الطلب المتزايد على الخدمات الرقمية يهدد عمل البنوك التقليدية

فى تقرير لـ«بيزنس إنسايدر»

الطلب المتزايد على الخدمات الرقمية يهدد عمل البنوك التقليدية
الحسينى حسن

الحسينى حسن

6:53 ص, الأثنين, 28 سبتمبر 20

قالت وحدة أبحاث «بيزنس إنسايدر»، إن الطلب المتزايد على التجارب المصرفية الرقمية من قبل جيل الألفية، يعمل على تغيير أساليب الصناعة المصرفية بأكملها.

التكنولوجيا تحسن الكفاءة التشغيلية لقطاع التجزئة

وأضافت فى تقرير لها، أن ذلك يأتى فى ظل تغير كيفية تفاعل الأشخاص وممارسة الأعمال التجارية على أساس يومى بفعل الرقمنة، وأن التطورات فى التكنولوجيا المصرفية ستستمر فى التأثير على مستقبل الخدمات المالية فى جميع أنحاء العالم. 

وذكرت «بيزنس إنسايدر» أن التكنولوجيا لها يد على ما يبدو فى كل جانب من جوانب الصناعة المصرفية؛ وسيستمر تأثيرها فى إطلاق الخدمات المصرفية فى مستقبل رقمى.

الخدمات المصرفية عبر الهاتف تنمو خمسة أضعاف مقارنة بالإنترنت البنكى

ورصد التقرير، مستقبل الخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، وتحولات الشركات الناشئة إلى البنوك الرقمية.

وقالت «بيزنس إنسايدر» إن رغبة المستهلكين المتزايدة فى الوصول إلى الخدمات المالية عبر القنوات الرقمية أدت إلى طفرة فى التقنيات المصرفية الجديدة التى تعيد صياغة مفاهيم سوق الخدمات المصرفية للأفراد بالكامل، والتى تشمل الخدمات المحددة التى يمكن أن تقدمها البنوك للعملاء مثل حسابات التوفير والحسابات الجارية وبطاقات الائتمان والخصم والقروض. 

وأضافت أن التكنولوجيا أدت إلى تحسين الكفاءة التشغيلية لبنوك التجزئة مما انعكس إيجابيًا على السوق.

ووفقًا لتقرير «بيزنس إنسايدر»، يقول %39 من المديرين التنفيذيين للخدمات المصرفية للأفراد إن انخفاض التكاليف فى مكان ما يكون للتكنولوجيا التأثير الأكبر فيه، مقارنة مع %24 فقط ممن يقولون إنها تحسن تجربة العملاء.

وذكرت أن بنوك التجزئة المصرفية تقوم حاليًا بإطلاق منصات فى مجال الخدمات المصرفية (BaaS) لتظل قادرة على المنافسة، وأنه على سبيل المثال، اعتاد “neobank Starling” الرقمى فى المملكة المتحدة أن يقدم حصريًا خدمات مصرفية للأفراد (B2C)؛ ولكن بعد إطلاق منصة “الخدمات المصرفية الرقمية”، قام بتنويع منتجاته وتدفقات إيراداته، مما ساعده على الحفاظ على أهميته فى مجال البنوك الرقمية.

وقالت «بيزنس إنسايدر» إن الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول أصبحت هى الطريقة المفضلة للمستخدمين للإيداع وتحويلات الحسابات ومراقبة إنفاقهم وأرباحهم. 

ووفقًا لدراسة الحالة التنافسية للخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول فى تقرير وحدة أبحاث “بيزنس إنسايدر”، قال %89 من المشاركين فى الاستطلاع إنهم يستخدمون الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول.

وذكر التقرير أن الأمان يعتبر من أكثر الأمور التى تشغل بال المستهلكين عند اختيار الموبايل البنكي؛ خاصة أن الخوف من اختراق البيانات يزيد من الطلب على الخدمات التى تحافظ على أمان بيانات المستخدمين مما يسمح للمستهلكين بفرض قيود على بطاقات الائتمان أو الخصم، ومراجعة النزاعات المتعلقة بمعاملات البطاقات، وهى بعض الميزات المصرفية الأمنية الناجحة.

