أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تشهد نموًّا سريعًا فى مجال الابتكار الرقمى وريادة الأعمال، حيث استطاعت مصر رغم ظروف جائحة كورونا الحفاظ، خلال النصف الأول من العام الحالى، على مركزها الأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى جذب أكبر عدد من الصفقات الاستثمارية بقطاع الشركات الناشئة، واحتلّت المركز الثانى في حجم الاستثمارات.
وأوضح الوزير أنه تم إنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية في 6 محافظات لتكون ملتقى لتبادل الخبرات بين الشباب وتدريبهم على مختلف تخصصات علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع تنفيذ برامج تدريب لرعاية الإبداع.
كما أنه من المقرر افتتاح اثنين آخرين في القاهرة خلال العام المقبل؛ وهما مركز قصر السلطان حسين كامل، ومركز آخر قريب من جامعة القاهرة، فيما يتم السعى نحو إنشاء مراكز أخرى بالإسكندرية وطنطا والزقازيق والإسماعيلية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور عمرو طلعت، خلال افتتاح فعاليات الدورة السادسة من معرض ومؤتمر “تكني سميت” الذي يُعقد تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وينظمه الاتحاد العام للغرف التجارية في الفترة من 7- 9 نوفمبر الحالي بمكتبة الإسكندرية.
كما استعرض أيضًا أهم محاور إستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء مصر الرقمية؛ وهى التحول الرقمي، ورعاية الإبداع التكنولوجي، وبناء القدرات، موضحًا أن الإستراتيجية ترتكز على 3 قواعد هى الاقتصاد الرقمي الدامج، والبنية التحتية المؤمنة، والسياج التشريعي والحوكمة.
وأكد اهتمام الوزارة بتنمية المهارات الرقمية للشباب وتطوير قدراته في المجالات التكنولوجية والتي تعد عنصرًا رئيسيًّا لكى تتبوأ مصر مكانة متميزة على الخريطة العالمية لصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ حيث يستهدف، خلال العام المالي الحالي، تدريب أكثر من 115 ألف متدرب بكلفة إجمالية 400 مليون جنيه، وذلك مقارنة بعدد المتدربين فى 2018 الذي بلغ نحو 4 آلاف متدرب.
وأوضح أن الوزارة تنفذ إستراتيجيتها لبناء القدرات وفقًا لنهج هرمي، حيث يتم تنفيذ برنامج لتدريب أكثر من 20 ألف شاب، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتقديم برامج تدريب سريعة في مراكز الشباب لخلق وعي بأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ثم يتم توفير برامج أكثر تخصصًا من خلال عدد من المبادرات؛ والتى ترتكز على مصفوفة المهارات التقنية مع مهارات العمل الحر وكيفية المنافسة فيه؛ ومن بينها مبادرة مستقبلنا.. رقمي التي تستهدف تدريب 100 ألف شاب خلال 18 شهرًا.
ومبادرة أخرى بالتعاون مع شركة هواوي لإتاحة التعليم الرقمي عن بُعد، وغيرها من المبادرات التي تستهدف خلق قاعدة من الشباب قادر على المنافسة في سوق العمل المحلية والدولية؛ ثم يتم التدرج في التعمق والتخصص في المبادرات التي تقدمها الوزارة لمبادرات أخرى عالية القيمة، مثل مبادرة تعليم الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات بالتعاون مع جامعة إيبيتا، ومبادرة أخرى مع شركة أمازون لتدريب 500 شاب وشابة لمدة 9 شهور على قواعد الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.
وأضاف أنه يتم إنشاء جامعة مصر المعلوماتية فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة كأول جامعة فى الشرق الأوسط وأفريقيا متخصصة فى علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي ستبدأ الدراسة خلال العام الدراسي المقبل، وتهدف إلى تقديم درجة البكالوريوس والماجستير في كليات الذكاء الاصطناعي والهندسة، وكلية علوم الحاسب، وكلية تكنولوجيا الأعمال، وكلية الفنون الرقمية من خلال شهادات مشتركة مع كبرى الجامعات العالمية.
