أعرب الفلسطينيون عن أملهم في نجاح محادثات المصالحة بين حماس وفتح ، وإجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية لأول مرة منذ عام 2006.
ويؤكد الفلسطينيون في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، أن بين الحركتين المنقسمتين منذ أكثر من 13 عاما، سيساعدهم على مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهونها.
وقال الفلسطيني جواد جرادات من مدينة رام الله بالضفة الغربية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن “الانقسام الفلسطيني الداخلي منح فرصا ذهبية متعددة لإسرائيل كي تنفذ مخططاتها الاحتلالية في الضفة الغربية”.
وأضاف جرادات، وهو في الثلاثينات من عمره، أن إسرائيل أصدرت عشرات القرارات ونفذتها على مدار الأعوام السابقة “فيما للأسف لم تستطع القيادة منعها من ذلك بسبب ضعف الموقف الفلسطيني والانقسام الداخلي”.
المصالحة بين حماس وفتح
ودعا جرادات كلا من فتح وحماس إلى تسريع جهود المصالحة لمواجهة “خطط الضم الإسرائيلية التي ستقضي على ما تبقى من الحلم الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، بالإضافة إلى مواجهة اتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل”.
من جانبه، رأى إبراهيم العاروري من مدينة رام الله أن “إجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية هو الحل الأمثل لبناء جبهة فلسطينية موحدة تكون قادرة على وضع استراتيجيات سياسية جديدة تمكن الفلسطينيين من النضال لنيل حقوقهم الوطنية والإنسانية المشروعة”.
وقال العاروري لـ ((شينخوا))، إن الانقسام الداخلي شكل عامل ضعف شديدا للقضية الفلسطينية ويجب أن يتم انهاؤه بأسرع وقت.
وبدأ الانقسام الفلسطيني بين الحركتين في عام 2007 بعدما سيطرت حركة حماس بالقوة على القطاع، عقب جولات من الاقتتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وعلى مدار السنوات الـ 13 تدخلت وساطات عربية ودولية لإنهاء الانقسام، حيث وقع الطرفان على سلسلة من التفاهمات والاتفاقيات لتحقيق المصالحة، ولكن جميعها باءت بالفشل حتى وقتنا هذا.
وأثر الانقسام المستمر بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي سلبا على الحياة العامة في قطاع غزة، والذي تعرض لثلاث حروب إسرائيلية كبيرة، والعديد من التوترات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.
تفاقم الانقسام الداخلي
وقال ممدوح الخالدي من غزة لـ ((شينخوا))، إن الظروف المعيشية الصعبة للفلسطينيين نتيجة مباشرة للانقسام الداخلي، وإهمال مصالح الشعب واهتمام الفصائل بمصالحها الحزبية فقط.
وأضاف الخالدي “لم تكن إسرائيل هي المسؤول الوحيد عن وضعنا الكارثي، ولكن خلافات فتح وحماس ساهمت بشكل كبير في تدمير جيل كامل بسبب تعنتهما المستمر بإنهاء خلافاتهما”.
ومع ذلك أعرب الخالدي عن الأمل في أن يتمكن الفصيلان المتنافسان من تجاوز خلافاتهما والنظر إلى مصالح الشعب الفلسطيني.
ويجتمع وفد من فتح برئاسة أمين عام اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب ووفد من حماس برئاسة نائب رئيسها صالح العاروري، منذ ثلاثة أيام في تركيا لإنهاء الانقسام الداخلي وتحقيق المصالحة.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية مساء أمس عن “أجواء إيجابية” تظلل اجتماعات حركتي فتح وحماس الجارية في اسطنبول التركية.
وقال اشتية في بيان صحفي، إن الاجتماعات تركز على التوافق على إجراء الانتخابات العامة.
وأكد أن الأجواء “تبعث على الأمل بالوصول إلى النتائج المرجوة بإتمام المصالحة وطي صفحة الانقسام”.
وذكر أن حكومته “مستعدة لتوفير كل متطلبات إنجاح تلك الانتخابات باعتبارها بوابة لتجديد الحياة الديموقراطية وتصليب جدار الوحدة الوطنية ليكون أكثر منعة في مواجهة المخاطر الجدية والوجودية التي تتهدد القضية الفلسطينية”.
لقاءات في تركيا
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية في تصريح صحفي، إن “اللقاءات في تركيا هي امتداد للقاءات وحوارات سابقة جرت بين الحركتين الفلسطينيتين”.
وأشار الحية إلى أن “حماس حريصة على تحقيق الوحدة للوصول إلى استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التحديات والصفقات والخطط التي تستهدف القضية الفلسطينية”.
من جهته قال أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن الاجتماعات بين فتح وحماس في تركيا تركز على إجراء انتخابات عامة في فلسطين.
وأضاف عريقات “إذا حصل وفد فتح على الموافقة على إجراء انتخابات عامة، سيصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الفور مرسوماً رئاسياً يحدد موعداً للانتخابات”.
يشار إلى أن آخر انتخابات فلسطينية أجريت للمجلس التشريعي مطلع عام 2006 وأسفرت عن فوز حركة حماس بالأغلبية، فيما كان سبق ذلك بعام انتخابات للرئاسة وفاز فيها عباس.
هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.