جاءت نتائج شركة سيدى كرير غير المدققة التى أعلنتها مؤخرا مخالفة لتوقعات بنوك الاستثمار بحسب وصف بعض المحللين، لافتين إلى أن نتائج الشركة بالربع الثالث لم تظهر أى استفادة من خفض أسعار الغاز، أو ارتفاع أسعار بيع البولى إيثيلين، والإيثلين خلال هذه الفترة.
وأشار محللو بنوك الاستثمار إلى أن هناك حالة من عدم وضوح الرؤية تسيطر على توقعات نتائج الشركة المستقبلية بسبب ارتباطها بشكل وثيق بأسعار البترول العالمية، والتى تخضع لمتغيرات دولية، وأسعار غاز بروبان الإيثان، وإمداداته، والذى يمثل نحو %60 من تكلفة إنتاح الشركة.
وبلغ صافى خسائر سيدى كرير فى الربع الثالث 46.7 مليون جنيه، وهو فارق صافى الخسائر بين النصف الأول من العام التى سجلت 28.3 مليون جنيه، وصافى خسارة أول 9 أشهر بقيمة إجمالية 75 مليون جنيه، والتى أرجعتها الشركة إلى تدهور متوسط الأسعار البيعية لمنتجاتها فى 9 أشهر من 2020 بالمقارنة مع متوسط الأسعار لمنتجاتها النهائية فى فترة الـ9 شهور المقارنة فى 2019.
بلتون: نتائج الربع الثالث تجاهلت خفض أسعار الغاز وارتفاع اسعار البترول
وقال على عفيفى، محلل قطاع البتروكيماويات فى بنك الاستثمار بلتون إن خسائر الشركة فى الربع الثالث تجاوزت توقعاتهم البالغة 10 مليون جنيه، مما يعنى عدم استفادة الشركة من ارتفاع أسعار البولى ايثيلين عالميا ،حيث تراوحت بين 900 و950 دولار للطن، وتراجع أسعار غاز الإيثان المستخدم فى الصناعة.
ويرى عفيفى إن خفض أسعار الغاز بواقع دولارا واحدا يوفر للشركة 1000 جنيه فى تكلفة إنتاج كل طن.
ورجح عفيفى أن تكون نتائج الربع الرابع من العام الحالى أكثر إيجابية مقارنة بالثالث، إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أنه من المحتمل أن تنهى سيدى كرير العام الحالى بصافى خسائر 30 مليون جنيه.
وقدر محلل قطاع البتروكيماويات فى بلتون تقييم السهم عند 9 جنيهات، بينما كانت التوصية الاحتفاظ بالسهم.
وعلى صعيد الفرص والتحديات التى تواجه الشركة، قال عفيفى أن كلاهما يتوقف على أسعار البولى إيثلين، المرتبطة بأسعار البترول والتى تخضع للمتغيرات السياسية عالميا، وإجراء خفض جديد لأسعار غاز الايثان، إلا أنه استبعد ذلك نظرا لإجراء خفضا فى الربع الأول من 2020.
وحول الآفاق المستقبلية للعام 2021، قال عفيفى إنه من المتوقع أن يكون أكثر إيجابية من العام الحالى، لكن الرؤية لازالت غير واضحة بشكل كلى نظرا لارتباط الأمر بأسعار البترول.
هيرميس: أسعار البترول والغاز أبرز المخاطر
قالت بحوث بنك استثمار هيرميس إنها تبقى على توصيتها بشراء السهم، مع ترجيحات أن الأوضاع السيئة قد انتهت، إلا أنها لفتت فى الوقت نفسه إلى أن عدم وضوح الرؤية تحد من رأيهم، حيث تمثل أسعار الغاز والنفط مخاطر رئيسية.
وخفض بنك الاستثمار السعر المستهدف للسهم إلى 10 جنيهات، مقارنة بـ 16 جنيها سابقا، بناء على عدة عوامل، تضمنت توقعات انخفاض أسعار المواد الكيماوية، والبترول، وارتفاع تكلفة العمالة، والخدمات، وتراجع معدلات التشغيل مع عدم حل قضية امدادات غاز الإيثان حتى الآن، وعدم وجود طريق واضح للتعافى، وارتفاع تكلفة حقوق الملكية (%18) لتعكس عدم وضوح الرؤية.
