أعلن المحللون والمستثمرون فى بنك HSBC أن عوائد الأسهم فى المصرف البريطانى من المتوقع أن تنخفض بحوالى %50 هذا العام بسبب التهديدات الناجمة عن أسعار الفائدة السالبة وتداعيات الركود العالمى وانتشار وباء فيروس كورونا الذى أثر سلبا على معظم الأنشطة الاقتصادية فى الدول المتقدمة والنامية على حد سواء.
وذكرت وكالة رويترز أن المساهمين فى البنك البريطانى يتوقعون هبوطا فى العائدات خلال العام الجارى وربما الأعوام القليلة القادمة مع اتجاه كبار مدراء البنك إلى تقليص التكاليف لمواجهة انخفاض القروض و تزايد الديون المعدومة و هبوط أسعار الفائدة إلى الصفر و أقل من الصفر.
ويواجه أيضا نويل كوين الرئيس التنفيذى لبنك HSBC ضغوطا كى يستمر فى منح قروض للأفراد الذين فقدوا وظائفهم وتم الاستغناء عنهم أو انخفضت أجوروهم بسبب قيود الحظر نتيجة انتشار وباء كورونا وأيضا للشركات المتعثرة مع تفشى مرض كوفيد 19 الذى تسبب فى وقف العديد من الأنشطة الاقتصادية.
ويحاول كوين أيضا الحفاظ على رأس المال فى الاحتياطى البنكى لمواجهة أى أزمات مالية فى المستقبل و لتغطية أى ديون معدومة فى حالة ارتفاع حجم القروض السيئة والتى لم يتمكن أصحابها من سدادها أو دفع أقساطها فى المواعيد المحددة.
وكان HSBC البريطانى أكبر بنك فى العالم من حيث الأصول حذر فى أغسطس الماضى من أن حجم الديون المعدومة قد يرتفع إلى 13 مليار دولار مع نهاية العام الجارى بسبب وباء كورونا الذى كبد أنشطة التجزئة فى البنك وعملائه من الشركات على مستوى العالم خسائر فادحة.
ويرى هيو يونج العضو المنتدب لشركة «أبردين ستاندرد انفستمنتس» فى آسيا باسيفيك أحد أكبر 10 عملاء للبنك البريطانى أن وباء كورونا هو المسئول بدرجة معقولة مع الحكومة البريطانية عن خسائر البنك الذى لا يمكن لأحد أن يلومه إذا خفض عوائد الأسهم هذا العام ولكن البنك أعلن أنه سيراجع سياسة عوائده مع نهاية العام الجارى وسيعلن نتائج أرباحه يوم 27 الشهر الجارى.
ولم يدفع بنك HSBC الذى يحقق غالبية أرباحه من فروعه فى دول آسيا عوائد سنوية أقل من 35 سنتا للسهم منذ عام 2009 عندما وصلت الأزمة المالية العالمية إلى ذروتها كما منح فيما بين 2008 و 2018 متوسط عوائد 47 سنتا غير أن المحللين فى شركة ريفينيتيف البحثية يتوقعون هبوط العوائد السنوية للعام الجارى إلى 15 سنتا ثم ترتفع إلى 29 سنتا العام المقبل و 37 سنتا فى عام 2022. لكن ويل هاوليت محلل بحوث الاستثمارات فى شركة كوايتر شيفيوت المساهمة فى بنك HSBC قال إن الأرباح وتدفقات السيولة المالية على البنوك عموما ستظل تتعرض لضغوط حتى عام 2023 على الأقل عندما يتجه مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى (البنك المركزى) إلى رفع أسعار الفائدة غير أن معظم البنوك من المتوقع أن تستأنف دفع العوائد كاملا خلال العام القادم.
وأوضح هاوليت أن انخفاض الأرباح والتدفقات النقدية على البنوك سيستمر خلال الثلاث سنوات القادمة علاوة على ارتفاع خسائر القروض وإن كان بدرجة أقل بسبب الركود الناجم عن الإغلاق والحظر الذى طبقته حكومات العديد من دول العالم للحد من تفشى الوباء.
كان بنك HSBC جمد فى 31 مارس الماضى – عندما توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية على مستوى العالم – منح الدفعة الرابعة من عوائد الأسهم عن العام الماضى بعد أن أعطى بنك أوف إنجلاند (البنك المركزى البريطانى) تعليمات مشددة لجميع البنوك الكبرى بوقف دفع العوائد أو إعادة شراء الأسهم خلال العام الجارى من أجل استبقاء احتياطى مالى يكفى لمواجهة أى أزمات طارئة ولاسيما أن أحدا لايعرف متى سيتم احتواء الوباء المميت..
وجاءت تعليمات بنك أوف إنجلاند بعد أن أعلن HSBC مباشرة أنه يعتزم تقليص التكاليف بحوالى 4.5 مليار دولار وتسريح نحو 35 ألف موظف من فروعه البريطانية والعالمية ولكن وقف توزيع العوائد أثار غضب المساهمين الصغار فى هونج كونج والذين يعتمدون على هذه العوائد الثابتة فى معيشتهم التى لم تقل عن 30 سنتا للسهم طوال الدفعات الثلاثة التى نالوها عن العام الماضى.