تخطط شركة فوكسكون التايوانية للتكنولوجيا التى بات اسمها رسميا «هون هاى للصناعات الدقيقة» توريد مكونات أو خدمات لحوالى %10 من السيارات الكهربائية أو ما يعادل 3 ملايين وحدة على مستوى العالم فيما بين 2025 و2027 بعد أن أجرت مباحثات مع عدة شركات عالمية لتعزيز التعاون فى المستقبل فى مجال المركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة.
وقال ليو يونج واى رئيس فوكسكون أو «هون هاى» المسئولة أساسا عن تجميع موبايلات آيفون التى تنتجها شركة أبل الأمريكية، إن شركته تسعى لتحقيق المزيد من النمو من خلال توريد مكونات دقيقة فى محاولة لتنويع استثماراتها العالمية فى قطاعات مختلفة منها السيارات الكهربائية وذاتية القيادة والروبوتات والأجهزة الصحية الديجيتال.
وذكرت وكالة رويترز أن شركة فيات كرايسلر الإيطالية الأمريكية للسيارات أعلنت فى بداية العام الجارى قبل اندلاع وباء فيروس كورونا عن تخطيطها للتحالف مع شركة فوكسكون فى مشروع مشترك لتصنيع سيارات كهربائية وتطوير تكنولوجيا السيارات المتصلة بشبكة الانترنت فى الصين.
وطالب ليو يونج واى شركته بتجهيز منصات مفتوحة بأسرع ما يمكن للاستحواذ على أكبر حصة فى سوق السيارات الكهربائية العالمية بعد أن تعهدت فوكسكون هذا العام ببناء منصات مفتوحة لتصنيع المكونات الرئيسية للسيارات الكهربائية ومنها البطاريات وخدمات توصيل إنترنت المركبات مع شركات السيارت العالمية..
وأوضح ليو يونج واى أن فوكسكون ستعمل مع العديد من شركات السيارات العالمية لتحقيق النسبة المستهدفة البالغة %10 من السيارات الكهربائية فى العالم لكنه لم يصرح بالإيرادات التى يمكن أن تحققها الشركة من هذه النسبة.
وتعتزم فوكسكون البدء فى إنتاج البطاريات اللازمة للسيارات الكهربائية بحلول عام 2024 ولكنها ستكون ذات طاقة تخزين عالية تفوق البطاريات الحالية التى تحتاج لإعادة الشحن بعد السير لمسافة لا تزيد عن 700 كيلومتر.
وكان ليو أعلن فى بداية يناير الماضى أن شركة فوكسكون تسعى لتصنيع سلاسل توريد مكونات رئيسية للسيارات الكهربائية فى الصين والولايات المتحدة أكبر سوقين لمبيعات السيارات على مستوى العالم لتنويع استثماراتها فى الدول الكبرى المتقدمة والناشئة.
وحققت مبيعات السيارات فى الصين ارتفاعا فى سبتمبر بأكثر من %12.8 للشهر السادس على التوالى بعد أن هبطت خلال الثلاث شهور الأولى من العام الجارى بسبب انتشار العدوى من فيروس كورنا، الذى ظهر أصلا فى مدينة ووهان الصينية وانتشر بعد ذلك ف حوالى 200 دولة ولكن حكومة بكين استطاعت احتواء مرض كوفيد 19 فى بداية مارس وحتى الآن.
وتشهد الصين عادة ارتفاعا فى مبيعات السيارات وغيرها من المنتجات خلال الشهر الماضى الذى يطلق عليه سبتمبر الذهبى والشهر الحالى الذى يعرف باسم أكتوبر الفضى لتتدفق المستهلكين على الشراء لتحسن الجو بعد شهور الصيف الحارة التى تنكمش فيها المبيعات.
وارتفعت مبيعات السيارات فى الصين إلى أكثر من 2.57 مليون وحدة خلال شهر سبتمبر الماضى لتصل إلى حوالى 17.12 مليون وحدة منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر ولكنها مازالت أقل بحوالى %6.9 عن مبيعات التسع شهور الأول من العام الماضى كما جاء فى تقرير الرابطة الصينية لمصنعى السيارات CAAM الصادر هذا الأسبوع.
وترى شى جى محللة أسواق السيارات بشركة هايتونج انترناشيونال البحثية أنه بناء على بيانات موزعى السيارات ومعارض البيع فإن نمو المبيعات سيواصل الارتفاع خلال الشهر الجارى أيضا مع استمرار زيار المستهلكين لمعارض السيارات منذ الشهر الماضى حتى الآن.
وأعلن شين شيهوا كبير المسئولين برابطة CAAM أن معرض بكين للسيارات الذى انعقد فى سبتمبر الماضى والذى يستخدم كوسيلة دعائية وترويجية لسياسات الحكومات المحلية لدعم قطاع السيارات ساعد فى زيادة نمو مبيعات السيارات خلال الشهر الماضى.
