أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف أمس الخميس أنه سيشكل سريعا “حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين”، مؤكدا عزمه “وقف الانهيار، الذي يتهدد البلاد”.
تشكيل حكومة اختصاصيين
وقال الحريري في بيان مقتضب تلاه عقب اجتماعه مع الرئيس ميشال عون، الذي كلفه بتشكيل الحكومة، “سأنكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة لأن الوقت داهم والفرصة أمام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة”.
وأضاف أنه “سيشكل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها”.
وخاطب الحريري اللبنانيين، قائلا “أتوجه إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات إلى حد اليأس بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم بالعمل على وقف الانهيار، الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت”.
وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون، في وقت سابق اليوم سعد الحريري، بتشكيل حكومة الجديدة، حسب ما أعلنت المديرية العامة للرئاسة اللبنانية.
وجاء تكليف الحريري بتشكيل الحكومة بعد تسميته من قبل 65 نائبا من مجموع 118 نائبا شاركوا في استشارات نيابية ملزمة أجراها الرئيس اللبناني، وهي أكثرية تمكنه من التأليف، في حين لم يسم 53 نائبا أي شخص لتشكيل الحكومة.
وبعد تكليفه، استعاض الحريري “لدواع أمنية” عن قيامه بجولة تقليدية على رؤساء الحكومة السابقين باتصالات هاتفية معهم، بحسب بيان صدر عن مكتب الحريري.
وقال البيان إن الحريري توافق مع رؤساء الحكومة السابقين على الاكتفاء بالتشاور الهاتفي استثنائيا لدواع أمنية، وأنهم تمنوا له التوفيق في مهامه لتشكيل حكومة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي.
وسيجري الحريري بعد ظهر اليوم الجمعة استشارات برلمانية غير ملزمة مع الكتل البرلمانية حول شكل وطبيعة الحكومة ومطالب الكتل البرلمانية.
تكليف الحريري
وقال “تيار المستقبل” الذي يتزعمه الحريري، في بيان إنه مع تكليف الحريري “فتحت صفحة جديدة عنوانها العمل من أجل الإنقاذ ووقف الانهيار وإعادة الإعمار”.
ودعا التيار جمهوره إلى “مواكبة ما بعد التكليف بهذه الروحية والتعبير عن ذلك بشكل يراعي ما تعيشه البلاد من ظروف دقيقة، سياسيا واجتماعيا وصحيا”.
وحث التيار مناصريه على “الالتزام بالقوانين المرعية الإجراء، والابتعاد عن أي فعل يناقض هذه الاعتبارات”.
وكان الحريري أعلن مؤخرا أنه مرشح لرئاسة الحكومة ضمن ثوابت المبادرة الفرنسية، وأنه يعتزم تشكيل حكومة اختصاصيين تضع خلال 6 أشهر الاصلاحات على سكة التنفيذ.
المبادرة الفرنسية
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبنان في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، ووضع أمام القوى السياسية مبادرة لوقف الانهيار وإعادة الاعمار تشمل تشكيل حكومة تقوم بإصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الأطراف.
وسبق أن شكل الحريري حكومتين الأولى في العام 2009 في عهد الرئيس ميشال سليمان والثانية في العام 2016 في عهد الرئيس ميشال عون والتي استقالت في 29 أكتوبر الماضي، تحت ضغط احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية ومالية حادة تجسدت في شح العملة الأجنبية وانهيار قيمة الليرة، والقيود على سحب الودائع من المصارف، والتوقف عن سداد الديون الخارجية والداخلية، وهو ما فاقمته تداعيات تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في البلاد.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.