تتوقع البنوك الخاصة في ألمانيا أن تسهم جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد “كوفيد-19” في تقليص الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 4% تقريبا هذا العام، بحسب ما ذكرته رابطة البنوك الألمانية.
وقال هانز-فالتر بيترز رئيس رابطة البنوك الألمانية في بيان: “بالنظر إلى أن كافة مناطق العالم قد تأثرت سلبا بالأزمة الصحية، سيكون هذا هو التباطؤ الاقتصادي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف “بيترز” أن الناتج الاقتصادي العالمي، في العام 2021، من المتوقع أن يسجل نموا مرة أخرى بحوالي 5%.
وتابع “بيترز”: ” ومع ذلك فإن الاقتصاد العالمي لم يخرج من عنق الزجاجة بعد”.
وأكدت رابطة البنوك الألمانية إن ثمة حالات عدم يقين، مشيرة إلى أن جانبا كبيرا من تعافي الاقتصاد العالمي يعتمد على كيفية خروج أكبر الاقتصادات العالمية- الولايات المتحدة الأمريكية- من أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وبالنظر إلى التباطؤ الاقتصادي العالمي، طالبت البنوك الخاصة الألمانية بوضع إصلاحات هيكلية في ألمانيا وأوروبا.
وفي هذا الصدد قال “بيترز”: ” في مثل تلك الاضطرابات، فإن السؤال الخاص بكيفية زيادة القدرة التنافسية لأوروبا، أهمية أكبر من أي وقت مضى”.
ثم تطرق رئيس رابطة البنوك الألمانية إلى قضية رقمنة الأموال، قائلا: ” بدون اليورو الرقمي، تواجه القدرة التنافسية العالمية في أوروبا تهديدا حقيقيا”.
وأشار “بيترز” إلى أن الصين تتفوق بالفعل على أوروبا في القدرة التنافسية.
وفي بداية أكتوبر الجاري، أعلن البنك المركزي الأوروبي نيته في تكثيف العمل على ” اليورو الرقمي”، وأطلق البنك أيضا عملية تشاور عامة في هذا الصدد.
توقعات متشائمة لصندوق النقد الدولي
توقع صندوق النقد الدولي مؤخرا أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 4.4٪ في 2020، وهو انكماش أقل حدة مما كان قد توقعه الصندوق في يونيو الماضي.
وتأتي التوقعات المحسنة مدفوعة بأداء أفضل من المتوقع في الولايات المتحدة وأوروبا بعد رفع الإغلاق، وكذلك عودة الاقتصاد الصيني إلى النمو.
ولكن رغم ذلك، خفّض الصندوق توقعاته لعام 2021، حيث يتوقع الصندوق الآن زيادة بنسبة 5.2٪ في الناتج العالمي العام المقبل، مقارنة مع توقعات بلغت 5.4٪ في تقريره السابق. كما خفّضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أيضاً توقعاتها لعام 2021 في الشهر الماضي.
ومن المتوقع أن يتباطأ النمو العالمي إلى حوالي 3.5٪ بين عامي 2022 و2025، مما سيترك ناتج معظم الاقتصادات دون المستويات التي كانت متوقعة قبل الوباء.
تحذيرات صندوق النقد
وحذر صندوق النقد الدولي من أن النمو البطيء خلال هذه الفترة الممتدة سيكون له توابع كبيرة، من بينها تفاقم عدم المساواة و “نكسة شديدة” لتحسين مستويات المعيشة، في كل من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والأسواق الناشئة مثل المكسيك والأرجنتين.
كما من المتوقع أيضاً أن يرتفع معدل الفقر العالمي المدقع لأول مرة منذ أكثر من عقدين.