عبرت سلطات دول أوروبا عن قلقها المتنامي من الأزمة الطاحنة التي تواجه البنية التحتية الصحية بسبب تداعيات فيروس كورونا ، وفق شبكة روسيا اليوم.
وبعد أن وصف وزير الصحة البلجيكي موجة الإصابات الحالية بأنها أشبه ما تكون “بتسونامي”، قررت بروكسل تأجيل كل العمليات الجراحية والتدخل الطبي غير الضروري، ويبدو أن دولا أخرى تتجه لاتخاذ إجراءات مماثلة وخاصة تلك التي تتزايد فيها الحالات بسرعة.
ومما زاد من تعقيد المشكلة، أن الجائحة تسببت فيما يبدو في إرهاق العاملين في المجال الطبي كما قضت آثارها الاقتصادية المرعبة على التأييد الشعبي لإجراءات العزل العام التي فرضت هذا العام لتخفيف الضغوط الهائلة على الخدمات الصحية.
ووفقا لبيانات المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها فقد سجلت أوروبا حتى الآن أكثر من خمسة ملايين إصابة ومئتي ألف وفاة، وما زالت أعداد المصابين تزداد بشكل حاد منذ نهاية سبتمبر .
ولدى دول القارة الأوروبية بعض أفضل الخدمات الصحية في العالم، ويقول أطباء إن الخبرة التي اكتسبوها على مدى نحو عام في مكافحة المرض زادت جاهزيتهم لعلاج مرضى كورونا، لكن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في التعامل مع مرضى كورونا إضافة لمرضى السرطان والقلب والحالات الصحية الخطرة الأخرى بلغت الحدود القصوى.
ومع زيادة عدد الحالات التي تتطلب الدخول للمستشفيات لعلاجها من كورونا، ينصب الاهتمام على وحدات الرعاية المركزة التي تحملت في الموجة الأولى من الجائحة ما يفوق طاقتها.
ويقول المركز الأوروبي إن نحو 19 بالمئة من مرضى كورونا يحتاجون لنقلهم إلى المستشفى ومنهم نحو ثمانية بالمئة قد يحتاجون للعناية المركزة لكن تلك النسب تتفاوت بشدة في أنحاء القارة وداخل كل دولة.