تباينت آراء الخبراء حول قدرة شركات الاستثمار العقارى على تحقيق مبيعات خلال شهر رمضان الحالى والذى يتزامن مع اضطرابات سياسية وأمنية ومخاوف من العنف.. تعيد الخسائر مجددا الى السوق.
ولجأت الشركات خلال رمضان الماضى الى اتباع آليات تسويقية تتمثل فى تقديم عروض أسعار وخصومات مرتبطة بالشهر فقط والترويج الى مشروعاتها من خلال الخيام الرمضانية وتنظيم حفلات إفطار وسحور، إلا أن العام الحالى قد يشهد تجميد المخططات التسويقية للشركات فى ظل الأحداث السياسية الأخيرة فى حين تلجأ بعض الشركات الى استكمال تلك المخططات وسط توقعات بتحسن الطلب على العقارات عقب انتهاء شهر رمضان، مما يتطلب بناء قاعدة من العملاء خلال الفترة الحالية.
قال الدكتور عصام زكى، مدير إدارة التطوير بشركة المصرية العربية للمبانى الحديثة والاستثمار العقارى، إن الشركة تخطط لتكثيف خطتها التسويقية خلال رمضان من خلال الدعاية بالصحف وتنظيم حفلات إفطار بالفنادق طبقا لرؤية الشركة وتوقعاتها بتحسن حركة المبيعات والطلب على الوحدات العقارية خلال الفترة المقبلة عقب زوال حكم الإخوان وظهور رغبات جادة لدى القوى السياسية فى دعم الاستقرار ودفع الاقتصاد والاستثمارات إضافة الى إمكانية تحسن الحالة النفسية للعملاء بالقطاع ودفع الرغبات الشرائية عقب استقرار الأوضاع.
وأشار زكى الى لجوء الشركة لتنفيذ الآليات التسويقية التى اتبعتها خلال العام الماضى والتى ساهمت فى استقطاب العملاء وتحقيق مبيعات ملحوظة خلال رمضان الماضى.
ولفت الى دراسة الشركة تقديم عروض خصم على أسعار الوحدات للدفع الفورى والكاش خلال رمضان لتحفيز العملاء واستغلال الموسم الصيفى بالكامل فى إنهاء الشركة من تسويق وحدات مشروع «جاردن هيلز».
وتوقع زكى تحسن الطلب على الوحدات العقارية فور هدوء الأوضاع السياسية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية ومن ثم ضرورة لجوء الشركات الى تنفيذ آلياتها التسويقية لتأكيد وجودها بالقطاع ولاستقطاب الطلب والرغبات الشرائية المؤجلة فى السوق خلال المرحلة المقبلة.
وأشار مدير التطوير بشركة المصرية العربية الى نية الشركة دراسة عدد من المشروعات الجديدة خلال رمضان تمهيدا للبدء فى تنفيذها عقب انتهاء الشهر وهدوء الأوضاع نسبيا إضافة الى الانتهاء من المشروع القائم حاليا وإعادة توجيه الموارد المالية والتطويرية للشركة فى استثمارات جديدة.
من جهته، أكد عبدالغنى الجمال، رئيس مجلس إدارة شركة رؤية الجمال للاستثمار العقارى والسياحى، لجوء الشركة الى تجميد المخططات التسويقية وعروض الخصومات على مشروعاتها خلال الفترة الحالية مع توقعاتها بضعف الإقبال وتراجع معدلات التسويق فى ظل الأجواء السياسية المضطربة، فضلا عن طبيعة شهر رمضان والذى يشهد تراجعا فى التسويق، مما دفع الشركة الى تأجيل عروض الموسم الصيفى الحالى الى نهاية الشهر لضمان تحقيق مردود بيعى واستقرار الأوضاع السياسية نسبيا، لافتا الى صعوبة لجوء غالبية الشركات الى حرق عروض الموسم خلال الشهر الحالى وسط التوقعات بتراجع حركة المبيعات.
وأشار الجمال الى لجوء الشركة لتقديم عروض خصم على الدفع الفورى والكاش بنسبة تتراوح بين 10 و%15 خلال شهر رمضان الماضى، إلا أن الأحداث السياسية الأخيرة دفعت الشركة الى عدم تقديم عروض خاصة بشهر رمضان الحالى.
ولفت الى تأثر وحدات الإسكان السياحى و«السكند هوم» عادة بالاضطرابات السياسية والأمنية بصورة ملحوظة وتباطؤ تعافيها مقارنة بالوحدات السكنية والتى تمثل احتياجات أساسية وعاجلة ومن ثم فإن الشركات المنتجة لتلك المشروعات قد تلجأ خلال الفترة الحالية الى تقليص تكاليف الدعاية والإعلان وربط عروض الخصم بفترات استقرار السوق وهدوء الأوضاع الأمنية.
وأشار الجمال الى تأثر القطاع بتراجع الطلب من شريحة العاملين فى الخارج والعرب وسط الأجواء السياسية المضطربة، مما يثير قلق الشركات من عدم تحقيق المبيعات المنشودة خلال الموسم الصيفى الحالى.
فى سياق متصل، أضاف المهندس بهاء عابدين، المدير العام لشركة «لينة إيجيبت» للاستثمار العقارى والسياحى، أن السوق تشهد تراجعا ملحوظا فى معدلات الإقبال على الوحدات العقارية منذ بداية الشهر الماضى مرورا بثورة 30 يونيو وتداعياتها وحالة عدم الاستقرار السياسى التى تشهدها السوق فى الفترة الحالية ومن ثم فإن الشركات قد تلجأ الى تقليص الدعاية خلال شهر رمضان وتترقب لتقديم عروض الموسم الصيفى واستقطاب العملاء وتسويق الوحدات المتاحة من مشروعاتها.
وأشار الى لجوء الشركة لإلغاء عروض التسويق الخاصة بشهر رمضان خشية الإحجام الحاد للعملاء وتراجع معدلات الإنجاز وتنفيذ الأعمال الإنشائية للمشروع حال حدوث اضطرابات أمنية.
وأكد عابدين اختلاف الموسم الحالى عن رمضان 2012 والذى أعقب الانتخابات الرئاسية وبدء العملاء فى تفعيل الرغبات الشرائية المؤجلة ومن ثم فإن الشركات لجأت الى تكثيف الدعاية والإعلانات والترويج لمشروعاتها داخل الخيام الرمضانية و الفنادق الكبري.