شهدت أشهر مولات بيع أجهزة الحاسبات الشخصية والمحمولة ( اللاب توب ) فى القاهرة حركة رواج مع انطلاق العام الدراسى الجديد 2021/2020 والذى يختلف بجميع الأحوال عن ظروف كافة الأعوام السابقة بسبب انتشار فيروس كورونا وما فرضته من تدابير التباعد الاجتماعى.
وفرضت جائحة «كوفيد 19» حتمية التحول للاعتماد على آليات التعليم عن بعد «التعلم أونلاين» لتنفيذ التباعد الاجتماعى وخفض الكثافات الطلابية لمنع انتشار عدوى الإصابة بالفيروس، كما أعلنت أيضا وزارة التربية والتعليم عن تطبيق خطة للتعلم عن بعد فى شرح وتقديم المواد الدراسية للطلاب.
ورصدت «المال» فى جولة أجرتها داخل (مول البستان ومول الأميرة) فى منطقتى وسط البلد والعريش بالهرم، أن هناك اقبالاً ملحوظاً على حركة شراء اجهزة اللاب توب خاصة أجهزة الاستيراد والتى تعد أقل تكلفة عن الحاسبات الجديدة.
وقال خالد الصاوى ،صاحب محل القدس فى مول البستان، ان مبيعات أجهزة اللاب توب تشهد مع بداية العام الدراسى الجديد نموا ملحوظا بنسبة تصل إلى %100 مقارنة بالأعوام السابقة.
وأوضح أن زيادة الطلب على شراء اجهزة «اللاب توب» الاستيراد ساهم فى رفع سعرها بقيمة 500 جنيه لتبدأ من 2500 حتى 8000 جنيه، لاسيما مع تطور طرق التعلم عن بعد وظهور أنماط جديدة من وسائل التعليم أونلاين.
وأكد ان كل ولى أمر اصبح مهتما بتوفير جهاز حاسب آلى داخل المنزل للتواصل مع المدرسة واستقبال الدروس، مبينا أن المرحلتين الابتدائية والإعدادية لا تتطلب توافر مواصفات فنية متقدمة فى الأجهزة وتعد الحاسبات العاملة بمعالجات الجيلين الثانى والثالث مناسبة لإحتياجات طلابها.
وكشف عن استحواذ علامات «إتش بى» و«ديل» و«لينوفو» على النصيب الأكبر من مبيعات أجهزة اللاب توب الأستيراد فى مصر خاصة بعد تخارج العلامة اليابانية توشبيا.
وإلمح أمين محمد، مهندس متخصص فى صيانة اجهزة «اللاب توب»، إلى ان الايام الماضية شهدت إقبالا كثيفا من أولياء الأمور على إصلاح الأجهزة القديمة استعدادا للعام الجديد، مشيرا إلى أن قطع غيار الحاسبات متوافرة لكن أسعارها ارتفعت بشكل طفيف مؤخرا، إلا أن الإقبال على شراء الاكسسوارات لم يرتفع بنفس معدل شراء الأجهزة نفسها.
وأشار إلى أن جميع التجار بالمولات يتبعون سياسات البيع بشكل أكبر، دون التركيز على هامش الربح لتنشيط المبيعات، وتغطية تكاليف التشغيل والإيجارات، لافتا إلى أن المنافسة فى مصر أصبحت تنحصر بين أجهزة اللاب توب والحاسبات اللوحية ( التابلت ) مع ضعف الإقبال على شراء أجهزة الديسك توب العادية.
وذكر أن الموسم الدراسى ينعش مستويات الطلب من جانب المستهلكين على شراء أجهزة الحاسبات خلال شهور أغسطس وسبتمبر وأكتوبر من كل عام،
واكد مهندس فى محل سيتى لاب محمود حامد، أن فترة توقف المصانع العالمية خلال جائحة كورونا ساهمت فى انخفاض المعروض بالسوق المصرية، ورفع الأسعار بشكل محدود، مشيرا إلى أن تجار التجزئة يلجأون حاليا لاستيراد الحاسبات واللاب توب من سوق دبى كمركز محورى فى منطقة الشرق الأوسط كبديل عن الأسواق الأوروبية ومنها فرنسا وإيطاليا وهولندا تغطى كافة المواصفات الفنية من الجيل الثانى وحتى السادس.
ووجه محمد أحمد، صاحب أحد المحلات التجارية بمول الاميرة فى منطقة الهرم، عدة نصائح لاولياء الامور قبل الشراء منها الشراء من المولات ذات المصداقية الكبيرة وعدم شراء جهاز اعلى من الاحتياجات المطلوبة تجنبا لارتفاع السعر.
وأضاف ان اكبر ثلاث مولات متخصصة فى بيع أجهزة الحاسبات واكسسواراتها هى مول “البستان بوسط البلد والسراج مول فى منطقة مكرم عبيد وسوق العصر بحى مصر الجديدة”، والتى تشهد فى الفترة الأخيرة إقبالا كثيفا من أولياء الأمور والشباب قبل بدء العام الدراسى.
وتابع ان احتايجات الطالب الجامعى تختلف بشكل كامل عن احتيااجات المرحلة الابتدائية، نظرا لأن المرحلة الجامعية تحتاج إلى أجهزة جديدة وامكانيات مرتفعة من الجيل الخامس والسادس.
واوضح ان أسعار اجهزة المرحلة الجامعية تبدأ من 10 آلاف جنيه وحتى 25 ألف جينه، ومنها مايصل الى 40 ألف مزودة بأعلى مواصفات الجرافيك والتصميم والتى تناسب طلاب كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات – على سبيل المثال.
ارتفاع تكلفة قطع الغيار..وولى أمر : مخاوف من درجة تحصيل واستيعاب الطلاب
وقال ولى أمر لـ«المال» أثناء شراء حاسب جديد، إن أسلوب التعليم «أون لاين» له مزايا عديدة أهمها تقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول ومن ثم الحد من عدوى الإصابة بالوباء ولكنه ينطوى على مخاطر مدى استيعاب وتحصيل الدروس التعليمية، معتبرا أن تعدد مصادر التعليم من الممكن ان تؤثر على المحتوى العلمى للطلبة فى البداية.
وبحسب بيانات شركة الأبحاث التسويقية «جارتنر»، فإنه تم شحن 51.6 مليون حاسب آلى خلال الربع الأول من العام الحالى، بانخفاض بلغ %12.3 عن نفس الفترة من عام 2019، بسبب استمرار الصعوبات فى تلبية الطلب المرتفع حاليا بسبب كورونا والتوجه نحو العمل من المنازل والدراسة عن بعد على نطاق واسع، إلا أنه لا تزال سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية مدفوعة بمعدلات الطلب الثابتة فى قطاع المؤسسات، فضلا عن الدور الذى لعبته تحديثات نظام الويندوز 10 فى ارتفاع معدلات الطلب.