وذكرت أن محافظ الهاتف المحمول تعد ميزة أخرى قادمة فى الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، وهى تطبيقات تؤكد على الراحة؛ وأنها تسمح للمستخدمين بإجراء عمليات شراء عبر الإنترنت أو فى المتجر باستخدام هواتفهم الذكية دون الحاجة إلى إخراج بطاقة الائتمان الفعلية الخاصة بهم.

وتابعت «بيزنس إنسايدر» قائلة: «تتضمن الخيارات المصرفية الناجحة عبر الهاتف المحمول أيضًا ميزات إدارة الأموال التى تساعد المستخدمين على خفض الإنفاق وزيادة المدخرات، وإن مستقبل الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول يشير إلى توفير أدوات الادخار والتى يُنظر إليها على أنها مهمة بشكل خاص بين جيل الألفية».

وأوضحت أن شعبية الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول تجاوزت انتشار الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، حيث تباطأ العدد الإجمالى للعملاء عبر الإنترنت فى جميع أنحاء العالم. 

وبحسب تقرير وحدة أبحاث «بيزنس إنسايدر»، فإن الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول تنمو بمعدل خمسة أضعاف الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، ونصف العملاء عبر الإنترنت هم أيضًا من مستخدمى الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول.

وذكرت أنه بالرغم من الشعبية المتزايدة للخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، لا تزال بعض البنوك مقصرة فى الطلب على مهام الهاتف المحمول، مما يجعلها تدفع المستخدمين إلى الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، إلا أنه رغم ذلك فإن حتى هذه الدفعة لن تكون كافية للترويج للخدمات المصرفية عبر الإنترنت حيث يواصل جيل الألفية الانجذاب نحو سوق الهاتف المحمول.

وقالت «بيزنس إنسايدر» إن البنوك الرقمية المعروفة أيضًا باسم البنوك الجديدة، تعيد تعريف مستقبل الخدمات المصرفية فى جميع أنحاء العالم.

 وأضافت أنه بالرغم من البداية البطيئة فى الولايات المتحدة بسبب الحواجز التنظيمية العالية، فإن التطورات الأخيرة وتخفيف اللوائح تشير إلى أن البنوك الأمريكية الجديدة على وشك الانطلاق.

وأشار التقرير إلى أن البنك الرقمى “neobank Chime” فى سان فرانسيسكو، استقطب أكثر من مليونى مستهلك ويضيف الكثير شهريًا، مما يدل على التحول نحو القنوات الرقمية.

وأوضحت أن تطوير المزيد من البنوك الرقمية فى الولايات المتحدة سيؤدى إلى زيادة الوعى بالخدمات المصرفية الرقمية فقط، وفى النهاية القضاء على المنافسين المصرفيين التقليديين.

ووفقًا للتقرير، فإن مشهد الخدمات المصرفية الرقمية التنافسية المتزايدة فقط سيؤدى إلى قيام البنوك بإصلاح أعمالها بالكامل، بما يلبى متطلبات العصر الرقمى.

وقالت وحدة أبحاث «بيزنيس إنسايدر» إن هناك اتجاها شائعا فى التكنولوجيا المصرفية يتمثل فى استخدام واجهة برمجة التطبيقات (API) لإتاحة بيانات الملكية لأى شخص لديه إذن المستهلك للوصول إليها، وأن استخدام واجهات برمجة التطبيقات (API)، تمكن تطبيق الهاتف المحمول الخاص بالبنك من سحب معلومات حساب العميل. 

المصارف تستكشف تقنية «البلوك تشين» على أمل تبسيط العمليات وخفض التكاليف

وذكرت أن %48 من المديرين التنفيذيين فى البنوك يعتقدون أن التقنيات الجديدة مثل «البلوك تشين» والذكاء الاصطناعى (AI) سيكون لها أكبر تأثير على الخدمات المصرفية مستقبلاً. 

ووفقًا للتقرير، تستكشف البنوك تقنية «البلوك تشين» على أمل تبسيط العمليات وخفض التكاليف.

وذكرت وحدة أبحاث «بيزنيس إنسايدر» أنه يمكن بالفعل مشاهدة استخدام الذكاء الاصطناعى من قبل معظم البنوك من خلال روبوتات الدردشة فى مكاتب خدمات العملاء، مشيرة إلى أن استخدام البنوك للذكاء الاصطناعى يستهدف تسهيل التعرف على العملاء والمصادقة عليهم، مع محاكاة الموظفين المباشرين من خلال برامج الدردشة والمساعدات الصوتية.