أوضح تقرير صادر عن وكالة بلومبرج أن مبيعات السيارات الكهربائية فى أوروبا تنمو بوتيرة تجعل من المرجح أن تتفوق القارة العجوز على الصين فى المستقبل القريب. ومع ذلك لا يزال أمام أوروبا والولايات المتحدة بعض الدروس الواجب تعلمها من الصين.
أشار إلى تزايد الطلب على السيارات الأنظف والأكثر ذكاءً على مستوى العالم، لا سيما فى أوروبا حيث تم تعزيز السوق من خلال لوائح الانبعاثات الصارمة جنبًا إلى جنب مع زيادة الوعى بتغير المناخ. وتجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية فى أوروبا فى النصف الأول الصين للمرة الأولى منذ عام 2015.
على الرغم من أن جائحة كورونا أضرت بمبيعات كافة السيارات، بما فى ذلك السيارات الكهربائية، التى انخفضت بنسبة %15 على مستوى العالم فى الربع الثانى من 2020، فمن المتوقع أن تنمو سوق السيارات الكهربائية بنحو %7 هذا العام، بقيادة أوروبا.
نقلت بلومبرج خلاصات تقرير صادر عن مؤسسة «جاتو دينامكس» المتخصصة فى أبحاث الأسواق، جاء فيه أن «ما تحتاجه الحكومات فى أسواق السيارات الكهربائية المتخلفة الآن هو خطة أكثر مركزية لتحفيز النمو وخلق بيئة مثالية لبناء ثقة المستهلك».
وإلى جانب الدعم الكبير للمركبات الكهربائية، خلقت الحكومة الصينية بنية تحتية فعالة، حيث تستحوذ الصين على %60 من عدد محطات الشحن البالغة أكثر من 862 ألف محطة فى جميع أنحاء العالم.
وخفضت تسلا -الشركة التى تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها تعد حالياً أكبر صانع للسيارات الكهربائية فى العالم- فى وقت سابق من هذا الشهر سعر سيارتها السيدان «3» المصنوعة فى الصين إلى نحو 250 ألف يوان (36.8 ألف دولار)، وهى أرخص من أى مكان آخر فى العالم، بفضل توطين سلسلة التوريد وخاصة البطاريات.
وفى الوقت الذى يتم فيه خفض الدعم فى الصين، لا تزال المركبات الكهربائية أرخص بكثير من أى مكان آخر. وقالت مؤسسة «جاتو دينامكس» إن تكلفة ترخيص مركبة بمحرك احتراق فى شنغهاى مرتفعة نسبياً، فى حين أنها مجانية للسيارات الكهربائية، وبالتالى «خلق ذلك حافزًا اقتصاديًا ضخمًا وجعل استخدام السيارات الكهربائية أمرًا لا يحتاج إلى تفكير». فى غضون ذلك ، كان صانعو السيارات فى أوروبا يركزون تقليديًا على السيارات الكهربائية الفاخرة الأكثر تكلفة.
والصين ليست الدولة الوحيدة التى تقدم دعمًا للسيارات الكهربائية، ولكنها أيضًا حفزت المصنعين المحليين من خلال حجب الدعم عن السيارات المستوردة لفترة طويلة كما أخضعتها لتعريفات الاستيراد.
وإلى جانب سوقها المحلية، تهدف الصين إلى أن تصبح قوة عظمى عالمية فى مجال السيارات وتستهدف نشر المركبات الكهربائية الخاصة بها كخطوة لتحقيق هذا الهدف على المدى الطويل.
وقال التقرير: «رغم التباطؤ لبعض العلامات التجارية بمجرد إلغاء الدعم بشكل كامل على السيارات الكهربائية فى الصين؛ فإن بكين ستظل متقدمة بأميال على منافسيها.. فيوجد بالصين حاليًا 138 طرازًا مختلفًا للمركبات الكهربائية فى حين يتوافر 60 فى أوروبا و17 فى الولايات المتحدة».
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام البيانات من قبل الشركات الصينية بما فى ذلك موردى صناعة السيارات يُمكّنهم من فهم المستهلكين بشكل أفضل، إذ يختلف المشترون المحليون كثيرًا عن المشترين فى أوروبا.
وقال التقرير: «المستهلكون الصينيون أذكياء فى مجال التكنولوجيا وحريصون على أن يكونوا فى طليعة التطور الرقمى».
«كان المستهلكون الأوروبيون عادةً أكثر ترددًا عندما يتعلق الأمر باعتماد السيارات الكهربائية، وغير متأكدين من قدرات السيارات الكهربائية ويفضلون التمسك بما يعرفونه».
وارتفعت مبيعات السيارات الصينية بشكل كبير خلال شهر سبتمبر الماضي، بدعم تعافى الطلب المحلي؛ إذ توضح بيانات رابطة مصنعى السيارات الصينية، أن المبيعات ارتفعت بنسبة %12.8 خلال الشهر الماضى، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضى، بواقع 2.6 مليون وحدة.
يمكن لأوروبا أن تحقق أهدافها المتعلقة بالطرازات الكهربائية؛ شريطة أن تستفيد من التجربة الصينية التى تعد السوق الأكبر عالمياً للسيارات الكهربائية خاصة فيما يتعلق بالتخطيط المركزى وخفض التكاليف، وفهم اتجاهات المستهلكين.