبريل هذا العام مع انحسار المخاوف من إمكانية تشديد «بايدن» القواعد التنظيمية على الشركات الأمريكية، فى ظل احتمالات عدم استئثار أى من الحزبين الجمهورى والديموقراطى بالكونجرس لأن كل منهما حصل بالتساوى على 50 مقعدا.
وأكد ليندساى بيل رئيس إستراتيجيات الاستثمار فى شركة «الاى إينفيست» أن فوز بايدن برئاسة أكبر اقتصاد فى العالم خلال الأسبوع الماضى ساعد على انتشار موجة تفاؤل فى أسواق المال وارتفاع مكاسب أسهم الشركات وبوادر ارتياح لعدم ظهور انقسامات بين الحزبين فى الكونجرس.
ولكن بيل يحذر من أن هناك مخاطر من تفاقم مرض (كوفيد- 19) المميت على البيانات الاقتصادية واحتمال أن تؤدى الدعاوى القضائية التى رفعها دونالد ترامب لعدم اعترافه بالهزيمة إلى ظهور تقلبات فى أسواق المال خلال الأسابيع المقبلة.
وساعد صعود الأسهم الأمريكية والعالمية على رهان المستثمرين بأن الديمقراطى جو بايدن سيصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة، لكن الجمهوريين سيحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ وهو ما سيعطل على الأرجح أى تغييرات كبيرة فى السياسة، بما فى ذلك بقاء سياسات مجلس الاحتياطى الفيدرالى كما هى والاحتفاظ بأسعار الفائدة عند صفر أو قريبة من الصفر وسط حزم مالية ضخمة لمواجهة الوباء.
«بايدن» ينفذ برنامجا بتريليونى دولار لجعل قطاع الطاقة خاليا من العوادم الكربونية
ويعتزم جو بايدن تنفيذ برنامج بحوالى تريليونى دولار لجعل قطاع الطاقة خاليا من العوادم الكربونية بحلول عام 2035 مما أدى إلى انتعاش أسهم شركات السيارات الكهربائية مثل «تيسلا» والمنتجة للخلايا الشمسية ومنها «فيرست سولار» وغيرها من الشركات المنتجة للطاقة المتجددة والنظيفة.
وارتفع مؤشر فيلاديلفيا لأشباه الموصلات بأكثر من %12 ليسجل أعلى مستوى منذ مارس الماضى لأن معظم إيراداتها وتوريداتها من تعاملاتها مع الصين وتعتقد أن إدارة بايدن ستخفف التوترات التجارية التى شنها ترامب على حكومة بكين منذ أكثر من سنتين.
وانتعشت أيضا شركات التكنولوجيا بنسب تتراوح بين %9 وأكثر من %12 لجوجل وأبل وفيسبوك وأمازون والتى تتوقع أن بايدن لن يتمكن على الأجل القريب على الأقل من تنفيذ إصلاحات قوية مثل قوانين الاحتكار.
ويرى المحللون فى بنك جولدمان ساكس أن شركات الخدمات المالية وإدارة الأصول والبنوك وشركات المضاربة التى زادت أسعار أسهمها بنسب تتراوح بين %2 وحتى أكثر من %13 الأسبوع الماضى ستستفيد فى عهد بايدن من انتعاش أسواق المال وتزايد صفقات الدمج والاستحواذ وعدم اتجاه إدارة الرئيس الجديد إلى تشديد القواعد التنظيمية أو رفع الضرائب على الشركات.
شركات الرعاية الصحية والحشيش والماريجوانا المدرجة على مؤشر 500 S&P تسجل أعلى مستوى
وسجلت شركات الرعاية الصحية وإنتاج الحشيش والماريجوانا المدرجة على مؤشر « 500 S&P « أعلى مستوى فى تاريخها بفضل فوز بايدن الذى تعهد بعدم تهديد أرباح هذا القطاع ولا فرض قيود على أسعار الأدوية مما ساعد على ارتفاع أسعار أسهم «يونايتيد هيلث جروب» بأكثر من %14 و«هيومانا» للرعاية الصحية بنسبة تتجاوز %8
وأدى فوز جو بايدن لانتعاش شركات الماريجوانا والحشيش التى كانت تنقل إنتاجها للدول التى تسمح قانونا بتعاطى هذه المخدرات ومنها أسعار أسهم شركة «أورورا» للحشيش والماريجوانا التى قفزت بأكثر من %98 خلال تعاملات نهاية الأسبوع فى بورصة نيويورك مع تزايد الأنباء بفوز المرشح الديموقراطى جو بايدن فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، لأن الحزب الديمقراطى تعهد سابقًا بعدم تجريم تعاطى هذا النوع من المخدرات على مستوى الحكومة الفيدرالية عندما يفوز فى الانتخابات وهزيمة دونالد ترامب.
وارتفعت أيضًا أسعار أسهم شركات أخرى مثل «تيلراى» بحوالى %55 و«كانوبى جروث» %18 و«أفريا» 12 %وكذلك كسبت أسعار أسهم شركتى «MJ» و «ETF» اللتين تديران أعمال أكثر من 30 شركة لإنتاج وتجارة الحشيش والماريجوانا بأكثر من %14
وانتعشت أيضا أسعار العملات المشفرة ومنها «البيتكوين» الذى حقق مكاسب شبه قياسية ليتجه نحو 16 ألف دولار لتنضم لبقية الأصول ومنها الأسهم الأمريكية والعالمية والسلع الأولية بفضل فوز جو بايدن وهزيمة ترامب ولاسيما أن إدارة بايدن من المرجح جدا أن تكون أكثر اهتماما بحماية المستهلكين والمستثمرين.
وزادت أسعار السلع الخام ومنها الذهب بأكثر من %3 لتسجل أفضل أداء أسبوعى منذ أواخر يوليو الماضى بفضل آمال بمزيد من دعم مجلس الاحتياطى الفيدرالى إذ يراهن المستثمرون على انقسام فى الكونجرس الأمريكى فى ظل رئاسة جو بايدن وبعد أن ساعدت أسعار فائدة قرب الصفر فى ظل إجراءات تحفيز هائلة مدفوعة بالأزمة الصحية الناجمة عن وباء كورونا على تحقيق مكاسب للذهب الذى لا يدر عائدا، والذى يعد تحوطا فى مواجهة التضخم، على أن يرتفع ما يزيد عن %27 منذ بداية العام الجاري حتى الآن، كما ارتفعت أسعار البترول بحوالى %5.8 لمزيج برنت وزاد الخام الأمريكى %4.3.