شهدت سوق المحمول تغيرات جذرية فى خريطة المبيعات خلال الربع الثالث من العام الحالى؛ التى أظهرت تفوق شركات «سامسونج، وريدمى، وآبل» فى زيادة حصصها السوقية على حساب علامات تجارية أخرى.
بحسب تقرير مؤسسة الأبحاث التسويقية «GFK»، حافظت العلامة الكورية «سامسونج» على صدارتها مبيعات سوق المحمول بعد زيادة حصتها السوقية للشهر الرابع على التوالى لتصل إلى %31.4 من إجمالى مبيعات القطاع خلال شهر سبتمبر الماضى، مقابل %25.4 فى يوليو الماضى.
وبالرغم من تراجع الحصة السوقية للصانع الصينى “أوبو” إلى %21.8 تمركزت فى المرتبة الثانية بقائمة الماركات التجارية الأكثر مبيعًا فى سوق المحمول خلال تلك الفترة، مقابل %20 خلال نفس فترة المقارنة.
وصعدت العلامة الصينية “ريدمي” للمرتبة الثالثة بقائمة الماركات الأعلى مبيعًا فى سوق الهواتف بعد زيادة حصتها السوقية إلى %10 من إجمالى نتائج أعمال القطاع خلال تلك الفترة، مقابل %9.7 فى نفس فترة المقارنة.
على الجانب الآخر، استمر تراجع أداء «هواوى» فى سوق المحمول – للشهر الثالث على التوالي- لتستحوذ بذلك على المرتبة الرابعة بحصة سوقية %9.7 خلال شهر سبتمبر الماضى، مقارنة بـ%14.1 فى يوليو السابق.
ويعود هبوط مبيعات هواتف «هواوى» إلى تراجع الطلب على منتجاتها من جانب المستهلكين، خاصة مع استمرار القيود والحظر الأمريكى على منتجات الصانع الصينى عالميًا.
كما تراجعت «ريلمى» للمرتبة الخامسة فى مبيعات سوق المحمول بعدما أن انخفضت حصتها السوقية إلى %9.7 خلال تلك الفترة، مقارنة بـ%10.9 فى نفس فترة المقارنة.
واحتلت شركة «آبل الأمريكية» المرتبة السادسة بقائمة بعدما اقتنصت حصة سوقية بلغت %7.5 خلال سبتمبر الماضى، مقارنة بـ%1.7 فى يوليو الماضى.
فى المقابل، انخفض أداء “إنفينيكس” لأدنى مستوى فى سوق المحمول بعد تراجع حصتها السوقية إلى %4.2 من إجمالى مبيعات القطاع خلال الفترة المذكورة، مقابل %8.3 فى نفس فترة المقارنة.
بينما بلغت الحصة السوقية لمبيعات الماركات التجارية الأخرى المطروحة فى السوق المحلية نحو %5.8 خلال شهر سبتمبر الماضى.
وأرجع عدد من مسئولى شركات الهواتف تغير خريطة مبيعات سوق المحمول إلى إقبال بعض الشركات إلى هيكلة خططها التسويقية نحو التوسع فى تقديم فئات وموديلات جديدة تغطى مختلف الشرائح السعرية.
أوضحوا أن بعض الشركات الصينية استفادت من تعزيز حصتها السوقية عن طريق تقديم موديلات مزودة بأحدث التقنيات والمواصفات التى تؤهلها لجذب أكبر شريحة من المستهلكين، علاوة على تحفيز التجار على تسويق منتجاتها ومنحهم مزيدًا من الحوافز المالية على إجمالى الكميات المسحوبة شهريًا.
أكد أحمد قنديل، المدير الإقليمى لشركة ويكو الفرنسية للهواتف فى منطقة شمال إفريقيا، أن سوق المحمول شهدت تغييرات جوهرية خلال الفترة الماضية؛ على خلفية حالة التراجع والهبوط الذى أصاب شركتى “هواوى، وهونر” الصينيتن، مما أسهم فى استفادة زيادة الحصص السوقية لعلامات تجارية أخرى، ومنها “ريدمى، وأوبو” من ذات بلد المنشأ.
وعلق قنديل قائلا: سامسونج عززت من حصتها السوقية بسبب تنوع موديلاتها التى تناسب مع كافة الشرائح وامتلاكها أحدث صيحات التكنولوجيا عالميًا على صعيد جميع الأسواق ومنها مصر.
وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت اتفاق شركتى “هواوى، وهونر” على زيادة حصتها السوقية من مبيعات المحمول فى السوق الصينى لتصل إلى %70 مع باقى المنافسين مقابل تقليص حجم نشاطهم فى مختلف الأسواق العالمية، وإتاحة الفرصة والمنافسة للماركات الصينية.
وأكد أن شركتى “هواوى وهونر” غيروا من سياستهم التسويقية نحو الاعتماد على بيع وتسويق منتجاتها فى السوق الصينى الذى يمثل ما يقرب من %25 من حجم مبيعات سوق هواتف المحمول عالميًا.
ووفق بيانات مؤسسة الأبحاث التسويقية “كناليس”، جاءت “هواوى الصينية” فى المرتبة الثانية بقائمة الماركات التجارية الأكثر مبيعًا لأجهزة هواتف المحمول عالميًّا مستحوذة على حصة سوقية قدرها %14.9 بعدما تمكنت من بيع 51.7 مليون وحدة خلال الربع الثالث من العام الحالى.
وأكد محمد عرفة، مدير القطاع التجارى فى شركة “سبيد تك” للاستيراد والتصدير موزع هواتف “ايلا الصينية”، أن صعوبة المنافسة بين العلامات دفع أغلب شركات الهواتف لتغيير سياساتها التسويقية، ومنها “شاومى، وريلمي” من خلال التوسع فى طرح أجهزة المزودة بأحدث المواصفات والتكنولوجيا التى تؤهلها على جذب أكبر شريحة من المستهلكين.
وأضاف أن هناك بعض الشركات ومنها “سامسونج” تعتمد على التوسع فى طرح الفئات والموديلات الجديدة تتناسب مع كافة الشرائح السعرية المطروحة داخل السوق، بخلاف منحها الحوافز للتجار فى ضوء التشجيع على تسويق منتجاتها؛ الأمر الذى انعكس بالإيجاب على زيادة مبيعاتها خلال الفترة الماضية.
وتوقع أن تزيد مبيعات هواتف “سامسونج، وآبل، وأوبو” فى ظل تكثيف أنشطتها التسويقية وإطلاق سلسلة الموديلات الجديدة خلال الربع الأخير من العام الحالى.
فى ذات السياق، أكد أحد تجار المحمول والإكسسوارات بمنطقة العتبة، أن التغيرات التى شهدتها خريطة سوق المحمول نتجت عن السياسات التسويقية التى اعتمدتها بعض الشركات التى أقدمت على تحفيز التجار وموزعيها على تسويق منتجاتها من خلال تقديم برامج وعمولات تحفيزية على إجمالى الكميات المسحوبة.
ولفت إلى أن شركات الهواتف تسعى حاليًا لضبط السياسات التسعيرية لمنتجاتها، بهدف تجنب موزعيها أى خسائر مالية قد تطرأ عن وجود فروقات سعرية داخل السوق بين الطرازات المطروحة.