اختار عشرات الفلسطينيين الحضور داخل السيارات في الهواء الطلق في ساحة “كارتينج” الكبيرة في مدينة أريحا في الضفة الغربية لحضور “ فلسطين الخامس للموسيقى البديلة” في مشهد نادر وعصري في ظل تدابير الوقاية من العدوى.
وذلك وسط إقفال دور العرض والصالات المغلقة نتيجة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)،
وحظرت الحكومة الفلسطينية التجمعات في الأماكن المغلقة واتخذت سلسلة إجراءات وقائية في إطار جهود مكافحة مرض (كوفيد-19) الذي أودى بحياة أكثر من 472 شخصا وإصابة الآلاف منذ مارس الماضي في البلاد.
الحضور داخل السيارات
ومساء الجمعة اصطفت أكثر من 400 سيارة في الساحة وجلس أصحابها بداخلها لمتابعة البرنامج الموسيقي، وليستمعوا إلى الموسيقى التي عزفتها فرق فلسطينية، فيما صدحت أصوات الفنانين بأغاني عربية وأجنبية كلاسيكية.
ولاقت هذه الفكرة استحسانا لدى الحضور الذين صفقوا وتفاعلوا مع انتهاء كل أغنية وطالبوا المنظمين بتكرار عدد من الأغنيات، وترديد تلك الأغاني، أو إطلاق العنان لأبواق السيارات للتعبير عن بهجتهم في هذه الأجواء.
وجاء المهرجان بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية التي اعلنت عن تخفيف القيود المفروضة على حركة تنقل السكان وبعد انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
ويقول مؤسس ومنظم المهرجان رامي الخطيب، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن فريقه استغرق عدة شهور للتحضير للمهرجان من أجل إطلاقه في موعده المحدد على الرغم من أزمة كورونا.
فكرة مستلهمة من دول أخرى
وأضاف الخطيب، أن فكرة استضافة الجمهور داخل سياراتهم استلهمت من تجارب دول أخرى أقامت مهرجانات موسيقية واستعراضية مماثلة في الهواء الطلق من أجل الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
وتابع، “من المهم أن نستعيد حياتنا الطبيعية، حتى وإن كانت الظروف المحيطة توحي لنا العكس (..) نحن مثل غيرنا في العالم نرغب بالعيش ونتعايش مع الوضع الحالي، مع ضرورة إتباع الإجراءات الوقائية”.
ويوضح الخطيب، أن “عملية الإغلاق أثرت بشكل سلبي على الحياة الاقتصادية والاجتماعية لدى الفلسطينيين، خاصة في ظل منع التجوال ومنع ممارسة الحياة الاجتماعية بالشكل المعتاد”.
وأشار إلى أن العديد من المناسبات العامة قد تم إلغاؤها بسبب تلك الإجراءات، وخاصة المهرجانات الاحتفالية، مما تسببت بخسائر مادية هائلة للقائمين عليها.
ويقول إن الناس أصبحوا يتشوقون لحضور مثل هذه الأجواء الاحتفالية خاصة قبيل بدء فصل الشتاء، والذي عادة ما يحتم عليهم البقاء في المنازل غالبية الأوقات.
حضور ألف شخص
وبحسب الخطيب، فقد حضر ما يقارب ألف شخص من الجمهور إلى المهرجان، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر “مؤشر نجاح بالنسبة لهم، حيث أنه من المعتاد أن يحضر ما يقارب ألفي شخص أو ما يزيد قليلا”.
وحضر العشريني عمر أحمد من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المهرجان مع ثلاثة من أصدقائه، للاستمتاع بأجوائه الصاخبة وأغانيه العصرية.
ويقول أحمد لـ ((شينخوا)) “شعور جميل أن تشارك في مهرجان بطريقة غير تقليدية وأن نواكب الأوضاع الاستثنائية التي نعيشها من خلال تفادي التجمعات والاقتراب من بعضنا والحفاظ على التباعد الاجتماعي بيننا”.
ويضيف أحمد بينما كان يسجل مقطع فيديو لفرقته المفضلة التي كانت تؤدي أحد الأغاني “لا شيء يضاهي الموسيقى وحب الحياة”، مشيدا بالأجواء العامة خلال المهرجان الموسيقي.
بدورها، قالت أميرة الحاج من بيت لحم، إنها اضطرت للبقاء في المنزل لعدة شهور بسبب تفشي الفيروس في الضفة الغربية.
وتضيف الحاج بينما كانت تتمايل على الأنغام الموسيقية فرحة بالحضور، قائلة “كنت أخشى ألا أتمكن من حضور المهرجان، خاصة وأنني واظبت على الانضمام إليه طوال دوراته السابقة”.
وتنوه إلى أن الفلسطينيين يحبون دائما إيصال رسالة للعالم بأنهم “يحبون الحياة وأنهم يتوقون إلى العيش بسلام وأمان وأن يمارسوا حياتهم الطبيعية دون خوف من الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى السياسية”.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.