وألمح إلى أن ذروة النموذج الهرمي تصل مع مبادرة “بُناة مصر الرقمية” والتى تهدف إلى جذب 1000 شاب من خريجي كليات الهندسة وحاسبات ومعلومات، وتهدف الى خلق مهارات متكاملة تقنية وشخصية من خلال برنامج تدريبي مواز لبرنامج الدراسة الأكاديمية، إلى جانب التدريب العملي في الشركات المحلية والعالمية الكبرى وتعليم اللغة الإنجليزية.
ويحصل خريجو المبادرة على درجة الماجستير التقنى من كبرى الجامعات العالمية فى أحد تخصصات تكنولوجية عالية القيمة؛ والتي تشمل الأمن السيبراني، والأَتْمتة وعلوم الروبوت، وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي، والفنون الرقمية، حيث تم توقيع أول عقد مع أول جامعة عالمية؛ وهى جامعة ولاية أوهايو وهى من أهم 30 جامعة بالولايات المتحدة الأمريكية في مجال الهندسة، وسيتم البدء في البرنامج خلال العام 2020/ 2021.
ولفت إلى أنه تم إطلاق منصة مصر الرقمية بشكل تجريبى لتقديم الخدمات الحكومية الرقمية للمواطنين، وأنه من المقرر إطلاقها بشكل رسمي قريبًا، بما يمثل فرصًا واسعة للمبتكرين للتوسع في أعمالهم والمشاركة في منظومة التحول الرقمى، مشيرًا إلى مبادرة “فرصتنا.. رقمية” التي أطلقتها الوزارة.
وبموجب المبادرة تتم إتاحة 10% من كل مشروعات التحول الرقمي لتنفيذها من خلال الشركات المتوسطة والصغيرة والناشئة، المقيدة في قاعدة بيانات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وذلك في ضوء قرار وزاري مُلزِم.
وتطرّق إلى أن مشروعات التحول الرقمي تتطلب توافر بنية تحتية مؤمَّنة وكُفء، حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير البنية التحتية للاتصالات في 2019 باستثمار بلغ مليارًا و600 مليون دولار، فيما تم بدء تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع في النصف الثاني من 2020 بتكلفة تزيد على 300 مليون دولار في العام المالي الحالي، وهو ما أسهم في استيعاب التزايد باستخدام الإنترنت خلال ظروف الجائحة.
وفى ختام كلمته، سلّط الضوء على أهم مؤشرات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال العام المالي المنقضى؛ حيث بلغ معدل نمو القطاع أكثر من 15%، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للقطاع نحو 108 مليارات جنيه، مقابل 93 مليارًا في العام المالي الذي يسبقه.
بينما بلغت نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي نحو 4.4%، مقارنة بنحو 4% فى العام المالي الذي يسبقه، و3.2% خلال 2018/ 2019، وذلك مع مستهدف الوصول إلى أكثر من 8% خلال 3 سنوات.
وقام الدكتور عمرو طلعت بافتتاح معرض “تكني سميت” Techne Summit، الذي شمل مشروعات شباب المبدعين والشركات الناشئة؛ حيث أشاد الوزير بما شهده من مشروعات متميزة وأفكار خلّاقة.
جدير بالذكر أن “تكني سميت” هو حدث دولي يركز على صناعات متعددة ومجال الاستثمار وريادة الأعمال على وجه الخصوص، حيث يهدف إلى التأثير في مختلف المجالات ومجتمعات أصحاب الشركات الناشئة في منطقة البحر المتوسط، من خلال عرض تكنولوجيات مختلفة وسبل تطبيقها على كل صناعة.
وتهدف القمة، هذا العام، إلى تسليط الضوء على كيفية الاستثمار فى الشركات الناشئة، وتحديد الفرص الواعدة فى القطاعات الاقتصادية أمام المستثمرين وصناديق الاستثمار ورأس المال المخاطر تحت رعاية الوكالة الألمانية، وبمشاركة 9 دول من مجموعة مستثمري البحر المتوسط، إلى جانب مشاركة قرابة 20 صندوق استثمار.