ويوضح بنك الاستثمار أن يبدى سعر السهم استجابة قوية اتجاه أسعار البولى ايثلين، المنتج الأساسى للشركة، متوقعا أن تشهد الشركة تحديات خلال الفترة المتبقية من 2020، تتمثل فى أسعار الغاز، وإمداداته.
ولفت إلى أنه يرسم رؤية محدودة للغاية بشأن تسعير غاز الإيثان، وإمداداته خلال فترة من 3 إلى 5 سنوات القادمة، فضلا عن أن أسعار البترول عاملا مؤثرا على ربحية الشركة خلال فترة الـ12 إلى 18 شهر القادمين.
وأشار بنك الاستثمار إلى أن أسعار البولى إيثلين عالى الكثافة تعافت بنسبة 40% مؤخرا من أدنى مستوى لها فى إبريل 2020، مدعومة بالطلب القوى على التعبئة فى الصين، حيث انتعشت بقوة أنشطة التشييد، والصناعة، لتعود لمستويات ما قبل الفيروس.
وعلى صعيد توقعات العام القادم 2021، يتوقع بنك الاستثمار تعافيا فى الأرباح، مع ارتفاع مبيعات وأسعار البولى ايثلين، فيما يرى أنه فى المدى الزمنى الأطول يتوقع أن تؤدى كميات إضافية من إمدادات البولى ايثلين إلى الحفاظ على الأسعار فى المستوى المقبول.
وحول مشروع البولى بروبلين الذى تسيرالشركة فى إجراءات انشاؤه حاليا قال بنك الاستثمار أن أسعار البروبلين بحاجة للانخفاض، وإلا لن يصبح المشروع ذو جدوى.
ولفت بنك الاستثمار إلى عدم وضوح الرؤية بشأن تمويلات المشروع، خاصة وأن ميزانيات الشركة ليست قوية بما يكفى لامتصاص التكلفة المرتفعة للمشروع مع مشاركة سيدى كرير بـ%30 من رأس المال، وتوقع بأن تصل قيمته 5.8 مليار جنيه، ما يعنى أن الشركة يجب أن تصدر أسهم جديدة.
وأشار إلى أن سيدى كرير كان ينظر لها تاريخيا على أنها لاعبا جيدا على صعيد توزيعات الأرباح، لافتا إلى أن مجرد دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع أثرت سلبا على توزيعات الأرباح.
ونوه إلى أنه بالنظر إلى قائمة التدفقات النقدية بالنصف الأول فإنه من الواضح أن الشركة جمدت عمليات الإنفاق على المشروع، وأنه بالنظر للخلفية الاقتصادية والنفقات الرأسمالية فإنها سجلت 63 مليون جنيه فقط فى النصف الأول من 2020، مقابل 443 مليون جنيه الفترة المماثلة من 2019، ما يعنى أن الشركة ربما تدرس جدوى المشروع فى هذا الوقت.
وأوضح بنك الاستثمار إنه لا يدرج المشروع ضمن الأرقام والمؤشرات المتوقعة، نظرا لأنه لديه تساؤلات حول جدوى المشروع، وكيفية جمع الشركة التمويلات المطلوبة.
وكانت سيدى كرير أعلنت، فى وقت سابق، عن موافقة مجلس الإدارة على تحديد هيكل تمويل مشروع البروبلين والبولى بروبلين بواقع %30 حقوق ملكية و%70 قروضا بنكية.
وفى تقريره الصادر قبل إصدار الشركة نتائجها عن الربع الثالث، توقع بنك الاستثمار تحقيق سيدى كرير إيرادات 3.5 مليار جنيه فى 2020، وصافى أرباح قبل حقوق الملكية 79 مليون جنيه.