وارتفعت مبيعات سيارات الركوب فى الصين خلال الشهر الماضى بأكثر من %8 بقيادة شركتى جيلى أوتوموبيل هولدينج وجريت وول موتور الصينيتين وشركة تويوتا موتور اليابانية التى زادت مبيعات كل منها فى بأكثر من %19 بينما أنتجت شركات السيارات الصينية 2.52 مليون سيارة فى شهر سبتمبر الماضى، بزيادة %14.1 عن إنتاجها خلال نفس الشهر من عام 2019.
أما السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة NEV مثل الكهربائية وخلايا الهيدروجين والهجين التى تعمل بالبطارية والبنزين فقد قفزت بحوالى 67.7 % خلال سبتمبر الماضى لتتجاوز 138 ألف وحدة للشهر الثالث على التوالى.
ومن الشركات التى تنتج السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة شركات صينية مثل نيو وإكسبينج وشركات أمريكية مثل تيسلا وكلها تسعى للتوسع فى سوق الولايات المتحدة لتحقيق المزيد من الأرباح، وفى الصين للحد من الانبعثات الكربونية وتقليل التلوث الهوائى للحفاظ على البيئة نظيفة.
وخفضت شركة تيسلا هذا الشهر أسعار موديلاتها فى الولايات المتحدة ومنها سيدان Model $ بحوالى 4 % وخفضت أيضا أسعار موديلات أخرى فى أسواق أخرى مثل الصين التى خفضت فيها سعر السيارة Model 3 بحوالى 8 % ليبدأ سعر الشراء بحوالى 249.9 ألف يوان (36.8 ألف دولار).
وقالت شركة تيسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية أنها ستصدر هذا الشهر سيارات من طراز Model 3 السيدان التى تنتجها فى مصانعها فى المدن الصينية ومنها شنغهاى إلى أكثر من عشر دول أوروبية منها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وسويسرا.
وقال سونغ كانج، مدير التصنيع والتشغيل لمصنع تيسلا العملاق فى شانغهاى إنه اعتمادا على مزايا السلسلة الصناعية القوية فى الصين ومستوى التصنيع المتقدم، فإن سيارات Model 3 المصنوعة فى الصين تتمتع بقدرة تنافسية عالمية قوية للغاية وأن تصديرها إلى أوروبا يعنى أن السوق الأوروبية قد اعترفت بجودة هذه سيارات السيدان المصنوعة فى الصين.
وقال سونغ إنه بعد أن تصل الطاقة الإنتاجية إلى هدف المرحلة الأولى، يمكن لشركة تيسلا تلبية احتياجات المستهلكين الصينيين مع توفير منتجات عالية الجودة للمستهلكين الأوروبيين، وأن تصدير سيارات تيسلا المصنوعة فى شانغهاى يعد خطوة مهمة فى تخطيط تيسلا على مستوى العالم بفضل مساندة الحكومات المحلية والإقليمية قى الصين على جميع المستويات التى ساعدت الشركة للتغلب على تأثير وباء كورونا وتعافت أعمال الإنتاج والمبيعات بسرعة فائقة.
وزادت أيضا مبيعات الشاحنات والمركبات التجارية الأخرى التى تشكل %25 من إجمالى سوق السيارات بأكثر من %40 الشهر الماضى بفضل تزايد الاستثمارات الحكومية فى البنية التحتية علاوة على أن الشركات طورت المحركات لتتوافق مع قواعد الانبعاثات الكربونية المتشددة الجديدة بينما قفزت مبيعات الصين من معدات وأنظمة الآلات الزراعية ذاتية القيادة إلى أكثر من 11700 وحدة فى النصف الأول من هذا العام بارتفاع 213 % عن نفس النصف من العام الماضى.
ومن جهة أخرى قررت وحدة صناعة السيارات لدى المجلس الصينى لتعزيز التجارة الدولية إقامة معرض دولى للسيارات للمرة الأولى فى مدينة تيانجين التى بها ميناء بشمالى الصين، وذلك بهدف تأسيس منصة جديدة لعرض السيارات العالمية لتعزيز زيادة المبيعات فى أكبر سوق للسيارات فى العالم.
ومن المقرر تنظيم المعرض فى الفترة من 26 سبتمبر إلى 5 أكتوبر العام القادم على مساحة تزيد عن 250 ألف متر مربع فى المركز الوطنى للمؤتمرات والمعارض فى مدينة تيانجين ليصبح المركز الثالث للمعارض على مستوى البلاد بعد نظيريه الموجودين فى مدينتى قوانغتشو وشانغهاى.
وسيركز المعرض على التكنولوجيات والمفاهيم والأنماط الجديدة مثل المركبات الكهربائية والسيارات المتصلة ذاتيا بالانترنت والسيارات ذاتية القيادة وعلى الدمج بين تكنولوجيا المركبات المتطورة والتنمية المستدامة، وابتكار التكنولوجيات الجديدة والتعرف على آفاق صناعة السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة فى المستقبل على مستوى العالم .