النعيم يطرح تفسيرين محتملين لخسائر الربع الثالث
وقالت مارينا مكين، محلل قطاع البتروكيماويات فى بنك استثمار النعيم إن نتائج الشركة بالربع الثالث جاءت صادمة، نتيجة تراجع هوامش الربحية بـ -%0.6 مقارنة بتوقعاتهم تحقيق نمو فى هامش الأرباح %27 ولم تظهر عليها الاستفادة من خفض أسعار الغاز، وارتفاع أسعار منتجات الشركة عالميا.
وطرحت مارينا فى الوقت نفسه تفسيرين محتملين لهذا التراجع الأول، مديونيات سابقة مستحقة على سيدى كرير للشركة المصرية للغازات الطبيعية «جاسكو»، أو ارتفاع تكاليف مباشرة (أجور، مستلزمات إنتاج)، مؤكدة فى الوقت نفسه ان تفسير هذه الخسارة سيتضح بشكل كلى مع ظهور القوائم المالية للشركة.
وأوضحت مارينا أن هذه الخسارة جاءت رغم ارتفاع قيمة مبيعات الشركة فى الربع الثالث بـ%4 مقارنة بالربع الثانى، نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للبولى إيثيلين بـ%23 والإيثيلين بـ%49 للطن.
ونوهت أيضا إلى أن سيدى كرير لم تظهر على نتائجها فى الربع الثالث آثار خفض أسعار الغاز، بقيمة تتراوح بين 1 و1.5 دولار للمليون وحدة حرارية.
وكانت سيدى كرير تحصل على غاز بروبان الإيثان الذى يخضع لعمليات معالجة وتنقية خاصة، ويمثل %60 من تكلفة الإنتاج، بقيمة تتراوح بين 7 و7.5 دولار للمليون وحدة حرارية، قبل أن تقوم الحكومة بخفض سعره إلى 6 دولارات للمليون وحدة حرارية، فى الربع الأول من العام الحالى، وفقا لمكين.
وتقول مكين إن تطبيق خفض سعر الغاز بدأ من الربع الثانى، بأثر رجعى شمل الربع الأول، ما جعل تكلفة المليون وحدة حرارية فى الربع الثانى بين 4 و4.5 دولار، بشكل مؤقت نتيجة تطبيق القرار بأثر راجعى.
وأوضحت أنه رغم المشكلات التى واجهت الشركة فى الربع الثانى على صعيد التصدير والتوزيع نتيجة فيروس كورونا، إلا أن هوامش ربحيتها كانت %4.3 وتصدر سيدى كرير نحو %60 من إنتاجها من البولى إيثيلين.
وتقول مكين إن توقعات الربع الأخير من 2020، إيجابية نظرا لارتفاع أسعار الايثلين، والبولى ايثيلين بنحو %11 فى أكتوبر، وفى حالة كانت خسائر وتراجعات الربع الثالث استثنائية.
وحول الفرص التى لدى سيدى كرير قالت مكين إن خفض أسعار الغاز إلى 6 دولارات للمليون وحدة حرارية، يوفر للشركة نحو 70 دولار فى تكلفة إنتاج الطن، كما أن تطبيق قانون الاستثمار الحر على مصنعها الجديد للبولى بروبلين، والذى يتضمن إعفاءات جمركية، وتيسيرات على صعيد الأجور، والمصروفات، وإعفاءات جمركية، سيخفض التكاليف على الشركة،
وعلى الجانب الآخر تتمثل التهديدات التى تواجه الشركة فى ارتباط أسعار البولى إيثيلين المنتج الأساسى للشركة بأسعار البترول العالمية، والضغوط التى تشهدها المبيعات والصادرات نتيجة فيروس كورونا، ولا تستطيع الشركة تجاوزها، وأيضا أى ارتفاع يتم فرضه على أسعار الغاز، بحسب مكين.
وعلى صعيد توقعات العام المقبل، قالت مكين إن النظرة إيجابية لأن البولى إيثيلين يدخل فى صناعات محلية خاصة تلك المرتبطة بالقطاع الطبى، فى ظل توقعات موجة ثانية لفيروس كورونا.